يحق لكل مشجع إتحادي أن يفتخر بأن ناديه هو النادي الجماهيري الوحيد الذي تدور الرئاسة فيه بين رؤساء من أبناء الشعب الذين يمتلكون المال والفكر والطموح بعيدا عن الأمور الأخرى التي تكون مقياسا ومعيارا لاختيار رئيس نادي كما يحدث في الأندية الجماهيرية الكبيرة .. ان نادي الاتحاد يعتبر هو النموذج الناجح والمثالي للنادي الجماهيري الذي يتولى رئاسة أفراد من الشعب ويحققون معه البطولات والانجازات لرياضة الوطن بدءً من طلعت لامي ومرورا بجمجوم ومنصور البلوي وإبراهيم علوان .. في الاتحاد لايمكن أن تجد شخص أو مجموعة أشخاص يضعون حول ناديهم دائرة ضيقة من الاختيارات والقرارات بل تجد أن المسألة فيها حرية فكر وحرية قرار وانتخابات واجتماعات ومشاورات تنتهي في النهاية بقرار جماعي يصب في مصلحة الاتحاد ككيان وكتاريخ وكمستقبل مشرق ينتظره الجميع ويساهم في نجاحه الجميع من أعضاء شرف وإعلاميين وجماهير .. إننا اليوم في مرحلة تاريخية جديدة ، مرحلة الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه .. ملك الإنسانية وحبيب الشعب وملك القلوب .. مرحلة جديدة تهتم بالوطن والمواطن ، وتسعى إلى تحقيق التقدم والتطور في كافة المجالات ، والحث على أن يكون المواطن هو الركيزة الأساسية في التنمية بكافة جوانبها المختلفة .. وأجدني في هذا السياق اتفق مع ما طرحه الزميل الاعلامي عبدالكريم الزامل حول ضرورة أن تتخلص الأندية وجماهيريها من الفكر القديم الذي يرى ضرورة أن يكون رئيس النادي من الأمراء .. فالزمن تغير والحياة تطورت والتجارب أثبتت أن الوطن يمتلك مؤهلات وقدرات تحتاج إلى من يمنحها الفرصة للعمل والنجاح والتطوير .. ان عملية حصر الأندية ولاسيما الجماهيرية في أشخاص معينين وأسماء محددة ، لا يمكن أن يساهم في تطور الرياضة السعودية التي تستشرف آفاق بعيدة من الاستثمار والخصخصة الرياضية والتي تحتاج إلى امكانيات ومؤهلات وقدرات في دفع عجلة التغيير للأندية من مؤسسات حكومية تابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب الى مؤسسات خاصة مستقلة تسعى لمواكبة الفكر الرياضي في كل دول العالم المتقدمة . كما ان التجارب المحلية لدينا أثبتت أن بعض الاندية التي يقود رئاستها من المواطنين الذين يمتلكون الفكر والطموح للعمل وخدمة الوطن ورياضة الوطن يحققون نجاحات اكبر من بعض الاندية التي حصرت نفسها في دائرة ضيقة من الأسماء التي لا تتغير وكأن هذا النادي أصبح ملكا خاصا لهذة الفئة النخبوية من المجتمع .. فمثلا نادي كالاتفاق مثلا ، خلال الخمس سنوات الماضية ، وخلال فترة رئاسة الأستاذ عبدالعزيز الدوسري ورغم قلة الموارد المادية وعدم وجود راعي رسمي للنادي .. حقق الفريق معه نجاحات كبيرة على مستوى كرة القدم والألعاب المختلفة أكثر بكثير من بعض الأندية الجماهيرية والتي تملك راعي رسمي كالنصر والأهلي . ومثال آخر .. نادي كالفيصلي وبميزانية مالية محدودة جدا ، تمكن من تقديم مستويات كبيرة جدا ، وكان قريب من التأهل الآسيوي ، وحينما تقارنه بفرق كالنصر والأهلي والشباب ، ستجد ان اداراة الفيصلي تفوقت على ادارات هذه الاندية باختيار اللاعبين الأجانب والمدرب .. ان الحياة تغيرت ولم تعد الرياضة مجرد وسلة للترفية ، فلقد تحولت الى جزء من التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في أي مجتمع كان .. ومن المهم أن نتعامل مع مثل هذه المتغيرات والمستجدات التي ينشدها المجتمع لدينا ، والتي ترغب أن ترى الرياضة لدينا وقد بدأت بالحراك الفعال الذي يساهم في جعل المواطن جزء من عملية التغيير والبناء والتقدم.. أن النظرة القديمة بعودة الأسماء الماضية لرئاسة الأندية الجماهيرية مرة أخرى ، لايمكن أن يساهم في دفع عجلة التقدم للرياضة السعودية ، فنحن بحاجة إلى فكر جديد متجدد يمتلك الطموح والمال والفكر .. ويجب أن يكون للجماهير رؤية بعيدة المدى ، تبحث من خلالها عن أسماء جديدة تمنحها الفرصة والدعم والتأييد كي تساهم في تعزيز التغيير الذي تحتاجه الرياضة السعودية لدينا . [email protected]