الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي البشير، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد .. فقد نهضت الجامعة الإسلامية منذ إنشائها لخدمة شعوب العالم الإسلامي والأقليات المسلمة، ونَظَّمَتْ فعاليات ثقافية بنَّاءة، وذلك من منطلق رسالتها المنوطة بها. ويأتي "مؤتمر اللغة العربية ومواكبة العصر" للذَّبِّ عن حياض العربية، وصون لغة القرآن الكريم، والوقوف أمام الشبهات التي يثيرها أعداؤها ليقطعوا صلتها بالتراث المجيد الذي كان وعاء للخطاب الإسلامي. وواضحٌ من أهداف المؤتمر أنه يسعى في الوقوف على التحديات التي تواجه الفصحى، والتصدي للدعوات الهدامة التي تنادي بإقصائها، وصياغة سُبُل فاعلة لمواجهتها، والرد على ما يخدش ثوابت الهوية اللغوية الأصلية، كما يسعى المؤتمر للإفادة من وسائل التقنية الحديثة، وتقويم المناهج اللغوية الحديثة وتنقيتها مما يُسئ إلى تعزيز مسيرتها. وقد حشد المسؤولون في الجامعة لتحقيق أهداف المؤتمر جُلَّ الإمكانات لتنظيم استقبال هذا العدد الجمِّ من الباحثين من أنحاء العالم الذين حضروا إلى رحاب الجامعة لمناقشة البحوث، وعَرْضِ ما يبذلونه لدعم الفصحى، وصياغة الحلول المناسبة لمواجهة التحديات التي تواجهها، سواء من قِبَلِ أبنائها أو من قِبَلِ أعدائها المتربَّصين بها. ويأتي هذا المؤتمر ضمن منظومة عِقْدٍ ثمين، ونشاطٍ حثيث تقوم به الجامعة للإسهام في تحقيق رسالتها، وقد سبقته لقاءات ثقافية أخرى وسوف يتلوه إن شاء الله مؤتمرات أخرى لخدمة الدعوة إلى الله، وقضايا العالم الإسلامي. ومن الطبيعي أن يُعْقَدَ هذا المؤتمر في ضوء توجيه ولاة الأمر في بلادنا الحبيبة، الذين ما فتئوا يدعمون نشر الثقافة الإسلامية والعربية الأصيلة، ويبذلون الغالي والنفيس لخدمة قضايا الأمة. وليس غريباً أن يكون هذا المؤتمر برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة حفظه الله، وقد عَوَّدنا سموه على رعاية وحضور هذه اللقاءات الثقافية الهادفة. أدعو الله أن يحقق هذا المؤتمر أهدافه ومرامية البعيدة في الوفاء بمحاوره وموضوعاته التي عزم على مناقشتها، وأن يخرج بتوصيات بنَّاءة نافعة تسهم في تعزيز المسيرة العلمية والثقافية للجامعة الإسلامية. والحمد لله رب العالمين. الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف