نشرت صحيفة "موسكوفسكيه نوفوستي" مقالا بقلم اليكسي مالاشينكو الخبير في مركز كارينغي، اشار فيه الى أن الوقت مازال مبكرا للحديث عن انتهاء الازمة السورية، لأنه لايمكن التنبؤ بهوية الجهة التي ستستلم السلطة بعد رحيل الاسد. وقال مالاشينكو إن بشار الأسد ظهر خلال فترة حكمه كشخصية قوية، ويتمتع بتأييد أكثر من نصف عدد السوريين. لكنّ فشله في إجراء الإصلاحات الضرورية في الوقت المناسب، جعل النصف الآخر من السوريين، يرفض سلطته جملة وتفصيلا. وبما أن الأمور وصلت إلى هذا المفترق، فانه ينبغي للسلطة في دمشق، والمعارضة أيضا، واللاعبين الأساسيين في المجتمع الدولي، بما فيهم روسياوالولاياتالمتحدة، إيجاد مخرج من هذه الأزمة، يكفل حقن أكبر قدر ممكن من الدماء السورية. وتحقيقا لهذا الهدف، نجد أن روسيا، التي دعمت الأسد لوقت طويل، بدأت تعمل على إزاحته عن السلطة بشكل متدرج وسلس. وتقوم الخطة الروسية على دعم فكرة بقاء الأسد في السلطة، على المدى القريب، لكي يتخلى عنها في ما بعد بشكل طوعي. ومن الواضح أن الغرب، بدأ يستسيغ هذه الفكرة، على الرغم من أن الولاياتالمتحدة والغرب أعلنا مراراً وبوضوح وقوفهما إلى جانب المعارضة السورية. ويعتقد مراقبون أن وقت تسليم السلطة بشكل متدرج وسلس قد فات. وإذا ما استعدنا مجمل المراحل التي مرت بها عملية تسوية الأزمة السورية، نتوصل بشكل لا إرادي إلى نتيجة مفادها، أن الساسة، في بعض الأحيان، لا يحتكمون إلى أي منطق، ولا يحسبون نتائج أفعالهم، وأحياناً يقترفون أفعالاً غبية. أما صحيفة "كراسنايا زفيزدا" فقد تابعت المؤتمر الصحفي، الذي عقده نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، والذي أعلن فيه بكل وضوح أن بلاده لن تؤيد أي قرار في مجلس الأمن، يشرعن التدخل الأجنبي في سورية. وأضاف أن الشعب السوري وحده، هو الذي يملك الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده. ونقلت الصحيفة عن بوغدانوف قوله إن الوقت لم يفت بعد للتوصل إلى تسوية مقبولة للأزمة السورية، لافتا إلى وجود ثلاث تحديات أساسية، تقف أمام التوصل إلى حلول للأزمة السورية. يرى بوغدانوف أن التحدي الأكبر يكمن في وقف أعمال العنف، بغض النظر عن الطرف الذي يرتكبها، وهي مسألة يجب أن تحظى بالأولوية المطلقة، على حد قوله. وفي هذا السياق يجب العمل على الحيلولة دون وصول سلاح إلى المعارضة. ومن الضروري أن تتعاون جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية، على وضعِ آلية، لوقف إطلاق النار، مدروسة بشكل يحول دون تمكين أيّ من الأطراف من أن يستغله لمصلحته. ويكمن التحدي الثاني، برأي بوغدانوف، في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الذين تضرروا نتيجة المواجهات المسلحة. وعلى الأممالمتحدة أن تتولى دورا قياديا بهذا الشأن.وفي هذا المجال ذكر بوغدانوف أن روسيا تسهم من جانبها في حل المشكلة. فقد نقلت طائرات تابعة لوزارة الطوارئ الروسية مساعدات انسانية وإغاثية للسوريين، يتجاوز إجمالي وزنها 78 طنا. وذكر أن روسيا سلمت المساعدات للهلال الأحمر، ولهيئات اجتماعية أخرى. وقررت الحكومة الروسية تقديم منحة بقيمة مليون فرنك سويسري، لسد احتياجات منظمة الصليب الأحمر الدولية، في أعمال الإغاثة في سورية. أما التحدي الثالث، فيتمثل في الإسراع في بدء حوار وطني بين الحكومة وجميع تيارات المعارضة بدون شروط مسبقة، ودون تحديد النتائج مسبقا. وبالتوازي مع ذلك يجب أن يُطلب من السلطات السورية أن تباشر في تنفيذ الإصلاحات التي سبق أن أعلنت عنها. ومن هذه الإصلاحات الدستور، الذي تم اعتماده مؤخرا، والذي يعتبر بحق خطوة هامة على طريق إصلاح المنظومة السياسية في البلاد.