بتحذيره من حرب بيولوجية تشنّها "إسرائيل" على مصر، يلقي أحد المسؤولين المصريين الضوء على حقيقة يعرفها كل من يفهم هذا الكيان من جميع وجوهه، تأسيساً وهدفاً وأيديولوجية.لا ينتبه كثيرون إلى الحروب الخفيّة التي تشنّها "إسرائيل" على العرب، ويظن هؤلاء أن الحرب فقط بقعقعة السلاح وهدير الطائرات. ويأتي كشف وزارة الصحة المصرية، عن اكتشاف لقاحات وتطعيمات "إسرائيلية" مُهربة تعمل على إصابة الدواجن المصرية بفيروسات خطيرة، ليشعل الضوء الأحمر إزاء خطورة الاختراق الصهيوني للنسيج العربي الداخلي، بما يتيحه له هذا التطبيع الزراعي والتجاري من ثغرات للتسلل عبرها بهدف التخريب، في سياق حرب صهيونية لا تبقي وسيلة إلا وتطرقها لضرب الشعب العربي.المعطيات الجديدة المستخلصة من فحص 200 مزرعة لتربية الدواجن في مصر كشفت إصابة الدواجن بأمراض فيروسية وأمراض إنفلونزا الطيور والنفوق الجماعي وأمراض أخرى، علاوة على انخفاض معدل إنتاج البيض بنسبة 40 بالمئة. وما دامت هذه الأمراض الزراعية غير معروفة في مصر، وأيضاً غير معروفة لدى الكيان، وهو المنشأ، فإن النتيجة المنطقية الطبيعية تؤكد تقصّد التخريب وإلحاق الأذى بمصر، بل ولعل تعبير الحرب البيولوجية يصيب كبد الحقيقة.عام 2006، صدر في مصر كتاب بعنوان "إسرائيل" في الزراعة المصرية: "اختراق خطير وتخريب أسود" ألقى فيه مؤلفه المهندس حسام رضا الضوء على مخاطر هذا النوع من التطبيع، كغيره من الأنواع، على الأمن القومي العربي وفي ذروة سلامة صحة الإنسان العربي. وقد تضمن ذلك الكتاب معطيات من حقول في الاسكندرية والإسماعيلية وغيرهما، أكدت وجود بذور وأشتال لخضار مختلفة مصدرها "إسرائيل" مصابة بأمراض خطيرة، ووجود ملكات نحل مصابة بأمراض لم تكن موجودة في مصر.كما يستعرض الكتاب وقائع عديدة عن تهريب المبيدات المدمّرة للإنسان والتقاوي المفيرسة والمخصّبات المشعّة، فضلاً عن صفقات ضخمة من الأسلحة والمخدرات والدولارات المزيفة.معطيات مشابهة تم كشفها وإعلانها في أغسطس من العام الماضي كشفت انتشار أحد أنواع المبيدات "الإسرائيلية" المستخدمة فى زراعة الخضروات والفواكه بهدف تكبير حجم الثمار وزيادة إنتاج المحصول، لكنها تحتوي على مادة مسببة للسرطان وتسبب خللاً هرمونياً في جسم الإنسان.وبالعودة لاعترافات أحد الجواسيس الذي ضبط في مصر العام الماضي، نجد أن المهمات التي كلفه بها "الموساد" لا تقتصر على المعلومات الحساسة وغير الحساسة، ومحاولات زرع الفتنة بين المصريين، بل تعدت ذلك إلى إدخال منتجات مسرطنة إلى مصر، ومنها مواد لتصفيف الشعر تؤدي إلى إصابة السيدات بالعقم والسرطان.وبحسب اعترافات الجاسوس أمام نيابة أمن الدولة، فإن ضابط المخابرات "الإسرائيلي" أمده باسم وعنوان البريد الإلكتروني لإحدى الشركات "الإسرائيلية" والمنتجة لمادة الكرياتين والمستخدمة في تصفيف شعر السيدات، وطلب منه مراسلتها وأنه سيساعده في إسناد وكالة هذا المنتج له في مصر. كما كلفه بالبحث عن كبار محلات تصفيف شعر السيدات في مصر كي يتمكن من توزيعه. الوقائع أكثر من أن تعد وتحصى، ولن تكون الطماطم "الإسرائيلية" المسرطنة التي يتم تهريبها إلى مصر عبر قبرص واليونان، سوى تفاصيل صغيرة في الحرب البيولوجية التي تشنها "إسرائيل" على أمتنا العربية، حرب تضاف إلى حروب السلاح والتخريب والفتنة، وإسقاط من يمكن إسقاطه من مختلف شرائح المجتمع، وبخاصة النخب المؤثرة من المثقفين والسياسيين.إنها حرب وجود بشتى أنواع الأسلحة والوسائل غير الأخلاقية، تستغل بعض ضعاف النفوس الذين يبيعون أوطانهم وأهلهم بثمن بخس. حرب تستدعي اليقظة والقناعة، إذ إن شعوبنا عاشت آلاف السنين قبل أن يزرع الاستعمار هذه ال"إسرائيل"، ويحضرني هنا فيلم "السفارة في العمارة" والسؤال المدوي والمرير: "منذ سبعة آلاف عام نزرع أرضنا، وتريدونهم "الصهاينة" أن يعلمونا كيف نزرع أرضنا"؟.