صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" تتوقف عند الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي، والتي اتخذ خلالها قرارا بإلغاء الحظر المفروض على الطيران في الأجواء الليبية، اعتبارا من 31 أكتوبر الماضي ، لافتة إلى أن حظر الطيران الذي فُرض على ليبيا لم يشكل مانعا أمام تحليق طائرات الناتو في الأجواء الليبية. فقد نفذت طائرات الحلف ما يزيد على ستة وعشرين ألف مهمة قتالية خلال حملتها على ليبيا. وفيما يتعلق بمستقبل ليبيا، ترى الصحيفة أن هناك شكوكا كبيرة في أن تشكل نهاية الحملة الجوية بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار، وإرساء الديمقراطية الموعودة في ليبيا. فاذا ما كانت الأوضاع في ليبيا فعلا في طريقها إلى الاستقرار، فلماذا طلب قادة الثوار من حلف الناتو تمديد الحملة حتى نهاية العام الحالي؟ ولماذا أبقت قطر طائراتها المقاتلة في ليبيا؟ وقد برر رئيس الأركان القطري "حمد بن على العطية" وجود الطائرات القطرية في ليبيا بالقول إن ثمة حاجة لبقاء هذه الأسلحة لبعض الوقت. لكن الجديد يكمن في أن تواجد القوات الأجنبية الحالي لا ينضوي تحت لواء حلف الناتو، وإنما يجري إتخاذ الخطوات بالتوافق بين الجانبين الليبي والقطري. وفيما يتعلق بالتهديدات التي قد تتعرض لها ليبيا، تنقل الصحيفة عن مراقبين أن مشاعر الكراهية تجاه القذافي عندما كان على قيد الحياة، شكلت قاسما مشتركا ساعد في توحيد ما يزيد على عشرين فصيلا من فصائل الثوار للقتال تحت لواء المجلس الوطني الانتقالي. وبعد زوال نظام القذافي، سوف تظهر نزاعات حامية بين الثوار أنفسهم للفوز بالسلطة. وهذه الأمور سيكون من الصعب التوصل إلى إتفاق بشأنها سلميا. وبالإضافة إلى ذلك فإن المساعدة التي قدمها الغرب لليبيين، لن تشفع له أمام المتطرفين، الذين نشطوا على وقع الثورات العربية. وقد يجد هؤلاء في الساحة الليبية ميدانا مناسبا لتصفية حساباتهم القديمة مع الغرب. وفي سورية قبلت دمشق قبل أكثر من أسبوع بخطة اللجنة العربية دون شروط لوقف مظاهر العنف وإطلاق سراح المعتقلين واتاحة الفرصة لوسائل الاعلام، وقد شهدت سوريا على مدى أكثر من ثمانية شهور مزيدا من إراقة الدماء، جددت المعارضة السورية مطالبها بفرض حظر للطيران فوق سورية. فخلال الأيام الأخيرة الماضية قتل الكثيرون من المشاركين في الاحتجاجات في حمص وحماة وريف دمشق. لكن دمشق ما زالت مصرة على أن من تستهدفهم ليسوا من المشاركين في التظاهرات السلمية. ففي حوار صحفي أجراه مع مجلة "سانداي تلغراف" البريطانية، وصف الرئيس السوري بشار الأسد المواجهات الدائرة في سورية بأنها مواجهة بين الإسلاميين والقومية العلمانية. وأضاف أن سورية تتصدى للإخوان المسلمين منذ الخمسينيات، وما زالت المواجهة معهم مستمرة. لكن الرئيس السوري اعترف بارتكاب الأجهزة الأمنية الكثير من الأخطاء، في المراحل الأولى من الأحداث، لكنها تداركت هذه الأخطاء في الآونة الأخيرة، ولم تعد تستهدف سوى الإرهابيين.