النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    "موديز" ترفع تصنيف المملكة الائتماني عند "aa3"    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الأخدود والشباب    القادسية يتغلّب على النصر بثنائية في دوري روشن للمحترفين    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    فعل لا رد فعل    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شارك في لجنة التوسعة الأولى وترأس إدارة "الأدلاء" الدليل الشيخ عبدالوهاب فقيه: مهنة الدليل هي الرمز الحقيقي التاريخي الثابت لي ولأفراد أسرتي
نشر في البلاد يوم 06 - 01 - 2012

ذاكرة المهنة كتاب وثائقي من إصدار الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف قدم له معالي وزير الحج السابق الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي الذي عده الأول من نوعه في هذا المجال.
وفي مقدمة الكتاب وعن الرعيل الأول قال المطوف فائق بن محمد بياري رئيس الهيئة التنسيقية إن مهن أرباب الطوائف تزخر بكثير من القامات السامقة من الرجال الذين قاموا على خدمتها على مدى عقود طويلة وواكبوا تطوراتها وشهدوا تحولاتها.
ويضم الكتاب التوثيقي الفخم بين دفتيه لقاءات مع الرواد الأوائل نشرت في نشرة الهيئة الفصلية الرفادة من عام 1427ه إلى 1430ه.
احتوى الكتاب أيضاً على تمهيد عن مؤسسات أرباب الطوائف، حيث تحدث الأستاذ محمد بن حسين قاضي الأمين العام للهيئة عن منظومة المؤسسات ومراحل الطوافة في العهد السعودي الزاهر والواجبات والمهام وغير ذلك مما يتعلق بأعمالها ولجانها.
ضيف باب "ذاكرة المهنة" في العدد "الخامس" من "الرفادة" شيخ جليل، وإداري مرموق، ودليل متمرس، لا يذكر اسمه إلا مقرونا باعمال البر والإحسان، ولا سيرته العطرة الا بالصدى وحب الخير للغير، ولا أعماله الجليلة إلا بالنزاهة والإخلاص والتفاني، نشأ في ثرى طيبة الطيبة، وترعرع في اروقة مسجد الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتنقل بين حلقات تحفيظ القرآن الكريم، ودروس الفقه في المسجد النبوي الشريف، على ايدي كبار مشايخ وعلماء الحرم المدني امثال الشيخ حسن الشاعر -يرحمه الله- في بداية حياته العملية، التحق بالعمل الحكومي بالمالية بمكة المكرمة، ثم انتقل الى الرياض في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز، وشارك في اللجنة التي كُلفت من لدن الملك عبدالعزيز - يرحمه الله- حين صدور الأمر السامي الكريم بالتوسعة الأولى للمسجد النبوي الشريف، مع الشيخ محمد بن لادن - يرحمه الله-.
توثيق العلاقة
له تاريخ ناصع وطويل، وسجل حافل في خدمة ضيوف الرحمن زوار المسجد النبوي الشريف، حيث عمل منذ ايام صباه في خدمتهم وتلمّس احتياجاتهم في المدينة المنورة، وأسهم بقدر كبير مع والده -يرحمه الله- حينما كان يعمل بجانبه ومعاوناً له - في توثيق العلاقة بين الدليل وضيفه الحاج - لينال منذ وقت مبكر شرف خدمة الحجاج الذي يعتز ويفخر به كثيرا. كما عمل لفترة طويلة في "هيئة الادلاء" - وهي الجهة المختصة بحصر استحقاقات الأدلاء في المدينة المنورة والتنسيق مع مكتب الوكلاء الموحد في هذا الخصوص - ليكلفه معالي وزير الحج الأسبق الدكتور محمود سفر في عام 1414ه. رئيسا لمجلس إدارة المؤسسة الأهلي للأدلاء بالمدينة المنورة، واستمر في قيادة دفة العمل فيها حتى موسم حج عام 1426ه، ليرتقي بهذه المؤسسة التي شهدت في عهده نقلات نوعية كبيرة في أعمالها, وتطورت ضخمة في أدائها، وتوثيقاً قوياً للعلاقة بينها وبين الجهات العاملة في الحج، ليسجل اسمه بمداد من ذهب في سجل من أسهموا إسهاماص مقدراً في تطوير العمل في "الأدلاء" ورسم معالم سياساتها وخططها، كما حقق لها كثيراً من الإنجازات، يأتي في مقدمتها إدخال الحاسب الآلي، وتوسيع استخدامه في أعمال المؤسسة، وتشييد برج "الأدلاء" التجاري السكني بالمنطقة المركزية حول الحرم النبوي الشريف.
