لم يكن يتوقع للبلدين المضيفين غينيا الاستوائية والجابون تقديم أكثر من أربعة استادات جديدة لكأس الأمم الافريقية لكرة القدم لكنهما تحولا سريعا من فريقين ضعيفين إلى مرشحين للفوز. ونجح الفريقان بالفعل في تحدي التوقعات بوصولهما لدور الثمانية وهما اللذان لم يكونا بين المرشحين أساسا لتجاوز دور المجموعات في البطولة المقامة على أرضهما. لكن بتحقيق كل منهما الفوز في أول مباراتين بفضل دعم جماهيري لا محدود تأهلا بالفعل لدور الثمانية وأصبح لكل منهما طموح مغاير تماما. وأمس الجمعة تغلبت الجابون على المغرب في مباراة مثيرة لتضمن التأهل عن المجموعة الثالثة بعدما عوضت تأخرها لتفوز 3-2 على المنافس الذي كان مرشحا للفوز. وقال المدرب جيرنوت روهر مدرب الجابون إن الحماس الذي صنعه 40 ألف متفرج في الاستاد ساعد فريقه على التعويض في آخر ربع ساعة بعد التأخر 1-صفر ليحقق الفريق انتصارا ثمينا بفضل ركلة حرة رائعة في الدقيقة الأخيرة. وقبلها بيومين فجرت غينيا الاستوائية أكبر مفاجأة في البطولة بفوزها على السنغال الفريق الذي يتفوق عليه في التصنيف العالمي بأكثر من مئة مركز. ويدور الآن الحديث في المستعمرة الاسبانية السابقة التي يسكنها عدد يقل عن 700 ألف نسمة عن تصدر المجموعة الأولى بينما كان الكل سيرضى بالحصول على نقطة واحدة. وتحقق الانتصار في باتا وسط تشجيع رائع. وبقي الملعب الذي يسع 30 ألف متفرج خاليا حتى قبل نصف ساعة من ركلة البداية لكن حين عزف السلام الوطني في الملعب كان الحماس يملأ المكان. وتفاعل الجمهور مع كل لمسة للكرة ومع كل التحام وكادت الصيحات مع هدف الفوز الذي جاء في الوقت المحتسب بدل الضائع من تسديدة لا تصد ينزع السقف من مكانه. وفي ليبرفيل أمس الجمعة حث المذيع الداخلي في الاستاد الجمهور على التحلي بالهدوء بعد بطولات فريقهم. وقال روهر عن هدف التعادل الذي سجلته الجابون في الدقيقة 77 والذي مهد الطريق للنهاية المثيرة "الأجواء التي شهدناها بعد هدفنا الأول جددت طاقة اللاعبين. نريد أن ننهي الدور الأول في صدارة المجموعة لنبقى نلعب في ليبرفيل في دور الثمانية في هذا الاستاد الرائع."