تعجبت من ردود الأفغال السريعة التي جاءت مباشرة عقب نشر صحيفة هاتريك الإلكترونية للصورة التي التقطها مصورها للاعب نادي الهلال (إيمانا) حيث إن كل ذلك الاهتمام الذي حظيت به تلك الصورة جماهيريا وإعلاميا لم يكن بسبب شهرة اللاعب نفسه كنجم محترف ولا أيضا من أجل سلوك غير رياضي يستحق العقوبة عليه من ناديه قبل أن يصدر من اللجنة المعنية (هذا إن صح الفعل) الذي قام به ولم يكن مفبركا إنما كل تلك (الضجة) يعود سببها حسب استنتاجي وقراءتي للحدث وما وراء الخبر هو نادي الهلال ولا غير الهلال رغبة في معرقة قوة النظام في تطبيقه من لجنة الانضباط من حيث قدرتها التعامل مع (أول) حالة في الدوري وإظهار (هيبة) عدالة لابد أن تأخذ مجراها وكأن هذا النادي (بعبع) أو ممنوع من اللمس أو الاقتراب منه. أناهنا لست محرضا أو أريد أن (أعمل من الحبة قبة) فالسلوك الذي أقدم عليه اللاعب لم أشاهده من خلال لقطة تلفزيونية تجعل حكمي مقبولا بقدر ما أن الموقف نفسه من جهة النادي هو الذي أثار فضولي وكأني من خلال ردود الأفعال أرى مشهدا ليس له علاقة بكرة القدم وأنظمة تطبق إنما هي (فرصة) جاءت في طبق من ذهب للمتربصين بالهلال وكأنه ذلك المذنب (المتهم) الذي عادة ما ينجو من العقاب حيث يريدون رؤية (شجاعة) القانونيين في أول (اختبار) يضعهم على محك المسؤولية. من حقي أن أسأل وربما غيري يشاركني نفس السؤال الذي ينحصر حول من يتحمل مسؤولية (الكره) الموجه ضد نادي الهلال اسمحوا لي إذا قلت إن هذا السؤال يغوص في واقع مشكلة موجودة وقد أصبحت (ظاهرة) مكشوفة تحتاج إلى بحث ودراسة وإن كانت شركة (زغبي) هي أول من قدمت هذه الحقيقة في استفتاء لم يجد القبول عند طرحه لأنه وضع الهلال هو صاحب الجماهيرية الأولى بين الأندية السعودية وهو (الثاني) أيضا في الأندية الأكثر كرها بعد النصر وفي ذلك (تناقض) غريب حول شعبية الهلال في الحب والكراهية. أمام القارئ عدة خيارات ليحدد على من تقع (المسؤولية) إدارات نادي الهلال المتعاقبة أم إعلامه الذي لديه القدرة على عمل (ضغوط) قوية ضد من يقف (ندا) منافسا للموج الأزرق أم الإعلام (المضاد) النصراوي والاتحادي وأحيانا الأهلاوي هو من ساهم في تشويه صورة الهلال وكرهه أم الأندية (الحاسدة) التي تعلم أنها لا تستطيع منافسته عملا وإنجازا تحاول أن تجعله في موقف الضد المتعالي المتعجرف الظالم؟ أتمنى ألا يساء فهمي بأنني أسعى إلى ترسيخ (كره) الهلال كحقيقة يجب التسليم بها وإقرارها في حين أن الذي دعاني لطرح هذا الرأي بما فيه من أسئلة تحتاج إلى إجابات منفصلة ومفصلة عليها هو ذلك (الضجيج) الإعلامي بما فيه من ردود أفعال غاضبة وصاخبة ومحرضة ولعل ما يؤكد صحة رؤيتي أن السلوك الذي أقدم عليه إيمانا داخل الملعب تجاه الحكم الدولي خليل جلال سواء رآه بعينيه أوجاء في غفلة منه (كاف) لتدخل لجنة الانضباط مع قناعتي أن هناك فرقا بين الحالتين وبين أيضا العقوبة.