مغزى أصيل
إنه الشيخ عبدالوهاب إبراهيم أحمد فقيه، الدليل العريق والرئيس السابق لمجلس إدارة المؤسسة الأهلية للأدلاء بالمدينة المنورة، الذي التقته "الرفادة" في حوار شامل، نُشر في عددها "الخامس" الذي صدر في الخامس من شهر ذي الحجة 1428ه، الموافق الخامس من يناير 2008م، حينما رغبت في الوقوف على حقيقة مهنة "الأدلاء"، كيف قامت وكيف كانت في الماضي، والتحولات المهمة في مسيرتها، والتطورات التي مرت بها، الى ان وصلت الى هذه المرحلة التي أهلتها بأن تقوم مقام مؤسسات ارباب الطوائف مجتمعة عدا الوكلا - وتمثلهم في خدمة وفود الله زوار طيبة الطيبة، فكان لنا معه حوار طويل وصريح، اوضح فيه ان افراد طائفة "الأدلاء"، كانوا يستقبلون الحجاج في محطة باب "العنبرية"، والتي كانت معدة لاستقبالهم في ذلك الوقت، وان عمل "الادلاء" قد توّج بشعار ذي مغزى اصيل، ورائع وهو: (خدمة الحجاج شرف.. أمانة.. مسؤولية)، الذي هو شعار وزارة الحج، وأن إنشاء مؤسسات أرباب الطوائف، قد حوّل العمل الفردي الى عمل جماعي يواكب النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة، وأنه اصبح لزاماً أن تأخذ هذه المهنة اسلوباً حديثاً متطوراً في جميع الوسائل والخدمات، وأن جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه- قد كلفه بالمشاركة في التوسعة الأولى للمسجد النبوي الشريف مع الشيخ محمد بن لادن، حيث ذهب الى جمهورية مصر العربية لاحضار ما يلزم هذه التوسعة من كوادر بشرية، ومعدات، وأجهزة وآليات، واشار في معرض حديثه، الى ان هذه المهنة الشريفة، لم تشكل ملمحاً واحداً من ملامح شخصيته فحسب، بل شكلت شخصيته كلها، كما قال انه يكفي بعد هذا المشوار الطويل، ما عِلق بالذاكرة من ذكريات جميلة مع الحجاج، وما نشأ من علاقات طيبة مع كثير منهم.
