يحتدم الجدل حول قضية الفدرالية في ليبيا والتي يعتبر شرق البلاد نموذجها الأول المعلن وهو ما رأى فيه الكثيرون خيانة لليبيا ولدم الشهداء الذين سقطوا في ثورتها على النظام السابق. وإذا كانت هذه الخطوة متوقعة، ومطروحة في النقاش العام منذ مدة، فقد كان إعلانها مفاجئا ورأى فيها الكثير من شباب الثورة خيانة لطموحاتهم وتخل عن الأهداف التي ناضلوا من اجلها طوال الثورة. والواقع أن هناك فئة هامة من الليبيين في الشرق يحنون إلى فكرة الفدرالية في إمارة برقة التي تعود أساسا إلى العام 1951 حيث كانت ليبيا بعد استقلالها مملكة متحدة تتألف من ثلاث ولايات وتتمتع كل منها بحكم ذاتي وهي: طرابلس وبرقة وفزان. ويأتي تأسيس "مجلس إقليم برقة الانتقالي" لإدارة شؤون الإقليم والدفاع عن حقوق سكانه في ظل مؤسسات السلطة الانتقالية المؤقتة القائمة حاليا" كما ورد في البيان التأسيسي الذي حصلت مونت كارلو الدولية على نسخة منه، ليؤكد أن "النظام الاتحادي الوطني هو خيار الإقليم كشكل للدولة الليبية الموحدة في ظل دولة مدنية دستورية شريعتها من القرآن والسنة الصحيحة" كما ورد في البيان أيضا. رفض المؤتمر الإعلان الدستوري للمجلس الانتقالي وكذلك توزيع مقاعد المؤتمر الوطني وقانون الانتخاب وكافة القوانين القائمة التي تتعارض مع صفة انتقالي، علما أن المجموعة التي أعلنت فيدرالية برقة.تشكل أقلية في بنغازي أما أحمد الزبير السنوسي، رئيس الإقليم فهو ابن عم الملك الليبي الراحل إدريس السنوسي، وعمته الملكة الراحلة فاطمة الشريف.وقد سجن في فترة حكم معمر القذافي قرابة 31 عاما. وكانت مدينة بنغازي وعدة مدن ليبية أخرى شهدت تظاهرات مناهضة للعودة إلى نظام الحكم الفدرالي، كما أكدت على ضرورة إلغاء مركزية الإدارة في الدولة.