يبدو ان ثقافتنا التي تعتمد على الواسطة في اغلب تعاملاتنا بالحياة سواء في العمل او المؤسسات الحكومية او حتى في حجوازات الطيران او في المستشفيات ، فالكل يسأل من يعرفه : " هل تعرف احد ؟؟ " اي هل لديك واسطة استطيع من خلال ان اصل الى هدفي الذي ابحث عنه سواء من خلال الدراسة او الابتعاث او العمل او الوظيفة او الترقية او حتى العلاج في المستشفيات الحكومية او انجاز المعاملات في الدوائر الحكومية او لاي حاجة سواء كانت صغيرة ام كبيرة ... هذة ثقافة مجتمع وللأسف وجدناها وتوارثناها وكبرنا وكبرت معنا .. ولذا ليس غريبا ان يسسطر هذا الموروث الثقافي على المشهد الاعلامي الرياضي الذي اصبح حكرا على مجموعة من الاعلاميين فقط .. هم من يتبادلون المصالح المشتركة والمنافع المتقاطعة ، ويتبادلون الادوار والكراسي في المشهد الاعلامي مابين ضيف ومذيع ومابين صحفي ومحلل رياضي .. في اغلب البرامج الرياضية لدينا " الواسطة " فوق كل شئ .. فوق القدرات والمؤهلات والامكانيات .. الواسطة هي من تجعل مجموعة من الاعلاميين يتنقلون من قناة الى اخرى بشكل يومي في مشهد مثير للاشمئزاز والشفقة .. المحسوبية هي من جعلت صحفي يصبح محرر صحفي بالصباح ومذيع بالاذاعة بالعصر ومقدم لاستديوا تحليلي للمباراة في التلفزيون بالمساء .. انه ليس اعلامي بل " سوبر مان " بل رجل بثلاثه قلوب وثلاثه عقول وثلاثه رئات يتنفس بها ... المصلحة هي من جعلت اغلب من يعمل في صحيفة حكومية يميل ملحقا بالكامل لنادي واحد فقط ، يتاهفتون على كل البرامج الفضائية ولايمر يوم واحد دون ان ترى احد الكتاب او المحررين في هذة الصحيفة موجودا في برنامج رياضي . الواسطة هي من حرمت اسماء اعلامية كثيرة من الظهور ومن طرح مالديها من فكر وثقافة وراي لانها " ماتعرف احد " يسهل لها عملية الحضور والمشاركة .. فهي لاتعرف المذيع ولا تعرف المعد وليس لها معرفة بمدير القناة .. البرامج الرياضية لدينا اصبحت مجرد فضفضة مكررة متشابهة مملة ، تحولت من تقديم مادة اعلامية الى تقديم علاقات شخصية ومصالح مشتركة .. اين هذة البرامج من اسماء اعلامية لها سنوات طويلة في المجال الاعلامي ، غيبت ومنعت لانها لاتملك الواسطة ولاتعرف احدا يسهل لها المهمة . [email protected]