ماضي الأدلاء
بدأ الدليل الشيخ عبدالوهاب حواره مع "الرفادة" بالحديث حول مهنة "الادلاء"، كيف كانت تؤدى في الماضي، وكيف كان "الادلاء" يستقبلون الحجاج زوار مسجد المصطفى صلوات الله عليه وسلامه، وحول اهم التطورات التي مرت بها هذه المهنة العريقة، بقوله: "الادلاء ومؤسسات الطوافة، ومكتبا الوكلاء والزمازمة، جهات اهلية سجلت حضورا مهما، ودونت اسماءها بمداد من ذهب، في سجل خدمة ضيوف الرحمن ورعايتهم، وذلك منذ ان فرض الله جل وعلا الحج على المسلمين، فهم الذين يعملون منذ القدم بجد وتفان واخلاص لراحة وخدمة الحجاج والزوار، ليتّوج علمهم الانساني هذا بضشعار ذي مغزى اصيل ورائع وهو: (خدمة الحاج شرف.. أمانة.. مسؤولية)، وهو الشعار الخاص بوزارة الحج, في الوقت الحالي". ويضيف بقوله: "فالأدلاء هم فئة من المجتمع السعودي المعطاء، كرسوا جهدهم ووقتهم لخدمة ضيوف الرحمن زوار مسجد الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد مارسوا هذا العمل الشريف منذ زمن طويل امتد لعدة قرون، وكانوا في الماضي يستقبلون حجاجهم المقررين لهم في محطة (باب العنبرية) المعدة للاستقبال في ذلك الوقت، بموجب التقارير الثابتة والوثائق التي بأيديهم آنذاك، والقيام بواجباتهم على الوجه الأكمل، من حيث تقديم جميع الخدمات لهم من استقبال وترحيب وتزويدهم بالمعلومات الوافية المتصلة بالزيارة وإسكانهم والإشراف على راحتهم طيلة فترة إقامتهم في المدينة المنورة". ويضيف قائلا: "وفيما يخص اهم التطورات التي مرت بها مهنة (الأدلاء)، فنظرا لازدياد اعداد الحجاج نتيجة للتطور السريع في وسائل النقل، والجهود التي بذلتها الدولة السعودية على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لتحقيق الأمن والأمان رحلة الحج، والتي واصل ابناؤه البررة من بعده، السير في نفس اتجاه تطويرهم لمرافق الحج".
الأسلوب الحديث
ويضيف الدليل الشيخ عبدالوهاب ابراهيم فقيه: "ونظراً للتطور الكبير الذي شمل كل مناحي الحياة، اصبح لزاما ان تأخذ هذه المهنة اسلوباً حديثا متطورا في جميع الوسائل والخدمات، فصدر امر سام كريم، وبتاريخ 25-12-1356ه، اول نظام للأدلاء بالمدينة المنورة، ثم صدر امر سام كريم آخر في 17-6-1399ه، بالموافقة على اقامة مؤسسات ومكاتب لخدمات الحجاج بمكة المكرمة والمدينة المنورة وجة، وتوالت قرارات انشاء المؤسسات، حتى صدر قرار وزاري بتاريخ 5-7-1405ه، يقضي بإنشاء المؤسسة الأهلي للأدلاء، والذي حوّل العمل الفردي الى عمل جماعي يواكب النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة، ويتماشى مع ما يهدف اليه ولاة الامر -رعاهم الله- من رفع مستوى الأدلاء للخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن زوار المسجد النبوي الشريف". ويواصل حديثه قائلا: "وبمجرد ان صدر قرار انشاء المؤسسة الأهلية للأدلاء بالمدينة المنورة في عام 1405ه، بدأت المؤسسة في ممارسة مهامها، انطلاقاً مما ورد في قرار الانشاء، ومن الخبرات المكتسبة عبر زمن طويل مع فئات الحجاج من مختلف الجنسيات، مع تنوع عاداتهم ولغاتهم، ومع التطور الذي حدث في خدمات الحج، فلقد عملت المؤسسة على زيادة مكاتبها الميدانية لتؤدي مهامها وخدماتها لزوار المسجد النبوي الشريف بالطريقة المثلى وبالصورة المطلوبة". ويستطرد الدليل فقيه قائلا بشأن اسكان الحجاج: "وبدأت المؤسسة في ممارسة اعمالها وواجباتها فيما يتعلق باسكان الحجاج، اعتباراً من موسم حج عام 1407ه، وتم ذلك تدريجيا الى ان وصل لمرحلة مهمة لتنظيم اسكان الحجاج، بناء على اوامر وتكليفات للمؤسسة بممارسة هذاالدور، وبذلت المؤسسة مجهودات ضخمة لتنظيم وترتيب الاسكان في المدينة المنورة، الى ان صدرت ضوابط اسكان الحجاج في 11-7-1410ه، الموافق عليها بالامر السامي الكريم، والتي اناطت مسؤولية الاسكان ببعثات الحج، او من يمثلون الحجاج".
تاريخ مشرف
وتطرق الدليل الشيخ عبدالوهاب فقيه للحديث حول علاقته الشخصية وعلاقة اسرته التاريخية بالادلاء، قائلا في هذا الصدد: "علاقتي التاريخية بالادلاء بدأت ولله الحمد منذ فترة صباي - ان لم يكن منذ فترة طفولتي - وذلك منذ ان تفتحت عيناي على مشهد ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، وهم يتوافدون الى طيبة الطيبة لزيارة مسجد النبي الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم، لتمتد حتى الوقت الحالي، ولتصبح مهنة الدليل هي الرمز الحقيقي التاريخي الثابت لي ولافراد اسرتي الى ان يرث الله الارض ومن عليها، فهذا تاريخ مشرف لي ولجميع افراد اسرتي، بدأ منذ نحو مائة عام ونيف، وامتد من الاجداد للآباء، ثم للأبناء الذين شاء الله ان تكون جهودهم مسخرة لخدمة الحجاج زوار مسجد المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وذلك ابتغاء مرضاة الله عز وجل، والحصول على الاجر الكبير من الله سبحانه وتعالى، وليس لغرض مادي او دنيوي، ويكفي بعد هذا المشوار الطويل في هذه المهنة الشريفة ما علق بالذاكرة من ذكريات جميلة من الحجاج، وعلاقات طيبة مع الكثير منهم"، ويضيف: "هذه المهنة الشريفة، تركت بصمة واضحة في شخصي، ولم تشكل ملمحاً واحداً من ملامح شخصيتي فحسب، بل شكّلت شخصيتي كلها، فقد علمتني الأساليب المثلى للتعامل مع الآخرين، وحُسن معاملة واحترام الوافد الكريم، كما علمتني الصبر وحسن التصرف والحلم وحسن التدبر، هذا بخلاف ما اكتسبته من علاقات طيبة مع كثير من المسلمين من مختلف انحاء العالم الإسلامي، وإدراكي لكثير من العادات والتقاليد واللغات واللهجات، وكذلك معرفتي لكثير من بلدان العالم جغرافياً واقتصادياً واجتماعيا، فهل يمكن تقييم كل هذه المكاسب بأية قيمة مادية، او بأي مبلغ من المال؟".
أسر الأدلاء
ورداً على سؤال حول اعرق الأسر "المدنية" التي عمل أفرادها ضمن طائفة الأدلاء بالمدينة المنورة، أجاب الدليل الشيخ عبدالوهاب فقيه قائلا: "الأسر التي مارست هذه المهنة الشريفة في طيبة الطيبة كثيرة لا تعد ولا تحصى، ولعل ابرزها -وعلى سبي المثال لا الحصر- بيت الفقيه وبيت العطار وبيت الرفاعي وبيت آل بافقيه وآل جمل الليل وبيت الحوالة وبيت الفضائلي وبيت حبش وبيت الخطيري وبيت الشصلي وبيت الدبور وبيت ابو الجود وبيت النعمان وبيت الكاتب وبيت العينوسة وبيت اليماني وبيت خليل وبيت الشيرة وبيت الزللي وبيت المصلوخ". وأضاف: "في الحقيقة ان الادلاء بطيبة الطيبة هم اخوان متحابون في الله، وتربطهم علاقات محبة وزمالة واخوة في الله، مع جميع افراد مؤسسات ارباب الطوائف في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، ونتيجة لهذه المحبة وهذه الألفة وهذه الوشائج القوية، فهم لا يشعرون بأي عبء ثقيل او اعباء اضافية عليهم، نتيجة لقيامهم بالكثير من هذه الأعمال الجليلة، خاصة وان هذه الخدمات تؤدى لصالح الحاج، فليس هناك اي ضيق او تضجر او تبرم ما دام التعاون قائما بين جميع افراد مؤسسات ارباب الطوائف، وتحدث الدليل الشيخ فقيه، حول الحميمية والعلاقة الوثيقة التي كانت قائمة بين الدليل والحاج في الماضي، والتي تتمثل في ابسط صورها في استضافة الحاج في منزل الدليل والقيام بخدمته، بقوله: "نعم.. نعم.. كانت هناك علاقة حميمة في الماضي بين الدليل والحاج، في وقت كان فيه اعداد الحجاج محدوداً جداً وثابتاً ولا يطرأ عليه اية زيادة، فيأتي الحاج وكأنه احد افراد العائلة، وتتمثل هذه العلاقة في ابسط صورها في استضافة الحاج في منزل الاسرة ليأكل مما يأكل أهل الدار، ويشرب مما يشربون". ويستطرد قائلاً: "أنا لا أقول إن هذه الحميمية وهذه العلاقة الوثيقة قد انتهت في الوقت الحالي، ولكن ازدياد أعداد الحجاج بشكل كبير ومذهل ومضطرد عاماً بعد عام، غيّر من أسلوب العمل، ومن أسلوب وطريقة تقديم الخدمات له، لتصبح تعتمد على المؤسسية وليس الجهود الفردية، وبالتالي تغير شكل العلاقة نوعاً ما، ولكنني أؤكد أنه لا تزال تربطنا علاقات وطيدة وطيبة مع كثير من الحجاج من مختلف دول ومناطق العالم كما أسلفت".
توحيد الجهود
تطرق الدليل الشيخ عبد الوهاب فقيه للحديث حول تطور العمل في هذه المهنة بقيام مؤسسات أرباب الطوائف، والتي نقلت العلم في هذا المجال من العمل الفردي إلى العمل الجماعي المؤسس، كما علق على المهنيين، والأكاديميين وأستاذة الجامعات الذين يقودون العمل في مؤسسات أرباب الطوائف، ووضح ماذا يعني ذلك في رأيه بقوله: "يد الله مع الجماعة، ولاشك بأن العمل الجماعي أفضل من العمل الفردي، ومقتضيات العمل في هذه المرحلة، وفي ظل الزيادة الكبيرة في أعداد الحجاج عاماً بعد عام، تقتضي توحيد الجهود وصهرها في بوتقة واحدة بحيث يكون المردود إيجابياً والمنفعة لصالح الحاج، لتزايد أعداد الحجاج، حيث قفزت أعدادهم من مائة الف حاج في الماضي إلى رقم قياسي وغير مسبوق في تاريخ الحج وفي تاريخ المملكة العربية السعودية في هذا العام 1428ه ، مع الأخذ في الحسبان الزيادة المتوقعة في الأعوام القادمة إن شاء الله". ويضيف قائلاً: " أما حول مشاركة المهنيين والاكاديميين واساتذة الجامعات في أعمال مؤسسات أرباب الطوائف، فمن الطبيعي أن تتبوأ هذه الكفاءات من أبناء الطائفة مقاعدها، وتدير دفة العمل بهذه المؤسسات، وقد كان لهذه الخطوة، أثرها الكبير في رفع مستوى الخدمات، وتحسين طرق الأداء" وروى الدليل الشيخ عبد الوهاب إبراهيم فقيه ل "الرفادة" موقفاً طريفاً حدث له مع الحجاج اثناء ممارسته لهذه المهنة ولا يزال عالقاً بذاكرته، قائلاً في هذا الصدد: " أحد متعهدي مجموعات الحجاج، من أحدى الدول العربية الشقيقة، كان يقطن في غرفة خاصة مع مجموعة من زملائه في مقر سكنه، وكان في يوم من الأيام يرتدي "جاكيت"، فخلعه وعلقه في شماعة الغرفة، وبعد فترة بحث عنه ولم يجده، وفوجئنا بصراخ ومشاجرة للمتعهد المذكور مع رفاقعه العمال بحجة أن " الجاكيت" الخاص به، والمعلق على الشماعة قد فقد، وغير موجود في مكانه، وكان به مبلغ كبير من المال قدره خمسون ألف ريال، بالإضافة إلى تذاكر سفر العودة إلى بلادهم، وكان هذا المتعهد يهم بتقديم شكوى للشرطة، فأصبحت أنا في حيرة ودهشة، فطلبت منه التريث وعدم التسرع حتى أقوم بالتحقيق والبحث، وطلبت منه إعطائي مهلة لعدة ساعات حتى اكشف له حقيقة الأمر ، فوافق على ذلك".
البحث والتحري
ويواصل رواية تفاصيل هذه الحادثة: " بدأت التحقيق والبحث والتحري والتفتيش في سكن العمال، وفي المستودع، وفي سطح العمارة، وفوق خزان المياه المرتفع جداً، لعل أحدهم أخذ النقود وألقى الجاكيت فوق سطح الخزان، فلم أعثر على شيء من ذلك ولا في أي مكان آخر، وبعد هذه اللاجراءات استدعيت صاحب "الجاكيت" صاحب القضية - وكان هو المسؤول عن حجاجه- وبدأت التحقيق معه بكل هدوء وسألته: هل تركت الجاكيت على الشماعة وخرجت فأجابني بنعم، وسألته، إلى أين ذهبت؟ فقال: ذهبت إلى المسجد النبوي الشريف لاداء صلاة المغرب، وأين ذهبت بعد خروجك من المسجد ؟ فقال : لي اصابني صداع شدشد وألم في بطني عند خروجي من المسجد ، فذهبت إلى البعثة الطبية التابعة لنا وأسعفوني بالدواء والعلاج والراحلة لمدة ساعة، ثم حضرت إلى غرفتي فلم أجد الجاكيت الخاص بي، عندها ساورني بعض الكشوك ، فطلبت من الموظفين مرافقة الحاج المذكور والذهاب معه لمقر البعثة الطبية الذي اشار إليه، وعند سؤال المخصين في البعثة الطبية: هل راجعكم هذا الحاج ونسيى جاكيت لديكم؟ كانت مفاجأة المختصين في البعثة أن بادروا بسؤال الحاج بقولهم وبحدة: أين ذهبت أيها الرجل ؟ حينما خرجت من مقر البعثة وأخذت العلاج اللازم نسيت الجاكيت الخاص بك لدينا، فقمنا بعمل محضر به وبمحتوياته، وهو الان محفظ لدى المختص بالبعثة.. ثم جرى تسليمه له، بعد التوقيع بالاستلام بحضور الموظف الذي ارسلته معه لمقر البعثة كشاهد على ذلك الأجراء، وبعد جرد ومراجعة ما به من مال وتذاكر الطائرة للعودة، وجدت جمعيها كما هي لم تنقص شيئاً، فحمدنا الله على ذلك، ثم تقدم لنا المذكور صاحبب "الجاكيت" وجماعته بالاعتذار الشديد والتأسف على مابدر منهم ،وعلى سوء ظنهم بالعمال والموظفين واتهامهم بالباطل". ويختم تفاصيل هذه الواقعة التي لم ينس تفاصيلها بقوله: " هذا موقف واحد، وهناك مواقف أخرى كثيرة ومتنوعة طريفة ومضحكة ومبكية، فمواقف عديدة مع الحجاج حدثت في الماضي، وكنا نعالجها بكل هدوء وروية وحكمة".
