عدّت العلوم والتقنية من أكثر علامات الحضارة الإنسانية حضوراً وتميزاً، بوصفها عملية متصلة وسيرورة متنامية تُسلم كل مرحلة فيها إلى الأخرى، حتى وصلت إلى وقتنا الحالي الذي نشهد فيه قفزات علمية متعدّدة، جعلت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، كهيئة علمية موكل إليها هذا القطاع في المملكة، تعمل للمرّة السادسة على التوالي على تشييد كرنفال ثقافي علمي يمتد لسبعة أيام، بغية النهوض بمستوى الوعي المعرفي لدى الإنسان السعودي، وإدراك أبعاد هذه المعرفة في حياته اليومية. وقد اقترن تقدّم المجتمعات في مجال العلوم والتقنية بالوعي بأهميتها ودورها الحيوي، الأمر الذي حتم على المعنيين بهذا المجال إتاحة الفرصة لأفراد المجتمع للتفاعل مع هذا الواقع عن طريق نشر الثقافة العلمية بين أفراده بكل السبل والإمكانات، وتطوير الوعي العلمي لديهم ليسهموا في صياغة عقلية المجتمع صياغة علمية تجعله يدرك دور العلم الحاسم في تقدم الشعوب. من أجل ذلك، أكملت مدينة الملك عبدالعزيز استعداداتها لبدء فعاليات هذا الأسبوع التوعوي الذي سيدشنه السبت المقبل معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن ابرهيم السويل، مستهدفاً عبر أجنحته التي تزيد عن 32 جناحاً، جميع شرائح المجتمع، إدراكاً من المدينة بأن تطوير الوعي لدى الإنسان يبدأ من الأسرة، فالتعليم، مروراً بمختلف التفاعلات الاجتماعية والثقافية، والتقاءً بكل الوسائل المتعددة والمتجددة في عالم الاتصالات المتقدمّة. وحرصت المدينة من خلال هذا الأسبوع، على إيجاد أجواء معرفية مشوقة للزائرين، بغية نشر مبادئ العلوم والتقنية الذي يعدّ أحد أهداف السياسة الوطنيّة للعلوم والتقنية في المملكة، وإخراجها من مفهوم المراكز العلمية والمختبرات البحثية، إلى المفهوم المعرفي البسيط في قراءته، والسهل في تناوله، ليتمكن الجميع بمختلف أعمارهم الاستفادة منها، كون معظم أدوات هذه التقنيات تدخل في شتى مناحي الحياة. ويمكن للزائر لأسبوع التقنية، مشاهدة العديد من التجارب البحثيّة المحلية والعالمية التي قام بها الباحثون في المدينة، حيث سيتم معظمها داخل أجنحة الأسبوع العلمي مباشرة، لتشمل عددا من المجالات والتخصّصات العلمية، إلى جانب إقامة عدد من المسابقات والبرامج والعلمية والفقرات الترفيهية التي تقام لأول مرة في تاريخ هذه الفعاليات بمشاركة عدد من نجوم الدراما السعوديين مثل: الفنان يوسف الجراح. وفي ذلك الجانب، أوضح الجرّاح أن الدراما السعودية لها دور كبير في خدمة المجتمع، وتنويره نحو العديد من القضايا والموضوعات التنموية، ومن ذلك موضوع العلوم والتقنية، وأهميته للفرد وللوطن، مبيناً أنه سيقدم خلال هذه الفعاليات بعض العروض المسرحية الخفيفة التي تعكس ما تزخر به بلادنا من تقدم علمي وتقني تميزت به مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عبر معاهدها العلمية ومراكزها البحثية، فضلاً عن بعض العروض المرئية المبسطة في طريقة معلوماتها لتصل مفاهيمها إلى الزائر بكل يسر وسهولة. وسيتم التركيز في فعاليات "أسبوع العلوم والتقنية السادس" على العرض المباشر والتفاعل مع الزائرين بمختلف شرائحهم من المواطنين والمواطنات وطلبة المدارس والجامعات من خلال النقاش المفتوح والرد على الاستفسارات المطروحة، من قِبل الباحثين والمتخصصين في المجالات العلمية. ومن المقرر أن يتيح أسبوع العلوم والتقنية للزائر فرصة التعرّف على نشاطات المدينة المتعلقة ببحوث: ترشيد الطاقة، والأقمار الاصطناعية السعودية، وتقنيات الفضاء والطيران، والفلك، ونظم المعلومات، والبترول والغاز، والتقنيات الحيوية، والمياه، والبتروكيماويات، والمواد المشعة، والحاسب الآلي، والروبوتات، والتقنيات المتناهية الصغر ( النانو)، والمواد المتقدمة ونظم البناء، الحماية من الإشعاع.