يؤكد علماء النفس أن الغيرة سلوك رباني يغرس في كيان الإنسان منذ الولادة ويتطور مع تقدم الإنسان في السن مرورا بسن الطفولة ثم المراهقة ثم مرحلة الشباب ووصولا إلى سن الشيخوخة فالكهولة. ويقسم علماء النفس الغيرة إلى قسمين رئيسيين: غيرة محمودة، وغيرة غير محمودة والقسم الأول من الغيرة قائم بين فريقي الفتح وهجر وهما يشاركان معا في منافسات دوري زين السعودي للمحترفين، ويجب أن تستمر تلك الغيرة حتى آخر مباراة لهما في الدوري، وقد شاهدنا في العديد من جولات الدوري كيف حقق الفريقان فوزا مزدوجا في نفس الأسبوع وخير دليل ما حدث في الجولة الماضية عندما اكتسح الفتح فريق الاتحاد بكل جدارة واستحقاق فحدثت الغيرة المحمودة لدى لاعبي هجر فتجاوز فريقهم فريق التعاون بكل جدارة واستحقاق، وإذا استمرت تلك الغيرة المحمودة فإنها ستفيد الفريقين معا، فالفتح تجاوز مرحلة البحث عن البقاء مع الكبار ويبحث عن مركز يؤهله للمشاركة في بطولة كأس الملك للأبطال التي سبق أن شارك فيها في الموسم قبل الماضي أمام هجر فإنه يبحث عن طوق النجاة، وسيحصل على هذا الطوق إن استمرت الروح العالية والعطاء المتجدد من جانب نجومه في المباريات المقبلة خاصة في المباريات التي تجعه مع الفرق التي تمتلك نفس الطموح. إن فريق الفتح وبعد أن صنع لنفسه شخصية خاصة به في دوري المشاهير جراء مشاركاته المتعددة في هذا الدوري لسنوات عديدة يسعى لتحقيق مركز متوسط بين الأربعة الأوائل والستة أصحاب المراكز الأخيرة وهذا الطموح لن يستمر لأكثر من موسم أو موسمين ليبدو التفكير جليا في اقتحام مراكز المقدمة والتطلع للمشاركة الخارجية وهذا الهدف ليس بعيدا عن فريق الفتح إن استمرت نفس السياسة الإدارية الناجحة والاستقرار الفني والعطاء والإصرار والعزيمة من اللاعبين. وبعيدا عن المجاملة فإن فريق الفتح ليس بعيدا عن المشاركة الخارجية ، لكنه يحتاج لوقت لاكتساب المزيد من الخبرات والتمرس الميداني والدعم الجماهيري .. أكرر الدعم الجماهيري، وفي المقابل يجب أن تكون طموحات هجر تدريجية، حيث محاولة الهروب من مقصلة الهبوط هذا الموسم والمواسم المقبلة إن نجح في ذلك، ويكفي فريق هجر فخرا أنه يقف في مراكز المنطقة الدافئة والمؤشرات تؤكد أن الفريق سيتقدم للأمام بعد أن نجحت إدارته في ترميم صفوف الفريق ودعمه بعناصر ممتازة وكان آخرها مصطفى ملائكة وسعد اليامي، ومازال هجر يحتاج للدعم المادي من جانب أعضاء الشرف الغائبين خاصة في ظل الأزمات المادية التي تجتاح جميع الأندية السعودية باستثناء الخمسة الكبار . هجر والفتح بالنسبة لكرة القدم الأحسائية جناحان لطائر يبحث عن النجاة والإنجاز والمسئولية مشتركة لإبقاء هذا الطائر في حالة تحليق دائمة من حيث استمرار الخطط الإدارية الناجحة والدعم الشرفي المؤثر والدعم الجماهيري المطلوب على الأقل في المباريات التي تقام في الأحساء، فهجر والفتح في أكبر مدينتين بمحافظة الأحساء من حيث التكدس السكاني. قبل الوداع .. هجر يلعب مع الأنصار والفتح ينازل الرائد في الجولة المقبلة وكلاهما يلعب خارج قواعده وكلتا المواجهتين في غاية الصعوبة. فالأنصار ينظر لمواجهة هجر على أنها الفرصة الأخيرة له لافتتاح رصيده النقطي المكشوف في الدوري، فيما يرى الرائد أن نقاط الفتح أول خطوة حقيقية للهروب من مقصلة الهبوط، لذلك يجب على الفريقين نسيان نشوة الفوز على التعاون والاتحاد والتفكير جديا في العودة للأحساء بالنقاط الست.