استغربت ما رأيت وسمعت من بكائيات وضجيج إعلامي بسبب فقدان نصف مقعد آسيوي رغم وضوح الأسباب التي أدت إلى ذلك التخفيض الذي لم يكن مستغرباً على خلفية ما نراه من قصور في بيئة الملاعب التي أثرت بشكل كبير في حضور الجماهير، ومهما كانت الأعذار أو التهم فنحن يجب أن نكون أكثر واقعية في التعامل مع مثل تلك القرارات التي أرى أن فائدتها أكثر من ضررها، فقد تساعدنا على أن نكون أكثر إبصارا بواقعنا الكروي والتنظيمي الذي من الصعب أن يحجب بغربال, هوسنا وتعلقنا بالأفضل والأكبر والأحسن لم يعد مجدياً في ظل ثورة التطور الذي ينشده الاتحاد الآسيوي والذي يحاول تسريع هذا التطور من خلال تحفيز الآخرين باللحاق بالركب, طبعاً ضجة المقاعد لم تخلو من التشفي وتصفية الحسابات التي جاءت بها الظروف على ما يحب محاربي النجاح من خلال أطروحات حق أريد بها باطل، وتشفياً بممثلينا في الاتحاد الآسيوي, السؤال هو ماذا استفدنا من هذه المقاعد الأربعة ولماذا اعتقدنا أنها ملك لنا رغم علمنا أنها أعطيت لنا بسبب أن هناك من أخفق في تطبيق معايير الاتحاد الآسيوي لا بسبب أننا الأفضل أو أننا نستحق هذه المقاعد أي أن هذا الوضع أمر مؤقت إلى حين اكتمال تجهيزات الآخرين لتتماشى مع معايير الاتحاد الآسيوي, أنا شخصياً لست مهتماً لفقدان هذا النصف ولن أهتم لو فقدنا النصف الآخر من هذا المقعد لأننا أصلاًَ لم نستفد كثيرا من هذه المقاعد خاصة بعد عجزنا المتكرر في كسر نحس هذه البطولة التي استعصت على الفرق السعودية وآخرهم عراب هذه البطولة بنظامها الجديد نادي الاتحاد, في الواقع نحن نخطئ في حق أنفسنا بتمسكنا بالقشور وإهمال جوهر قضايانا المتراكمة، أيضا نخطئ بحق أنفسنا عندما نعتقد أننا مازلنا الأفضل وأننا أحق من غيرنا في كل شيء رغم فشلنا في تحقيق أي شيء في أكثر من مناسبة, بصراحة لا بد أن نشكر الاتحاد الآسيوي لإسهاماته الكثيرة أقلها أنه من خلال فرض هذه المعايير تخلصنا من (صبات) الملاعب واستبدلناها بكراسي مثل بقية ملاعب العالم, في نهاية الأمر نتمنى أن يكون ضياع هذا النصف محفزاً لنا لتحسين الأوضاع ونفض غبار الكسل ونصحو من نوم عسل الإنجازات السابقة. وجهة نظر خرج ديربي جده أفضل مما توقعنا، وكادت أن تكون تاريخية في حق الاتحاد الذي فاق متأخراً وكاد أن يحقق التعادل, مازلت أقول إن نور هو الاتحاد وأن هجوم الأهلي وتيسير هم الأهلي, أجانب الأهلي مفاتيح فوز رغم غياب كماتشو وبالومينو، في المقابل نجد أن أجانب الاتحاد أقل من أن يمثلوا فريقاً بعراقة العميد، وأن يأتي هذا التمثيل على حساب أسماء جديدة تتمنى أن تأخذ الفرصة, انتهى الديربي وصدقت التوقعات رغم نغمة التخدير. يتوهم الهلاليون إذا اعتقدوا أنهم بفوزهم المتكرر أصبحوا على مقربة من بطولة الدوري أو أنهم أصبحوا في وضع أفضل لخوض غمار البطولة الآسيوية, في الواقع الهلال يفوز ولا يمتع وسوف يواجه صعوبات كبيرة إذا حمي وطيس الدوري, أجانب الهلال (مشي حالك) مع الاستثناء لهرماش الذي يتصاعد مستواه من مباراة لأخرى, العربي والكوري يحتاجان لصانع ألعاب خاصة من نوعية (أنت وضميرك) عدا ذلك فهم أكثر من عاديين. وقفة غريب إعلام النصر، إن همشت قضاياه قالوا إن الإعلام الأزرق مسيطر، وإن نوقشت قضاياه قالوا لماذا تناقش وتكبر قضايا النصر دون غيره؟ عموماً انتهت قصة القريني والسلهام ونحن بانتظار الجديد في عالم النصر.