في وقت يتعرض فيه عدد من أبرز معالم العاصمة المصرية لحرائق " مريبة " تلقي عالمة أنثروبولوجيا أمريكية الضوء على هذا التراث في " مدينة ذات تاريخ لا يصدقه عقل . . .إلا أن ما يؤسف له هو أن الزمن لم يكن رحيما بالقاهرة " التي تعاني إهمالا يسهم في التحلل الحضري على حد وصفها . وتقول سينثيا مينتي في كتابها " قاهرة إسماعيل . . باريس على ضفاف النيل " إنها وقعت " في غرام هذه القاهرة العالمية من أول نظرة " مؤكدة وجهها الكوزموبوليتاني حين كانت جاذبة للمضاربين والصناع والمغامرين إذ كان البقال يونانيا والميكانيكي إيطاليا والحلواني نمساويا والصيدلي بريطانيا وصاحب الفندق الصغير سويسريا وصاحب المحل متعدد الأقسام يهوديا . وقضت مينتي في القاهرة عشر سنوات بحثت فيها تحولات ومصائر جغرافيا المدينة المزدحمة بشرا وتلوثا كما سجلت بالكاميرا جانبا من مبانيها الأثرية المرشحة للاندثار أو الهدم ويضم الكتاب 170 صورة فوتوغرافية لمبان وشوارع وميادين وتماثيل . وصدر كتاب مينتي عن المركز القومي للترجمة بمصر ويقع في 123 صفحة كبيرة القطع وترجمه المترجم المصري أحمد محمود الذي حث في مقدمة الكتاب على حماية " الكنوز المعمارية " في القاهرة التي بناها الخديوي إسماعيل حاكم مصر بين عامي 1863 و1879 على غرار باريس التي كانت المدينة التي يجري تقليدها في القرن التاسع عشر .