أثبتت الدراسات والأبحاث الطبية التي أجريت في العديد من دول العالم مدى أهمية النوم وتأثيره على الصحة العامة للإنسان، وحذرت من خطورة النوم الزائد؛ حيث إن المعدل السليم للنوم اليومي هو ما بين 79 ساعات، بينما النوم الزائد عن هذا المعدل يكون مضرا ويزيد من احتمالات إصابة صاحبه بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب والدماغ. وجعلنا الليل لباسا يُذكر أن هرمون (السيروتونين) المتواجد داخل جسم الإنسان هو المسئول عن مهمة تنويم الجسم. والإعجاز في هذا الهرمون تزايد نشاطه في الظلام، حيث يعتمد على درجة الإضاءة المحيطة بالشخص، وهو ما يتوافق مع الآية الكريمة (وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا)؛ فالنوم الطبيعي لا يكون إلا في الليل. وأكد الدكتور عبد الهادي مصباح أستاذ المناعة أن النوم بعمق لمدة 78 ساعات يومياً بالليل، يقوي جهاز المناعة، ويجعله أكثر مقاومة للأمراض. قلة النوم وزيادة الوزن وأكدت دراسة سابقة أن قلة النوم تؤثر على الهرمونات المتحكمة بالشهية للطعام لدى البالغين، مما يسبب البدانة. واستكشفت الدراسة علاقة فترة النوم بهرمونين في الجسم: أحدهما مسئول عن الشعور بالجوع ويعرف علميا باسم "غِريلين"، بينما الآخر يتعلق بالإحساس بالشبع ويسمى "ليبتين". وأثبتت نتائج الدراسة ارتباط مقدار النوم بمستويات هرمونات الجوع والشبع في الدم؛ حيث تسبب قلة النوم عن 4 ساعات يوميا نقصًا في مستويات هرمون الشبع بنسبة 18%، وزيادة قدرها 28% في مستويات هرمون الجوع؛ الأمر الذي يعني زيادة الشهية والإقبال على الطعام مما يزيد من احتمالات الإصابة بالبدانة والسمنة. كما ربطت دراسة أخرى بين عدم حصول الأطفال على القدر الكافي من النوم وإصابتهم بالبدانة أو زيادة وزنهم، وأثبتت أن الأطفال الذين لا يحصلون على قدر كاف من النوم ليلا يكونوا أكثر تعرضاً لزيادة الوزن. مؤسسة للنوم وللتوعية بالفوائد الصحية للنوم تأسست في الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1990 مؤسسة للنوم عُرفت اختصارا ب (NSF)، تهدف إلى دعم الصحة العامة والسلامة من خلال دعم الثقافة، والأبحاث المتعلقة بالنوم والعمل على تعريف المواطن الأمريكي بعلامات وأعراض اضطرابات النوم والسعي لإيجاد الحلول الفعّالة لها.