دخل الفريق الاتحادي الأول لكرة القدم مرحلة حرجة للغاية بعد سلسلة من الاخفاقات وتقديم المستويات المتواضعة التي لا تليق بسمعة عميد الأندية السعودية حيث أصبح فرصة سانحة لفرق الدوري السعودي ومحطة للتزود بالنقاط، حتى أغلب المتشائمين من أنصار الاتحاد لم يكونوا يتخيلوا أن يصل مستوى الفريق بهذا السوء ولا شك أن هناك ظروفا قوية ساهمت في تردي نتائج الفريق في هذا الموسم لكنها لا تصل إلى هذا الحد فالاتحاد القوي وبطل آسيا في السنوات الماضية دخل دوامة من المشاكل خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب الخلافات الشخصية وتصفية الحسابات بين أبناء الاتحاد أنفسهم وصدقت معها مقولة لا خوف على الاتحاد إلا من ابناء الاتحاد وخلال فترة الرئيس الحالي اللواء محمد بن داخل الجهني مر الفريق بعدة مراحل ساهمت في زعزعة استقراره وفي هذا التقرير سنسلط الضوء على ابرز ما دار داخل البيت الاتحادي طيلة فترة الرئيس الحالي. إجماع على ابن داخل عندما قرر اللواء محمد بن داخل الجهني التقدم لرئاسة الاتحاد عمت الفرحة داخل الأوساط الاتحادية نظرا لما يتمتع به سعادة اللواء من قبول كافة الاتحاديين فهو الشخص الذي لم يكن له أي خلافات أو مشاحنات خلال الفترات الماضية وكان من أكثر الاتحاديين حبا وحرصا على استقرار العميد بتقريب وجهات النظر عند نشوب الأزمات وظهور الخلافات في البيت الاتحادي واستبشرت الجماهير الاتحادية بفوز اللواء محمد بن داخل خاصة وأن الفريق مر بالعديد من المشاكل التي واجهها خلال فترتي رئاسة الدكتور خالد المرزوقي والمهندس ابراهيم علوان وكانت تنشد الاستقرار الاداري والفني الذب دائما ما يساهم في قيادة الفرق لتحقيق الفوز وصعود المنصات. نتائج مرضية رغم أن الفريق الكروي كان يقدم مستويات متذبذبة خلال الفترة الأولى مع ابن داخل إلا أن النتائج كانت مرضية نوعا ما لعشاق العميد وصل معها الفريق إلى الدور نصف نهائي البطولة الآسيوية ولم تكن الادارة الاتحادية تستطيع إن تقدم على أي تغيير حتى لا تكون سببا مباشرا في احداث هزة داخل الفريق إلى أن جاء الخروج من بطولة كأس آسيا وخسارة نهائي كأس الملك أمام المنافس التقليدي بدأ الجدار المشروخ يتوسع حتى أصبح الشق أكبر من الرقعة. قرارات غريبة بعد الخروج من البطولات الماضية كان هناك فئة تنادي بالاحلال خاصة وأن الفريق لديه عناصر تقدم بتا العمر وتحتاج إلى اعطاء الفرصة لبعض العناصر الشابة وهذا القرار كان في محله لكن هناك قرارات قامت بها الادارة الاتحادية عصفت بالنادي حتى وان كانت من باب امتصاص الغضب الجماهيري ومن أشار على الادارة بهذه القرارات لا يريد الخير لها ابدا ومنها استبعاد حسن خليفة وحمزة ادريس وهي الشرارة الأولى التي أحدثت ردة فعل قوية لدى أعضاء الشرف الداعمين. ابتعاد العضو الداعم عندما أعلن الأمير خالد بن فهد ابتعاده مع عضو الشرف الداعم خلال الفترة الماضية لم يكترث بعض الاتحاديين بما سيخلفه ابتعاد العضو الداعم فالرجل كان يشيل الاتحاد من خلال ضخ الملايين وحيدا حتى وصل الاتحاد إلى ما وصل إليه من انجازات وبطولات استثمرتها بعض الادارات التي تعاقبت على رئاسة النادي بشكل صحيح وحققت انجازات لا تزال الجماهير الاتحادية تتغنى بها وجاء ابتعاد العضو الداعم بالقشة التي قصمت ظهر الاتحاد فالموارد المالية لا تكفي لاحتياجات النادي. استمرار التفرد بالرأي كان الاتحاديون ينتظرون من رئيس النادي إن يعلن انسحابه من رئاسة النادي بعد أن تخلى عنه أعضاء الشرف في الوقت الذي لم يقدم ما يجعلهم يبتعدون عن الادارة الحالية لكن ادارة ابن داخل فضلت الاستمرار واجراء تعديلات اخرى سكبت الزيت على النار من خلال ابعاده لبعض العناصر في الفريق الكروي ساهمت في انخفاض مستواه بشكل كبير بعد ابعاده لمحمد سالم وصالح الصقري ومناف ابو شقير ومصطفى ملائكة وتيسير آل نتيف وفك الارتباط مع جميع اللاعبين المحترفين بما فيهم اللاعب ويندل الذي انتقل للشباب وسط استغراب الاتحاديين. ضبابية