فاجأني لاعبان كبيران، تربطني بهما صداقة وعلاقة ود، بطلب مساعدتهما في الوصول إلى وكلاء أعمال غير سعوديين للارتباط بهما وتكليفهما بإدارة أعمالهما خلال الفترة القادمة، وهما من اللاعبين الذين تنتهي خلال عام قادم عقودهما؛ وبالتالي أول ما هداهما تفكيرهما قبل أي شيء آخر يتعلق بمستقبلهما هو الارتباط بوكيل أعمال غير سعودي. ولأني أعرف جيداً عقلية اللاعبين وتفكيرهما ونضجهما الرياضي والكروي الكبير دار نقاش طويل معهما حول هذه الخطوة وأسبابها، وأهم ما في الموضوع هو أنه ليس في تفكيرهما الخروج أو الذهاب للاحتراف الخارجي، وذلك أول ما يتبادر إلى ذهنك عندما يطلب لاعب سعودي ويُصِرّ على أن يكون وكيل أعماله ليس مواطناً. عددت لصديقي أسماء عدد من وكلاء الأعمال السعوديين الثقات، الذين يمكن الاعتماد عليهم، ولمعرفتي بأعمالهم وأدوارهم مع ذكر أمثلة، إلا أنني وجدت - كما يقول المثل - «رأسيهما وألف سيف إلا وكيل أجنبي»، وإن كان أحدهما لان رأسه قليلاً، وربما أقنعه لاحقاً.. قد يسألني قارئ، وهو ما سألتهما أيضاً: ولماذا هذا التوجه؟ ما هي الأسباب؟ الإجابة كانت تعتمد على رؤية واضحة ومحددة لهما، هي أن الصفة العامة التي أُخذت عن وكيل الأعمال السعودي أنه (ضعيف)، وضعيف جداً، خاصة في ثلاث نواح: ضعف في (الناحية العملية)؛ حيث لا استفادة ولا دور ولا خدمات تذكر للاعبين (إلا ما ندر)، وضعف في (مفاوضات العقود) أمام الأندية، خاصة من يرأسها أو يتولى أمورها شخصيات اجتماعية كبيرة، وضعف أمام (لجنة الاحتراف) التي عندما تصدر أمراً ضد اللاعب ومصلحته لا يستطيع الوكيل مجابهتها بالأنظمة واللوائح الدولية، وإنما يخضع لأمرها وقرارها حتى إذا كان للاعب - وهو الأساس - وجهة نظر مختلفة ومعارضة، لكنه يجد وكيله يقف مع اللجنة ويقنع موكله بطريقته؛ لكي لا يصطدم باللجنة. وعن كل حالة يذكر صديقاي أمثلة حية، وبالأسماء للاعبين كبار، لن أذكرها بطبيعة الحال. من يتمعن في مشهد الاحتراف السعودي، واتجاه لاعبينا إلى وكلاء الأعمال، ربما يجد أن هذه المسألة بدأت بالفعل تظهر وتنتشر بين اللاعبين من فئة النجوم الكبار واللاعبين الشباب أيضاً، أعني مسألة التوجه إلى وكلاء اللاعبين غير السعوديين، وسأذكر أسماء على سبيل المثال للاعبين، كان مشهدهم حاضراً؛ فالكابتن أسامة هوساوي لاعب الهلال، وهو الذي كانت له مشكلة احترافية قبل انتقاله من ناديه السابق الوحدة، اختار بعد أن قرر تجربة الاحتراف خارجياً وكيل أعمال من هولندا، والكابتن سعود كريري الذي كانت له مشكلة احترافية هو الآخر مؤخراً، لكن مع ناديه، وكيل أعماله قطري، وهناك لاعبون شباب في أول طريق الاحتراف اختاروا وكلاء أعمال غير سعوديين أيضاً؛ فعلى سبيل المثال الكابتن عبدالله فريد الحافظ لاعب الاتفاق المحترف في البرتغال وكيل أعماله بيدرو (نجل المدرب البرتغالي الحديدي) مانويل جوزيه، والكابتن إبراهيم الإبراهيم لاعب الاتفاق الذي احترف في فريق (جوسك جابيلا) وكيل أعماله بوسني، وحتى صالح الشهري لاعب الأهلي الذي احترف في نادي بريمار البرتغالي وكيل أعماله غير سعودي. وإذا كان الاحتراف الخارجي مبرراً ودافعاً لمن يفكِّر فيه من اللاعبين، خاصة الشباب، للإصرار على الارتباط بوكيل أعمال خارجي، فإن مبرر الضعف بحالاته الثلاث قد يكون حقيقياً وواقعاً، وهو أمر يتوجب الانتباه له جيداً من قبل وكلاء أعمال اللاعبين أنفسهم، ومن قِبل لجنة الاحتراف، قبل أن تكبر وتزداد القناعة به من قِبل اللاعبين، ويستفحل الأمر، وقد ينتج عنه مستقبلاً انعكاسات وإفرازات لا تخدم الاحتراف السعودي ولا اللاعبين أنفسهم، ويكون الخاسر الأكبر فيها وكلاء أعمال اللاعبين السعوديين. كلام مشفر * أخطأت القيادات الرياضية في الاتحاد السعودي الفترة الماضية في الاتجاه نحو الاعتماد على أسماء غير رياضية لعضوية وقيادة بعض اللجان التخصصية المهمة جداً، وبشكل خاص اللجان القضائية، مثل الانضباط والقانونية والاستئناف. * وربما السبب في ذلك التوجه هو الهروب من حكاية الميول عند بعض الأسماء القانونية المعروفة رياضياً، التي لها حضورها الكبير في المشهد الرياضي، وتجاهر وعُرفت بميولها. الأيام أثبتت أن اختيارهم ووضعهم ربما كان الأفضل؛ فنار هؤلاء ولا جنة من هم من خارج الوسط. * عدد وكلاء أعمال اللاعبين السعوديين المعتمدين لدى الفيفا وصل إلى (55) وكيل أعمال، حسب موقع الفيفا، وهؤلاء جميعاً نشاطهم محدود، ويأتي على نطاق ضيق ومحلي إلا وكيلين أو ثلاثة، ولا تكاد تسمع بنشاط أكثر الوكلاء أو تتعرف على بعض موكليهم إلا عندما يحين موعد التعاقد مع لاعب أو حصول مشكلة احترافية له غالباً ما تكون عن عقده القادم تمديداً أو تجديداً. * بحثت في النت عن مواقع لوكلاء أعمال لاعبين من أجل الحصول على بعض المعلومات، ومع الأسف لم أجد موقعاً واحداً لوكيل أعمال سعودي، في حين أن هناك العشرات منها عربياً وآسيوياً ودولياً.