نظم المعهد العالي للإعلام والاتصال بالتعاون مع الملحقية الثقافية السعودية بالرباط ندوة عن "أنظمة التكوين في حقل الإعلام في كل من المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية"، مؤخراً بمدرج المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، بدأت بكلمة لعميد المعهد الأستاذ اسيعلي عرب ثمن فيها الخطوة، التي اعتبرها الأولى في طريق التعاون العربي بين أقسام وكليات الإعلام في المغرب والسعودية، مؤكداً تطلعه لبناء إستراتيجية إعلامية عربية تخدم البحث العلمي في حقل الإعلام.وافتتح رئيس قسم الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد بن علي بن محمد السويد اللقاء بمداخلة أبرز فيها دور المؤسسات الأكاديمية في تكوين الطلبة وتخريج أفواج مؤهلة ذات مستوى عالٍ، معتبرا أن تأهيل الرصيد البشري أحد أهم أسباب الرقي بمجال الإعلام. موضحا أن طرق ومناهج التدريس والتكوين لا تكاد تختلف بين غرب وشرق العالم العربي. وأكد السويد أن تجربته، اعتمدت منهجية تدريس تعتمد "مبدأ التشعيب التخصصي للطالب، وتوجيه الطلاب إلى الشق التقني والممارسة الميدانية مستفيدين من اعتماد قسم الإعلام بالجامعة على برنامج التدريب التعاوني الذي يمنح للطالب مدة أربعة أشهر للتدريب في إحدى المؤسسات الصحفية والتي تتولى تقييم أدائه المهني". من جانبه شدد استاذ الاتصال بجامعة الامام البروفيسور سفران المقاطي، على ضرورة امتلاك طلبة أقسام الإعلام لمهارات الكتابة والتحرير والتخاطب لأنها مهارات مشتركة بين الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، وهو ما تقوم به أقسام الإعلام بالمملكة العربية السعودية التي تتبنى نظاما تعليميا يسعى إلى غرس المهارات وتوفير الإمكانيات التي تساعد هؤلاء الطلبة على دخول المؤسسات الإعلامية. وتابع البروفيسور المقاطي أن "الاهتمام بتلك المهارات عام في كل المناهج، سواء من داخل المدرسة الانجلوسكسوني التي تستفيد منها أقسام الإعلام بالمملكة العربية السعودية، أو الفرونكفونية التي تعد مرجعا لمؤسسات الإعلام في المملكة المغربية. فهذه المهارات تمكن الطالب من الالتحاق ببساطة بأي مؤسسة إعلامية". في المقابل ذكر استاذ الاعلام بالمعهد العالي للاعلام والاتصال بالرباط الدكتور عبدالوهاب الرامي أن البعد الاستراتيجي للتكوين في ميدان الإعلام مرتبطاً بحركية المجتمع الراهنة والبحث العلمي، مشيرا إلى عملية التشارك والتبادل العلمي بين المعهد العالي للإعلام والاتصال وأقسام الإعلام بالجامعات السعودية كإجراء لخلق نموذج تعليمي فعال. واضاف الرامي أن اليونسكو قدمت منهجا للإعلام كخطة متكاملة للتدريس التي تمت محاولة تكييفها داخل المغرب وإيجاد ميكانيزمات لتطبيقها. إلا أنه سجل أن معاهد تكوين الصحفيين لم تستغل بالكامل هذا المنحى سواء على مستوى الخطط البحثية أو على مستوى مشاركة الطلاب في مجهود البحث العلمي، فمؤسسات التكوين ليست لديها برامج بحثية واضحة المعالم، كما أن الأساتذة أنفسهم لا يقومون بالبحث العلمي بشكل فعال.