واكب انتقال مهاجم النصر (سابقا) سعد الحارثي إلى صفوف نادي الهلال ضجة إعلامية كبيرة ومتوقعه كونه قادما من ناد منافس، وسبقته ضجة إعلامية أكبر بإعارة مهاجم الهلال ياسر القحطاني إلى العين الإماراتي، وجاء بينهما إعارة مهاجم الأهلي مالك معاذ إلى نادي النصر، لا يختلف أي رياضي على ما قدمه الثلاثي من مستويات رائعة في مواسم معينة ويتفق الأغلبية على انخفاض مستوياتهم منذ فترة طويلة، ولكن الرابط المشترك الأقوى بين الثلاثي هو الحالة النفسية التي كان عليها اللاعبون (حسب تصريحاتهم الإعلامية) ورغبتهم في الانتقال أو الإعارة، صحيح أننا في عصر الاحتراف وليس بمستغرب انتقال أو إعارة أي نجم ولكن الأهم من رسّخ مفهوم الأزمة النفسية في هؤلاء اللاعبين وأنها كانت السبب في هبوط مستواهم؟ أعتقد أن الإعلام ساهم ولو بشكل جزئي في دعم فكر هؤلاء اللاعبين وبعض إدارات الأندية وترسيخ هذا المفهوم من منطلق لعل وعسى أن يعيد اللاعب اكتشاف نفسه من جديد، وصل هؤلاء اللاعبون إلى قمة مستواهم الفني في موسم 2007 ومن الطبيعي أن ينخفض الأداء ولكن لا ينحدر بهذا الشكل، أكرر ما ذكرته في مقالي السابق عن العاطفة التي لم ولن تتجلى عن آراء أغلب النقاد تجاه نجوم الأندية. وحده لاعب الاتحاد محمد نور ظل محافظا على مستواه إلا أنه فاجأ إدارة ناديه والجميع بطلب الموافقه على إعارته لنادي الجيش القطري، والمفاجأة الأكبر كانت في سبب المغادرة التي اتضحت من تصريحاته الإعلامية بأنه يعاني نفسيا منذ أكثر من 12 سنة ويحتاج إلى مغادرة النادي مؤقتا، كيف استطاع نور تحمّل هذه الضغوطات النفسية طوال هذه السنين؟ وما هو سر محافظته على التألق في ظل استمرار هذه الضغوطات ؟ نتمنى أن يكشف نور لبعض اللاعبين المضاد الفعّال لمواجهة موجة الحالات النفسية، فهناك جيل من المواهب الشابة قادم ويحتاج إلى هذه الوصفة للإحتياط يا نور، أخيرا أتمنى أن يدخل (ابن داخل) البهجة والسرور في قلب نور ويوافق على إعارته للنادي القطري فلاعب يتحمّل الضغوطات أكثر من 12 سنة ويقدم مستويات جيدة يستحق تلبية طلبه. لقاء وخفة الظل هناك بعض المراسلين الميدانيين يجدون القبول من الشارع الرياضي بأسلوبهم اللبق وطرحهم المفيد، وتجد اللاعبين والمسؤولين يبادلونهم الاحترام بشكل كبير، وهذا القبول هبة من الله يمنحها من يشاء، ولكن أحدهم صدم اللاعب بمداعبته (الغريبة) بعد نهاية لقائه معه من باب خفة الظل!! يظل المركز الثاني بعد المتميز عبدالله العضيبي شاغراً وتأتي المنافسة على المقعد الثالث وما بعده.