يورو 2012 تقدّم إلينا يوميًا متعة كروية لا حدود لها.. ومع ما فيها من حلاوة إلا أن هناك نقاطًا سوداء شوّهت ملامحها، من بينها العنصرية المقيتة والسخافات الكثيرة التي يقوم بها بعض المشجّعين مثل إلقاء قشور الموز وتقليد أصوات القردة ومشاجرات المشاغبين ومحاولة نقل السياسة إلى أجواء البطولة لتطال حتى عزف النشيد الوطني لبعض المنتخبات إلى غير ذلك من التصرفات التي أحسن الاتحاد الأوروبي صنعًا في التعامل معها بحزم عندما سحب ست نقاط من رصيد روسيا خلال تصفيات يورو 2016.. وقد أثر هذا القرار إيجابيًا ولاحظنا توقف العنف بفضله، مما يعني أهمية عدم التهاون باتخاذ أية عقوبة رادعة تعيد لكرة القدم وجهها الجميل والناصع. وبمناسبة الحديث عن يورو 2012 أقول، نحن سعداء بوجود هذا الحدث الكبير الذي لا يقل حقيقة عن كأس العالم إن لم يكن برأيي أفضل منها في المستوى الفني، وقد عبرنا في «استاد الدوحة» عن أهمية هذا الحدث من خلال التغطية المميّزة التي منحناها له، وآمل أن تعيشوا فصولًا قادمة من الإثارة عندما تبدأ الأدوار المقبلة من البطولة التي ستشهد منافسة شرسة بين منتخبات أوروبية معروفة. كما أن من بواعث السعادة أن نجد قطر متواجدة في هذا المحفل القاري الكبير من خلال المركز الدولي للأمن الرياضي، وهذا فخر كبير كونه تم بتكليف من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وليعذرني الأشقاء القائمون على بطولة كأس العرب التي ستنطلق يوم الجمعة في جدة والطائف وأقول: شتّان بين الحدثين.. فأين نحن مما نراه حاليًا من مباريات أوروبية قمة في الروعة مقارنة مع ما سنشهده من مستويات ضعيفة في البطولة العربية؟.. نعم، فكل شيء يدل على أنها ستشهد ضعفًا في المستوى بسبب تفضيل بعض الاتحادات العربية المشاركة بمنتخباتها الأولمبية أو بفرق الرديف إلى جانب برمجتها في توقيت غير مناسب..!. ورب قائل إن هذه البطولة وجدت لتحقيق أهداف ودية وأخوية بهدف لمّ شمل الأشقاء والتقائهم.. فأقول: اذا كنتم تنشدون لقاء الأحبة، فيمكن أن تحققوا ذلك في أنشطة اجتماعية وثقافية وليس في مسابقة كروية تتهربون من المشاركة فيها. وأقترح هنا ان تقام كأس العرب في اطار دورة الألعاب العربية على غرار ما حصل في ألعاب الدوحة 2011، وهذا - برأيي سيكون افضل في ظل الروزنامة المزدحمة للمنتخبات والأندية العربية ومشاركاتها المختلفة في البطولات العربية والقارية. وبعيدًا عن هذا وذاك.. أتوقف عند نقطة تخصّ عملنا في «استاد الدوحة»، فالإعلام الرياضي في فترة الصيف يقل نشاطه بخلاف الأوجه الأخرى للنشاط الإعلامي؛ نظرًا لارتباطه بأحداث رياضية تقل فاعلياتها في أشهر الصيف تحديدًا، حيث يمنح توقف النشاط للأندية والمنتخبات فرصة التقاط الأنفاس وإعادة ترتيب بيتها الرياضي تحضيرًا للموسم القادم.