أمر غريب بدأ في الظهور في مجتمعنا في الآونة الأخيرة، وهو خوف الفتيات من الزواج خشية فشل الزواج والانتهاء بالطلاق.عدة فتيات أعرفهن يأتين لي في العيادة وهن في حالة قلق وخوف وربما اكتئاب، عندما يتقدم لهن شخص بطلب الزواج. يتكرر رفضهن مما يثير قلق الأهل فيطلبن المساعدة خشية ان تكون الفتاة تعاني من اضطراب نفسي او مشكلة نفسية تمنعها من الزواج.! ولقد تحدثت الى عدد من هؤلاء الفتيات، وكان قلقهن نابعاً من انهن شاهدن زواج صديقاتهن او زميلاتهن او قريباتهن وهو يتهاوى في اول أشهره وينتهي بالطلاق بعد فترة قصيرة، بعضهن يستمراشهراً وبعضهن سنة او سنوات قليلة..! فينتابهن الخوف من ان يحصل معهن مثل ما حصل لمن حولهن..! الفتيات الآن أصبحن اكثرنضجاً ويبحثن عن الاستقرار وتكوين عائلة، ويشعرن بأن الشباب اصبح مستهتراً غير مستعد لهذا الأمر، وان كثيراً من الشباب اعتاد على اسلوب معين في الحياة عندما كان أعزب وليس لديه الاستعداد للتغيير بعد الزواج مما يخلق فجوة في الحياة الزوجية بين فكرة الزواج عند الفتاة ومفهوم الزواج عند الشاب. قطعاً من الخطأ التعميم لكن يبدو ان الفتيات نتيجة ما يشاهدن لما حدث لمن حولهن، وقد عادت الفتاة بعد فترة قصيرة الى منزل الأهل وهي تحمل لقب مطلقة، والامر الاكثر صعوبة اذا كان هناك اطفال..! الطلاق بالنسبة للفتاة أمر صعب، يكسر خاطرها ويحطم كل آمالها في مستقبل كانت تنتظره العمر كله.. الطلاق عند الفتاة يختلف تماماً عنه عند الشاب.. فالشاب يعود لممارسة حياته العادية التي كان يمارسها قبل الزواج.. ولن يعيقه اي سبب من الارتباط مرة اخرى وربما لمرة ثالثة حتى يستقر على فتاة تناسبه..! بينما الفتاة اذا حملت لقب مطلقة فإنها تصبح في موقف اجتماعي صعب.. الأهل يصبحون يراقبون تصرفاتها بريبة وربما نظر لها الرجال الآخرون نظرة المرأة السهلة او انها سوف ترضى بأي شخص حتى لو كان متزوجاً وفي عمر والدها..! فهي مطلقة وتحمد الله على ان هناك من يتزوجها..! لا أعلم على وجه الدقة نسبة الطلاق في المجتمع السعودي لكن بعض الارقام التي اسمعها تشير الى درجة مخيفة..! فالطلاق ليست مشكلة العائلة فقط ولكنها مشكلة مجتمع..! فكلما زادت نسبة الطلاق كثرت المشاكل الاجتماعية بجميع انواعها، وهذا يعود بآثار سلبية على المجتمع وكذلك يقود الى مشاكل نفسية من القلق والخوف والاكتئاب. هل خوف الفتيات اللاتي يعانين من هذا الامر مبرر ولهن الحق فيه؟ لا أعلم ولكن اعتقد ان الدراسات الجادة يجب ان تدرس هذه الظواهر التي تقود المجتمع الى مشاكل معقدة. نريد دراسات جادة تضع حلولاً عملية وقابلة للتطبيق بعيداً عن المثاليات والتنظير الهلامي البعيد كل البعد عن ان يطبق على ارض الواقع. نحن فعلاً في مشكلة اذا كان الطلاق بهذه النسب العالية التي تتداول بين الناس دون مصادر رسمية تؤكد ذلك.. وحتى لا تستفحل الامور ونصل الى ما وصلت اليه مجتمعات اخرى من المشاكل النفسية والاجتماعية نتيجة الخوف من الزواج بين الفتيات واستسهال الطلاق عند الشباب، ففي بريطانيا نسبة الزواج اقل من نسبة الطلاق سنوياً..! حتى ان كاتبة بريطانية قالت ان مؤسسة الزواج انهارت وانه يجب ان يتوقف الناس عن الزواج..! ولكن هذه المقولة مجرد هراء.. فهذا ولي عهد بريطانيا الامير تشارلز يتزوج من امرأة مطلقة وهو زواج غير مقبول في الاسرة المالكة ولكنه الحب الذي دام اكثر من خمسة وثلاثين عاماً جعل الأمير يتزوج حبيبته رغم كل النوادر التي أطلقها اصحاب الدم الخفيف..!.