في أعقاب فوز الشقيقة قطر بتنظيم كأس العالم 2022 تساءل كثيرون لماذا أحجمت المملكة العربية السعودية حتى الآن عن التقدم لاستضافة المونديال ؟ وبودي أن أجيب عن هذا التساؤل المهم بحسب ما لدي من معلومات مؤكدة. أتذكر الآن جيدا أنني التقيت بالرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة الدكتور جواو هافيلانج عام 1994 على هامش بطولة كأس الخليج التي أقيمت في ابوظبي، وقال لي في تصريح خاص انه يتمنى أن تتقدم المملكة بطلب الاستضافة لأنها الدولة المؤهلة لاستضافة المونديال لتوافر كل المتطلبات التي يضعها الفيفا، وان المملكة لو تقدمت بمثل هذا الطلب فستحصل على موافقة أكيدة من الفيفا. انتهى كلام هافيلانج. وبدوري طرحت وقتذاك السؤال على أكثر من مسئول في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وكانت الإجابة واضحة وصريحة ومقنعة، وهي أن ثمة أسباب جوهرية ومفهومة تحول دون استضافة المملكة للمونديال سآتي على ذكرها في سياق هذا العمود. ورغم إلحاح الدكتور هافيلانج على الراحل سمو الأمير فيصل بن فهد رحمه الله في غير مناسبة لإسناد تنظيم كأس العالم للمملكة إلا إن المسئولين السعوديين تمسكوا بموقفهم الرافض للفكرة، وتوقف الحديث عن الموضوع بعد أن تفهم السيد هافيلانج موقف المملكة. وظل موقف المملكة من استضافة المونديال غامضا إلى أن تحدث الرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد عن الموضوع في تصريح صحفي للزميلة الجزيرة نشر في العام 2006 حيث قال سموه: إن رئيس الاتحاد الدولي السابق لكرة القدم السيد جواو هافيلانج قد قال لسمو الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - إن للمملكة العربية السعودية حق تنظيم كأس العالم في الوقت الذي تريده المملكة لتوافر الشروط والمتطلبات كلها التي يفرضها الاتحاد الدولي في الدولة الراغبة في استضافة المونديال. وأضاف سموه : أن هافيلانج عندما وعد سمو الأمير فيصل بن فهد بإسناد تنظيم كأس العالم للمملكة في الوقت الذي ترغبه، فإن ذلك نابع من ثقة رئيس الاتحاد الدولي في قدرة السعودي على الإدارة والتنظيم ومن خلال ما تتمتع به بلادنا من بنية تحتية ضخمة وحديثة وما تمتلكه من منشآت رياضية وملاعب مجهزة على أحدث طراز. وأكد سموه أن المملكة هي التي لا ترغب في تنظيم المونديال خشية من تأهل المنتخب الإسرائيلي للنهائيات، وبالتالي تكون مشاركته إلزامية لذلك استبعدنا تماماً فكرة طلب تنظيم كأس العالم في بلادنا. انتهى تصريح سموه. وأنا أضع هذه الحقائق أمام الجمهور الرياضي السعودي علها تجيب على التساؤلات المشروعة التي يطرحها بعضهم ممن تخفى عليهم الأسباب الحقيقية لعدم تقدم بلادنا لاستضافة المونديال العالمي، مهنئا الشقيقة قطر على فوزها باستضافة المونديال الذي جاء عن جدارة واستحقاق.