يحدث من شد وجذب بين إدارتي هجر والفتح لا يخدم مصلحة الفريقين خاصة وأنهما مقبلان على ما هو أهم من التراشق الإعلامي بكثير حيث المشاركة في موسم صعب جدا يحتاج لعمل مثمر فالهدف الأسمى عند الفريقين لا يزال البحث عن البقاء في الدوري والاستمرار مع فرق الدرجة الممتازة ولا شك أن هذا الهدف أصعب بمراحل من الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه فرق الوسط أو حتى فرق المقدمة. إن ما حدث بين الفتح وهجر ما كان يجب أن يحدث لسبب عادي جدا فماذا يعني انتقال لاعب من ناد إلى آخر إنها ليست حادثة جديدة ونحن نعيش زمن الاحتراف فقد انتقل عشرات اللاعبين من وإلى الناديين وسينتقل مئات اللاعبين من وإلى الناديين طالما استمر زمن الاحتراف. إن السبب الذي أحدث نوعا من الشقاق بين أبناء العمومة وهو انتقال اللاعب عبدالعزيز بو شقراء من هجر إلى الفتح لا يستحق أن يكون سببا مباشرا في كل هذا النزاع ويجب أن يتوقف ويتدخل أهل الحل والربط لإيقافه لأن الخطر ليس في تواصل واستمرار التراشق الإعلامي بين هذا الإداري وذاك ولكن الخطر المحدق في أن يتحول هذا النزاع ويتطور هذا التراشق الإعلامي ليصل إلى المدرج وبالتالي يتحول من مجرد تراشق إعلامي ونزاع إداري أخوي إلى احتقان جماهيري بمعنى أن تتطور الأمور بين الناديين من المطبوعات والمنتديات الالكترونية إلى المدرجات عندها تصل الأمور إلى مرحلة الاحتقان وعندما تصل الأمور لمرحلة الاحتقان فإن الخاسر الأكبر هما الفريقان حيث تنعدم حالة التركيز بل وتغيب تماما في العمل الإداري والإعداد الفني وفي أداء اللاعبين في الوقت الذي تهتم فيه الأندية الأخرى وخاصة التي تسعى للبقاء بإعداد فرقها وتحسين أوضاعها وعندما تبدأ المنافسات يكون التفوق للآخرين فيما يقتل التراشق الإعلامي والأحاديث الصحفية بين الإدارتين وحالات الاحتقان بين اللاعبين والجماهير طموح الفريقين ويحدث ما لا يحمد عقباه . إن انتقال بو شقراء من هجر إلى الفتح ليس نهاية المطاف فهجر الذي صقل موهبة بو شقراء وقدمه للجماهير قادر على أن يقدم عشرات اللاعبين بنفس المميزات وربما أحسن ونفس اللاعب الذي انتقل للفتح قادما من هجر لن يصنع المعجزات الكروية لوحده وتلك النظرية قابلة التحقق لو حدث العكس وانتقل لاعب من الفتح إلى هجر والمطلوب من صناع القرار في الناديين التركيز على ما هو أهم من انتقال لاعب وعودة آخر والتركيز على إتمام التعاقدات مع اللاعبين الأجانب وتدعيم المراكز العرجاء والتركيز على الإعداد النفسي وتوفير كل متطلبات النجاح واعتبار ما حصل أمرا عاديا جدا يحدث بين الهلال والنصر والأهلي والاتحاد والاتفاق والقادسية وغيرها من الأندية. خلاصة القول يجب أن تتوقف تلك المهازل ويتم التفرغ لما هو أهم حتى تسعد جماهير الفريقين وجماهير الأحساء بصفة عامة ببقاء الفريقين في الدرجة الممتازة وهذا هو الأقل في سقف الطموحات. قبل الوداع.. أمام هجر والفتح فترة قصيرة جدا على انطلاق منافسات الموسم ولا تحتمل تلك الفترة غير العمل الجاد والمثمر استعدادا لموسم طاحن لا هوادة فيه وهذا يتطلب الابتعاد عن المهاترات الإعلامية التي لا جدوى منها والتركيز على ما يؤمن به الفريقان مسألة بقائهما مع الكبار وفي حالة حدوث أمر غير مرغوب فيه فإن التاريخ لن يرحم كل من تسبب في نشوب تلك الأزمة بين الناديين باستثناء اللاعب عبدالعزيز بو شقراء الذي انتقل بحثا عن مستقبله وهذا ما تكفله له نظم ولوائح الاحتراف. خاطرة الوداع.. أخشى ما أخشاه أن يمتد الخلاف ويتطور من المكاتب إلى المدرجات. [email protected]