قبل أسبوعين من الانتخابات التي قد تأتي بأول رئيس أسود للولايات المتحدةالأمريكية تظهر حوادث قبيحة متفرقة رواسب عنصرية عميقة بين بعض قطاعات امريكا البيضاء . فقد عثر على مجسم من الورق المقوى ( الكرتون ) لباراك اوباما متدليا من سلك من النوع المستخدم في الصيد باحدى الجامعات وجرى تجسيد وجه مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة على قسائم طعام مزيفة ووضعت جثة دب أسود بجامعة أخرى وعلقت عليها ملصقات لأوباما . وعلى الرغم من أن الحوادث متفرقة ومعزولة فيما يبدو فإنها أثارت ذكريات عن الماضي العنصري العنيف في البلاد حيث لم ينته الفصل العنصري وجرائم القتل العنصرية الا خلال الأعوام الخمسين الأخيرة . ويخشى البعض من أن اوباما يمكن أن يكون هدفا للأشخاص الذين يرفضونه على أساس عنصري فحسب . وقال مارك بوتوك مدير " ساذرن بوفيرتي لو سنتر " الذي يراقب جماعات الكراهية " الكثير من البيض يشعرون أنهم يفقدون بلادهم امام أعينهم مباشرة ... ما نراه في اللحظة الراهنة هو بداية رد فعل عنيف حقيقي ." وأشار ديفيد اكسيلرود واضع الاستراتيجيات بحملة اوباما الى أن هذه الحوادث مخيبة للآمال لكنه قال إنها أقل مما تكهن به البعض . وأضاف اكسيلرود " اعترفنا دوما أن الجنس ليس شيئا تم محوه من حياتنا السياسية ... لكننا لم نشعر قط أنه سيكون حاجزا لا يمكن اجتيازه ولا أظن أنه سيصبح كذلك ." ووقعت أحدث واقعة يوم الاثنين الماضي حين تم العثور على جثة دب صغير في حرم جامعة وسترن كارولاينا بنورث كارولاينا . ووضعت لافتات لحملة اوباما حول رأس جثة الحيوان النافق . وقال مسئولون بالجامعة إن هذه كانت مزحة . وفي وقت سابق علق مجسم لأوباما من الورق المقوى باستخدام السلك الذي يستعمل في الصيد من شجرة في جامعة في اوريجون وعلق رجل من اوهايو صورة تحمل لافتة لأوباما من شجرة في فناء منزله . وصرح الرجل لوسائل الإعلام المحلية بأنه لا يريد أن يرى امريكيا من أصل افريقي يدير البلاد . وقال بوتوك إن الوقائع التي تظهر العنصرية لا يبدو أنها منظمة في إطار حملة من الترويع على أساس الجنس لكنها تصرفات أفراد غاضبين . وكثيرا ما تسمع أصواتهم من خلال البرامج التي تتلقى اتصالات هاتفية من الجمهور او عبر رسائل الى بريد القراء بالصحف . وأضاف أن الكثير من الأمريكيين " ينظرون الى صعود حقوق الأقليات مثل حقوق المثليين وحقوق المرأة على أنها تهديد للعالم الذي نشأوا فيه ونشأ فيه آباؤهم . إنهم يرون تغيرات ديموجرافية كبيرة ." وتابع قائلا " يرون أن الوظائف تختفي وتذهب الى دول أخرى والآن يرون امريكا من أصول افريقية يرجح بشدة أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة . بالنسبة لبعض هؤلاء الناس يرمز هذا الى نهاية العالم كما يعرفونه ." وقدر أن هناك ما يصل الى 800 جماعة معنية بالدفاع عن تفوق البيض او جماعة قومية في الولاياتالمتحدة بها 100 الف على الأقل يتمتعون بعضوية " أساسية " فيما هناك آخرون كثيرون على الأطراف . ومن بين هذه الجماعات رابطة الوطنيين الأمريكيين التي قامت الشهر الماضي بتوزيع معلومات بشأن لماذا سيدمر " حاكم أسود " البلاد . وكتب رونالد هول الاستاذ بجامعة ميشيجان ستيت في كتابه الجديد " العنصرية في القرن الحادي والعشرين " يقول إن العنصرية لا تزال واحدة من اكثر القضايا الاجتماعية الملحة في الولاياتالمتحدة غير أنها تأخذ الآن أشكالا اكثر خبثا من جرائم القتل العنصرية وعنف العصابات التي كانت تحدث قبل عقود في بعض أنحاء البلاد . وتنفي بعض الجماعات التي نسبت اليها تصرفات عنصرية هذا الاتهام . وفي كاليفورنيا قالت جماعة جمهورية إنه لم تكن لديها اي نية بتلميحات عنصرية حين أوردت الرسالة الإخبارية التي أصدرتها في اكتوبر تشرين الأول قسيمة طعام مزيفة تحمل صورة لرأس أوباما على جسد حمار يحيطه الدجاج المقلي والبطيخ وصور أخرى تستدعي الى الذهن أنماطا مهينة عن الامريكيين السود . وبعض التصرفات لم تستهدف إرث اوباما الأسود - فوالده كيني ووالدته بيضاء من كانساس - لكن استهدفت الفكرة الخاطئة بأنه مسلم . وظهرت لوحة إعلانية مهينة في وست بلينز ميزوري الشهر الماضي تجسد رسما كاريكاتيريا لأوباما وهو يرتدي عمامة . وقال ديفيد بوسيتيس كبير الباحثين في مركز جوينت سنتر فور بوليتيكال اند ايكونوميك ستاديز " هناك الكثير من الجمهوريين وأنصار مكين الذين يجدون من الصعوبة بمكان تصديق أن رجلا أسود اسمه الاوسط حسين سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة ." ويقول ديفيد وولف 52" عاما " وهو ناخب ابيض من بنسلفانيا يعتزم الإدلاء بصوته لأوباما إنه كثيرا ما يسمع تعليقات عنصرية وعبر عن اعتقاده بأن هذه المشاعر تضرب بعمق في أنحاء امريكا . وأضاف " من بين الأشياء التي قد تسرع من القضاء على العنصرية أن يكون هناك رئيس أسود يتمتع بالكاريزما والإلهام وينزع الى التغيير ."