ما من شك أن حملة (الاحترام) التي تبنت لجنة الأخلاق واللعب النظيف بالاتحاد السعودي لكرة القدم فكرة الاهتمام بها لاقت منذ الإعلان عنها إقبالا شديدا ورائعا من كافة أقطاب وشرائح المجتمع الرياضي وإعلامه المنتمي إليه، ولكن مالفت انتباهي وأثار استغرابي كثيرا هوأن حملة الاحترام كانت موجهة لجميع من لهم علاقة بمنظومة كرة القدم بشكل رسمي ومباشرا والمتفاعلين مع أحداثها ماعدا (اللجان) التابعة الاتحاد السعودي لكرة القدم والتي من المفترض أن تكون من ضمن أوائل المعنيين بتلك الحملة في دعم أهدافها والالتزام بتطبيقها مثلما طالبت لجنة (الأخلاق واللعب النظيف) الأندية والقائمين عليها والعاملين فيها واللاعبين والإعلامين والجماهير بذلك في بيانها الذي وافق عليه أمير الرياضة والشباب، وإلا هذه اللجان يادكتور خالد المرزوقي (على رأسها ريشة) وبالتالي هي الوحيدة التي يجب أن تقابل جهودها وقرار تهاب (الاحترام) بينما هي ليست مطالبة ب (احترام) آراء الأحرين ومشاعرهم وحقوقهم. إن أي لجنة من لجان الاتحاد السعودي ينبغي أن تعامل كالبقية العاملة والمتفاعلة مع المنظومة الرياضية بأن لها من السلبيات مثلما لها من الإيجابيات، وكل عضو بدءاً من رئيس كل لجنة ليس (معصوما) من الوقوع في الخطأ الذي قد يؤدي إلى عدم (احترام) حقوق الآخرين التي كفلتها أنظمة وقوانين لابد من التقيد بها وتطبق بحذافيرها على الجميع بلا أي (استثناءات) ومفاضلة تظلم طرفاً على حساب طرف آخر، فارضاً عضلاته بقوة ونفوذ علاقاته وميول يخص أندية، يؤدي أحيانا إلى غياب العدالة وفوضى قاصمة. حتى تكون فكرتي مبسطة للقاريء الكريم ولرئيس لجنة الأخلاق واللعب النظيف ولايساء فهمها، أعطي مثالا للجنة الحكام وما يحدث في الملاعب من أخطاء تحكيمية فادحة تساهم في وقوع الهزيمة وسحب النقاط وطرد لاعب وضياع بطولة، وفي رأيي لو أن حكم المباراة (احترم) القانون وصافرته ومشاعر الإداري والمدرب واللاعب والجمهور والمسؤول الأكبر لما حدثت مهازل تحكيمية أفقدت الحكم السعودي هيبته وسمعته و(احتراماً) كان يحظى به. كذلك الحال بالنسبة للجان الفنية والمسابقات والاحتراف والانضباط والاستئناف حينما (تتخبط) في أنظمة (مطاطية) ومعايير بنود لوائح يمارس فيها (عبث) لايقبله عقل، وتضليل للرأي العام يثير احتقاناً بين الجماهير على إثر نصرة طرف ظالم والإضرار بالطرف المظلوم وفق مقاييس (مختلفة) تفصل عند اتخاذ القرارات بناء على علاقات ومواقف وحسابات شخصية.. أليس هذا الذي يحدث يا دكتور خالد فيه دلالات كافية من قبل كافة أعضاء اللجان عدم (احترامهم) لعقولنا ومشاعرنا، والأمثلة على ذلك كثيرة كان أبشعها في الموسم المنصرم والتي أستطيع تلخيص المهازل التي حدثت بوصف (فضائح اللجان الست). اسمح لي يادكتور خالد المرزوقي أنت وأعضاء لجنتك أن أطالبكم بتقديم (اعتذار) شديد اللهجة للشارع الرياضي بعدما أغفلتم اللجان من حملة الاحترام، حيث أعطيتم انطباعا معاكسا لأهدافها وفي ذلك استغباء للعقول والمشاعر بما يدعوني إلى الاستعانة ببيت شعر تغنت به الراحلة (أم كلثوم) قائلا (احترام أيه يلي إنت جاي تقول عليه)، مع يقيني أن الاحترام كمبدأ إن وجد هو الذي يكون (الحب) كقيمة والذي وضعت الاحترام بديلا عنه .. ألا تتفق معي في ذلك يا (أبا نواف) وأنت (طبيب القلوب)؟