وآراء متضاربة أصبحت الضبابية عنوانا للادارة الاتحادية والآراء المتضاربة فتارة نجد الادارة تصرح بتصريح وتناقضه بآخر وتلقي بالمسؤولية على المدرب ما تياج كيك الذي جاء خلفا لديمتري وفجأة يطلع المدرب ينفي ما نسب إليه كما حصل مع ويندل وصالح الصقري ومناف ابو شقير عندما ذكرت ادارة النادي أن المدرب هو من طلب الاستغناء عن اللاعبين لنجد الرد سريعا من المدرب أن القرار اداري بحت وانه يحتاج إلى جميع العناصر في ظل الغيابات المتكررة في الفريق. غيابات بالجملة منذ أن حدثت اختلافات بين الادارة وقائد الفريق محمد نور حول اعارة اللاعب للجيش القطري ومن ثم صرف النظر عن رحيل اللاعب وما صاحب هذا الموضوع من ضجة اعلامية وتصاريح متبادلة لم يلعب اللاعب سوى دقائق معدودة في بعض المباريات وحتى إعداد هذا التقرير واللاعب لا يزال بعيدا عن التشكيلة الأساسية لأعذار لم تعد مقنعة للشارع الاتحادي وشاهنا سعود كريري هو الآخر يغيب ومن ثم يعود مع الحارس مبروك زايد والبعض فسر عودة هذه العناصر بعد استقالة عبد الله فوال مؤخرا. اقالة فوال وما صاحبها حتى هذه اللحظة لم تعد الجماهير الاتحادية تعرف هل هي اقالة أو استقالة بعد إن ارجع ابن داخل الموضوع الى المشرف على الفريق جمال فرحان وسؤاله حول هذا القرار ليجيب المشرف: "أنها اقالة في استقاله " (حلوها عاد أنتم بطريقتكم) بالإضافة إلى استقالة عضو مجلس الادارة صالح باهويني عندما أن أحضر لاعب محترف بعد اخذ موافقة الادارة الاتحادية وعند واستخراج التأشيرة للاعب ووصوله لجدة تم رفضه وهذا ما جعل باهويني يتخذ قراره بالابتعاد عن النادي بشكل نهائي. كيك لن يكون الأخير جاءت النتيجة الأخيرة للفريق والتي خسرها 0/ 2 إمام فريق الرائد الذي يحتل مركزا متأخرا في سلم الترتيب لتتخذ الادارة قرارا باقالة المدرب السلوفيني ما تياج كيك واعادة الكابتن عبد الله غراب لقيادة الفريق في مواجهة الكلاسيكو التي تجمع الاتحاد بنظيره فريق الهلال ضمن منافسات الجولة 20 من مسابقة الدوري يوم الثلاثاء المقبل وازدادت الأوضاع سوءا داخل البيت الاتحادي وتشير بعض المصادر المقربة إلى أن هناك خلافات كبيرة حاصة وأن بعض اللاعبين غير متقبلين للقرارات الاتحادية التي ساهمت في زعزة الفريق بشكل مباشر خاصة من المشرف العام على الفريق جمال فرحان وستشهد الساعات المقبلة قرارات مفاجئة ويبقى السؤال قائما للادارة الحالية: هل تعتقد ادارة ابن داخل أن الاقالات واتخاذ قرار البعاد للاداريين والأجهزة الفنية والادارية واللاعبين هو الحل بعد كل خسارة للفريق ؟ ما تخشاه الجماهير الاتحادية أن يأتي الوقت الذي لا تجد ادارة اللواء محمد بن داخل الشخص الذي ينظم للعمل معها حتى الاحلال لم تكن ترغب الجماهير الاتحادية إن يكون بهذه الصورة التي ساهمت في تغيير جلد الفريق فما كان يحتاجه الفريق استبدال عنصرين إلى ثلاثة عناصر حتى لا يختل توازن الفريق كما حدث في الوقت الحالي. اجانب مقالب: من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الادارة الاتحادية ابعاد بعض العناصر الأجنبية التي لم تكن تتحمل مسؤولية الاخفاقات المتكررة للفريق إذ إن المستوى بشكل عام كان مترديا وبذلك يكون طبيعي نزول مستوى اللاعبين الجانب إلا إن يطال التغيير كافة العناصر وهذا مخالف لما كانت تردده بين فترة واخرى أن التغيير سيكون لواحد أو اثنين فقط والمشكلة أن العناصر التي احضرتها الادارة الاتحادية لم تكن في مستوى الطموح ولن تشكل اضافة على مستوى الفريق. إعداد الفريق لموقعة الثلاثاء في ظل هذه الظروف المحيطة بالفريق الاتحادي يخوض مساء الثلاثاء مباراة أمام المنافس التقليدي الهلال ويحتاج الفريق إلى وقفة صادقة من جميع محبي النادي واعداد الفريق بشكل مناسب والتحضير لهذه المواجهة التي قد تعيد بارقة من الأمل للجماهير الاتحادية بعد خروجهم من بطولتي الدوري وكأس ولي العهد والعمل على إعداد الفريق للبطولات المقبلة والاستحقاقات القادمة سواء المحلية أو القارية.