"لسنا سلعة نعرض في صالونات".. كثيراً ما تتردد هذه العبارة على لسان العديد من الفتيات حين يتقدم إليها شاب للزواج منها لا تعرفه ولا عاشت معه قصة حب. لكن هناك العديد من الأسباب التي تكمن وراء اندفاع الشباب إلى العودة إلى زواج الصالونات - الزواج العائلي- من جديد بعد انتشار الزواج العرفي والمسيار والدم وغيره، فهل أصبح زواج الصالونات هو زواج الألفية الثالثة؟ ... لذا وضعنا زواج الصالونات في الميزان للحكم عليه بكل صراحة. تصحيح أوضاع في البداية، أكد الدكتور فتحي الشرقاوي أستاذ علم الأجتماع المصري أن زواج الصالونات هو محاولة لتصحيح الأوضاع ومواجهة الفوضى التي نتجت عن أشكال جديدة للزواج منها (المسيار – المتعة – الدم – الانترنت – العرفي ..) فكل هذه الأشكال أوصلت الناس إلى حالة من انعدام الثقة، ولذا أصبح محاولة للتأمين العائلي، فالعائلات تلعب دوراً من أجل تأمين مستقبل أولادهم، فهو إذاً عودة للتقاليد مرة أخرى بعد النصب والاحتيال وألاعيب الزواج الوهمي، فضلاً عن ارتفاع نسبة الطلاق بشكل غير مسبوق، مشيراً إلى أن زواج الصالونات هو محاولة لإصلاح المفاسد التي حدثت في الآونة الأخيرة والعودة به لمفهوم الرباط المقدس. كما أكدت الدكتورة فايزة عبد المنعم – أستاذ علم الاجتماع الأسري –أنه يوجد في علم الاجتماع فرع يسمى بعلم الاجتماع العائلي وهو يوضح طريقة الاختيار للزواج، وفي زواج الصالونات يكون الاختيار بطريقة غير مباشرة بمعنى أن يكون هناك وسيط عن طريق أحد الأقارب أو الأصدقاء، مشيرة إلى أن الشباب يلجأون إلى تلك الطريقة هذه الأيام نتيجة لما يراه ويعيشه الآن وإصابته بالبلبلة، فيرى البنت أمامه بها كل المواصفات التي يحلم بها ثم يتضح له بعد ذلك بأنها ليست كما اعتقد، فنحن نعيش في فترة فقدان المعايير، كما أضافت أن نجاح زواج الصالونات أو أي زواج آخر يقوم على قدرة كل طرف على فهم الآخر ومدى استطاعة كل منهم على احتواء الآخر. أصل الفتاة وعن آراء الشباب والفتيات في اتباع تلك الطريقة للزواج ومدى قبولهم أو رفضهم لها قال ياسر ممدوح – مهندس – إن الذي يدفع الشاب إلى زواج الصالونات هو عدم الثقة في البنات نتيجة لما يراه في الجامعة أو في الشارع مما يجعله يبحث هو وأسرته عن الأصل والفتاة المؤدبة، وأن هذا الزواج طريقة إيجابية جداً في ظل الانفتاح الذي نراه هذه الأيام. وقالت آمال محمود - بكالوريوس تجارة – إن هذا الزواج نجح مع الكثير من أقاربها وأن أخاها أيضاً تزوج زواج صالونات ووجد أهلها عائلة طيبة وهم سعداء في زواجهم، وعلى الجانب الآخر قالت إن لها جاراً تزوج عن حب 4 سنوات ولكنه فشل وانتهى بالطلاق؛ فالأساس في أي زواج هو الاختيار الصحيح سواء كان صالوناً أو حباً. فشل محتمل بينما رأى شريف كامل – 27 سنة – أن هذا الزواج نسبة فشله تصل إلى 55 % لأن العائلتين ترتبطان بعضهما البعض ولكن الزوجين يشعران أنهما متباعدان عن بعضهما البعض ولا يحب كلاهما الآخر. وقالت عائشة محمد – مدرسة لغة عربية –: هناك حالات من الزواج التي تأتي عن قصص حب عنيفة وتفشل ولكن زواج الصالونات يأتي نتيجة أن الأب و الأم لهما رؤية أكثر من الأبناء ويبحثان عن زوجة تتحمل الظروف والمعيشة، ويلجآن لأقرب الناس لأنهما يعرفان تفاصيل هذه العائلة القريبة.