منذ صغري استهوتني الكتابة ..فأصبحت هاوياً ومجازفاً بعض الشيء..فلأجلها أصحو وأتردى. هل الصمت ارتقاء؟. . . علي أن أمتنع عن ذلك، عن اتخاذ الأشياء وتوصيفها ومن ثم استدراك مقابلها، كما فعلت للتو، فكون الكتابة هاوية لا تقودني إلى علو الصمت، أن أكتب صباحاً لا يعني أن اتبعها بليل. على الحياة ألا تكون كذلك. علي انتقاء الكلمات في الصباح وإملاؤها على الحياة بصفات جديدة قد تكون معتمة لا تحمل ذرة إشراق واحدة، عليّ الجلوس تحت أشعة الشمس ودفئها والتخلص من حرارتها ،والالتفات لإشراقها كونها أسوأ ما توصلت إليه الطبيعة. كتابة القصة القصيرة لا تعترف بوقت صباحي من مسائي. "انتبه لحفرياتها" طبعاً على الطريق التي أتجنبها لأقع في غيرها، كي أقع في "حفريات المعرفة" لأدجار آلن بو دون أن أعرف كيف أحفرها وتحفرني ،وتحت خيالات يوسف إدريس الفرعونية، وفي أوسطها أجد نفسي تحت شمس إنسانية أنطوان تشيكوف،حتى أقوى على مواجهتها بنظارة، والاستعانة بما يدفع عني نصف يوم وثلاثة أرباع ورقة ومصير. انتبه من حفريات المعرفة. انتبه من أن يسارعك أحد.. لا أن يجذبني من الخلف ويلصقني بالكسل. . . اللعنة من كثير لعناتها على اتقاد بدل أن أفضي إلى قصة قصيرة تأتي بشمس ويوم آخر يبدأ بصباح..وأسكب علبة الحبر كاملة في سكون الليل.. وأظل غير راضٍ بما اكتب .. لكني أحاول تحريف باولو كويلو لمجرد أن أحرفه لأجدني أكثر كسلاً من أن أقوى على ذلك، فأقول لنفسي لعله النوم بشحمه ولحمه حين أعجز عن ملاعبة الكلمات وتحريفها .. يهزمني ..بينما أستيقظ صباحاً فأجد الشمس على ما هي عليه بانتظاري لتسعفني. [email protected]