مهنة متوارثة
وتحدث الدليل الشيخ إبراهيم فقيه في ختام هذا الحوار الطويل حول علاقة اسرته الحالية بالأدلاء ، ومن منهم يمارس المهنة في الوقت الحالي ، قائلاً في هذا الشأن:" علاقة الاسرة الحالية بالأدلاء جيدة جداً ،ويمارس المهنة حالياً عدد كبير منهم، منهم ابني نبيل عبد الوهاب فقيه، وأبناء أخي المرحوم جعفر فقيه، وهم الأستاذ سامي جعفر فقيه، ومصطفى جعفر فقيه، وهما اشقاء ابن أخي معالي الأستاذ أسامة جعفر فقيه، وزير التجارة سابقاً، ورئيس ديوان المراقبة الحالي، وغسان سامي فقيه، وابناء المرحوم أخي سليمان فقيه وإبراهيم فقيه، وأحمد فقيه وطلال فقيه وممدوح فقيه، وفي الواقع نحن جميعاً سعداء بأن وفقنا الله وسخرنا لخدمة ضيوفه الكرام منذ قديم الزمان إلى يومنا هذا، لنثر هذه المهنة الشيفة من آبائنا الذين اخذوها من أجدادنا، ونورثها بفضل الله لأبنائنا" ويضيف بقوله: " وختاماً .. انتهز هذه الفرصة الطيبة لأتقدم بالتهنئة لمقام وزارة الحج ، ولجميع أخوتي رؤساء وأعضاء مجالس إدارات ومنسوبي مؤسسات أرباب الطوائف، ولإخوتي في الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف، على النجاح الكبير لموسم حج هذا العام 1428ه، وأحمد الله كثيراً على ما تحقق من نجاحات، فهذا الإنجاز الكبير قد تحقق بفضل الله أولاً وأخيراً، ثم كثمرة لجهود المخلصين العاملين في كل القطاعات المختصة بشؤون الحج وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين".
السيرة الذاتية
المعلومات الشخصية
الاسم: عبد الوهاب بن إبراهيم بن أحمد فقيه
مكان الميلاد: المدينة المنورة
تاريخ الميلاد: سنة 1358ه
المؤهلات العملية
درس "الابتدائية" بالمدينة المنورة
تنققل بين حلقات تحفيظ القرآن الكريم ودروس الفقه في المسجد النبوي الشريف، وتلقى العلوم على ايدي كبار مشايخ وعلماء الحرم المدني، أمثال الشيخ حسن الشاعر - يرحمه الله - .
درس " تحضير البعثات" بمكة المكرمة
درس المرحلة الجامعية في جامعة دمشق بسوريا
الوظائف الحكومية
عمل في قسم " الحوالات والطرود" بمكتب البرق والبريد بالرياض في عهد الملك عبد العزيز، لمدة تجاوزت سبع سنوات.
انتقل إلى الإدارة العامة للبرق والبريد، بمكة المكرمة، وعمل في قسم المحاسبة.
ترقى لرئيس قسم التوثيق، بالإدارة العامة للبرق والبريد ، بمكة المكرمة.
تمت ترقيته الى محرر أول في ديوان المديرية العامة للبرق والبريد ، وعمل بها لمدة ثماني سنوات تقريبا.
المهام الخاصة
عمل لدى مؤسسة بن لادن، بين جدة والمدينة المنورة لمدة أربعة عشر عاماً.
انتقل الى المدينة المنور، وشارك في التوسعة الأولى للمسجد النبوي الشريف.
رافق معالي الشيخ عبد الله السليمان، وزير مالية المملكة العربية السعودية حين ذاك - والمرحوم الشيخ محمد بن لادن، والشيخ محمد سرور الصبان، والشيخ محمد باحراث، في بعثة لأحضار بعض الفنيين للعمل في توسع المسجد النبوي الشريف.
الأنشطة والمشاركات
عضو المجلس الإداري لإمارة منطقة المدينة المنورة، والمسمى حالياً مجلس المنطقة لمدة أربعة اعوام في عهد صاحب السمو الملكي الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.