تتناقص معطيات الكلام, وتتثاقل الأعين ببراءة طفولة مشوهة الوجه, فتخطف نظرة مفعمة بسؤال كبير أرسلتها هالة الجراح المحيطة بالطفلة التي رأيت, سؤالٌ أكبر مني ومنه ومنك ومن منظومة مجالس الأمن وقرارات الأممالمتحدة والاحتلال ومن والاه, وثورات الشعوب ومن قادها...... مفاده كلمتين هل سأموت؟ وإن عشت سيدي أيها المليء بالعواطف العابرة, والمشاعر الثائرة, تثور حين يقتل والدي, ويهدم بيتي, ويحاصر أهلي, وتقطع يدي الاثنتين,حين فتتت جسدي صواريخ إسرائيل التي أكره, وبعدها تنام, أجبني على سؤالي كيف سأعيش ؟, ملفوفا بأكثر من عشرة شظايا في الرأس وتحت الجلد وبين العظم؟ لم أتمالك نفسي وأنا أرى الطفلة سندس أشرف بدوان 10 أعوام في غرفة العناية المركزة بمستشفى الشفاء,مسجيه على سريرٍ بين الحياة والموت, وقد استقر في جسدها العديد من الشظايا، وكأنها عادت من زمن غابر غابت فيه مشاعر الإنسانية. صحيح أن سندس ليست وحيدة في غرفة العناية، فإلي جانبها كان يوسف الزعلان الذي استشهد والده وشقيقه الطفل رمضان بعد أن مزقت صواريخ إسرائيل براءتهم. كانت الحكاية على غفلة, على بعد ساعتين من منتصف ليلة الأحد الماضي عندما أغارت الطائرات الصهيونية على منزل مدني وسط حي يعتبر الأكثر كثافة سكانية في غزة " حي الزيتون". أنظر إلي عينيها فتخبرني عن الألم، تخبرني أن لا مكان للحياة هنا، فقد مات كل شيء، ضاعت لعبتي الصغيرة، ضاعت بسمتي البريئة وبقية مثقلةً بالآلام والأحزان. عذراً حبيبتي فلا أملك سوى لساني والقلم، لأخبر الأحرار عن مالك شعت وإسلام قريقع رمضان الزعلان وعنك ... عذراً حبيبتي فما عدنا نرى من الإنسانية إلا الخبر.... سندس بدوان.. عذراً والعذر أقبح من الذنب, ليتني رقعة شفاء, جرعة دواء, رياح أمل, ولكن ما أني أحببتك, أعلم أن آلافاً من القراء سيحبونك . أنتظر وإياكم ما سيخبرنا به الزمن, هل ستنجو سندس أم ستموت!؟ وكيف ستعيش؟ وماذا سيخبر التاريخ عنا يا ترى .