شارك عدة آلاف من النشطاء المؤيدين للديمقراطية في إسرائيل في احتجاج على العنف من جانب متطرفين يهود يحاولون فرض نظامهم الديني على بلدة قرب القدس. ونظم الاحتجاج في بلدة بيت شمس عقب تفجر الغضب الشعبي بعدما قالت طفلة عمرها ثماني سنوات عبر التلفزيون الرسمي إن رجالا من المتزمتين اليهود بصقوا عليها وهي في طريقها إلى المدرسة متهمين إياها بارتداء ملابس غير محتشمة. وقالت تسيبي ليفني زعيمة المعارضة البرلمانية في كلمة "نحن نكافح من أجل شخصية إسرائيل ليس فقط في بيت شمس وليس فقط بشأن اقصاء المرأة وإنما ضد كل المتطرفين الذين ظهروا فجأة لمحاولة فرض رؤيتهم للعالم علينا." ورفع بعض المحتجين لافتات تقول "لن نصبح طهران أخرى" في إشارة إلى عاصمة جمهورية إيران الإسلامية حيث يضطر أغلب النساء لتغطية رؤوسهن في الأماكن العامة. وحث الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس الاسرائيليين على الاحتشاد ضد اليهود المتزمتين الذين يحاولون فرض نظام ديني صارم. وقال بيريس في تصريحات اذيعت في مناسبة بمقره الرسمي "اننا نقاتل من أجل روح الامة وجوهر الدولة." وقال بيريس "اليوم اختبار يتعين فيه على الدولة بأسرها الاحتشاد لانقاذ الغالبية من مخالب أقلية صغيرة تقوض أعظم قيمنا." وأضاف "لا يحق لشخص تهديد فتاة أو امراة أو أي شخص بأي حال." وأضاف "انهم ليسوا سادة هذه الأرض." وزادت مشاعر القلق في اسرائيل بشأن تصاعد التطرف الديني بعد محنة الطفلة الاسرائيلية. واشتبك محتجون متدينون وهم يهتفون "نازيون .. نازيون" في بيت شمس حيث وقع الحادث مع افراد الشرطة الذين تم نشرهم لمنع المتزمتين من مهاجمة أطقم التلفزيون الذين كانوا يغطون التوترات في البلدة التي تبعد نحو 30 كيلومترا عن القدس. وبعض خطوط الحافلات في الضواحي المتدينة في القدس يتم فيها بالفعل الفصل بين الجنسين حيث يجلس النساء في مؤخرة العربات. ولا يلزمهن القانون الإسرائيلي بالجلوس في المؤخرة لكنهن يتعرضن لإساءات لفظية من ركاب ذكور إذا رفضن ذلك. ورغم انهم يمثلون عشرة بالمئة فقط من سكان اسرائيل البالغ عددهم 7.7 مليون نسمة يتمتع المتطرفون اليهود بنفوذ سياسي في بلد لم يحصل فيه أي حزب سياسي أبدا على أغلبية في البرلمان وتتولى حكومات ائتلافية السلطة دائما. وانضم بعض الحاخامين الذين ينتمون لحزب شاس الديني المتشدد الشريك في الحكومة الائتلافية إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في التنديد بالعنف. وقالت ساريت رامون وهي علمانية تقيم في بيت شمس ان الوضع في البلدة "كارثي منذ سنوات". ويعيش في البلدة خليط من المهاجرين المتشددين دينيا واسرائيليين يعيشون حياة عصرية. وقالت "هذا الأمر لم يبدأ اليوم وانما أثار ضجة الآن فقط للأسف عندما تعرضت طفلة للأذى والبصق عليها." وأضافت "لكن عندما قلت انني تعرضت للبصق علي منذ نحو عام ونصف العام أبدى الناس دهشتهم .. وكان هذا كل ما حدث."