مضى على مشاركة الأندية السعودية في بطولة مجلس التعاون الخليجي ما يزيد على 30سنة. ومن ذلك الحين ونحن وأبناء الخليج كالجسد الواحد ،وكانت أنديتنا خير سفير لوطننا في هذه البطولة التي كانت فأل خيرٍ علينا بعد أن كانت هي أول بطولة نحققها وتدخل لحدود الوطن بعد أن ظفر الإتفاق بلقبها عام 1983م، بعد هذه البطولة بدأنا نكتسب ثقافة صعود المنصات وتحقيق البطولات بفضل الله ثم بفضل فض بكارة أول بطولة لنا فأصبحنا على هرم من تسيدوا لقب هذه البطولة بحوالي اثنا عشر لقباً . الآن نحن في عزلة من المشاركة في هذه البطولة الإقليمية التي كانت تمثل رافداً مهماً لنا لنلتقي بأبناء الخليج على الصعيد الرياضي ونحن كسعوديين نعتبر من الأعمدة الأساسية ،ومتى تواجدنا في هذه المحافل سواء على المستوى السياسي أو الرياضي أوالثقافي ،أضفنا نكهة ممزوجة بالمتعة والقوة والحضور الجماهيري المميز . ولعل الأسباب التي منعتنا من مشاركة إخواننا في هذه البطولة غير مبررة، وبالتحديد ما حصل لنادي النصر السعودي في (زعبيل) ،فما حصل في تلك المباراة يحدث أسبوعيا في جميع ملاعب المعمورة ،وبالتحديد يحدث في دورينا المحلي، هل يستطيع أي مسؤول أن يعلق مشاركته بالدوري ،ومن ثم نجد من يتضامن معه في ذلك ،حتماً لا ؟. فالاتفاق السعودي تظلّم في البطولة التي سبقت هذه البطولة وبأسباب أقوى ،ولكننا لم نجد من يتضامن معه من الأندية السعودية . والمنتخب السعودي كثيراً ما تعرض لأخطاء تحكيمية في البطولات الآسيوية، ولم نعلّق مشاركاتنا أو نتجرأ على ذلك، فهل كلّ مسؤول ،كل ما يتعرض منتخب بلاده أو ناديه لبعض الأخطاء التحكيمية أو التصرفات غير الرياضية يهدّد بالانسحاب أو تعليق المشاركة، فهذه مصيبة ولو الكل فعل ذلك ،لأصبحنا في عزلةٍ عن العالم ،وكل نادٍ سعودي يقيم بطولة في منشأته الخاصة ويحقق بطولتها ،وإن كنت (أشك ) بذلك ،لأنه سوف ينسحب من بطولته التي نظمها بنفس الأسباب . فالنصر السعودي هو أول سعودي يشارك في هذه البطولة عام 1403ه ،ولكنه سجّل أول انسحاب خليجي من تلك البطولة مرة ،بسبب التحكيم ،ومرة أخرى بسبب الملعب الصغير . إلى أن جاء فارس الدهناء وحقق لقبها الثاني، وهو النادي الفقير مادياً مقارنة بأندية الهلال الأهلي النصر الإتحاد في ذلك الوقت . خلاصة الكلام ،لماذا تُحرم أنديتنا السعودية من المشاركة في هذه البطولة التي ساهمت في بروز أكثر من نجم خليجي ولماذا نحرم أندية مثل الفيصلي والرائد والشباب والفتح وحتى النصر نفسه من المشاركة في هذه البطولة ،لأن النصر لا يستطيع أن يشارك في البطولة الآسيوية هذا العام، لأن ترتيبه أتى متأخراً . سيدي صاحب السمو الأمير نواف بن فيصل وشبل الأسد، لماذا أصبحنا في عزلة عن إخواننا الخليجيين ونحن اللبنة والركيزة الأولى لمثل هذه المحافل ،سيدي يجب أن تعطى الأولوية للأندية المخوّل لها بالمشاركة في البطولة، فإن رفضوا تترك حرية المشاركة لبقية الأندية الأخرى لتشارك وتنافس وتستفيد مادياً ومعنوياً ،ولا يعمم الأمر على جميع الأندية مجرد أن نادياً سعوديا تعرّض لأخطاء تحكيمية أو تصرفات من الجماهير خارجة عن الروح الرياضية، فالنصر أصبح عنصراً مشتركاً بالانسحاب من أول بطولة وآخر بطولة ولماذا تكون أنديتنا ضحية لانسحابات غير مبررة أكثر ما يقال عنها (روتينية ) . سيدي يجب أن نعود من حيث بدأنا، لأن البطولة سوف تصبح أقوى ومردودها المادي والمعنوي أكثر خاصة بعد أن يتم اعتماد مشاركة المغرب والأردن الشقيقين بهذه البطولة ومسألة ضيق الوقت فما ينطبق على الأندية المشاركة آسيوياً ينطبق على الأندية المشاركة خليجياً . وإن كانت مشاركتنا بهذا العام قد فاتنا القطار بها فيجب أن نكون العام القادم من يقود القطار .