تشير جل المعلومات المرصودة، والمعطيات الجارية، والتطورات الدراماتيكية اليومية، وقراءات إحداثيات، علم الإنذار المبكر، كعلم بحثي استقرائي تطبيقي، لجهة ما يجري على كل المسرح الليبي، المتفاقم لجهة التصعيد، وفي جل مفاصله وتفاصيله، أنّ المسألة والحالة الليبية، لن تكون مستقرة على المدى القريب المنظور، فكلّ الإحداثيات العسكرية، والسياسية، والاستخباراتية تقول: بأنّ خيار الحرب الأهلية الليبية، صار أكثر احتمالاً لجهة الحدوث، وان كان الاحتمال بشكل عام، ليس يقيناً هنا، فطالما أنّ العقيد الليبي القذّافي وأنصاره، يعملون جاهدين لتنظيم وإعداد، شبكات العمل السري المسلّح، لجهة الاستمرار في تصعيد المواجهات المسلّحة، ضد قوّات وحكومة، المجلس الانتقالي الليبي المؤقت، فانّ الحرب الليبية الأهلية، سوف تتصاعد شدّة وتائرها. بعبارة أكثر وضوحاً، نرصد تدحرجات، أفقية وعاموديه، لكرة الصراع الليبي – الليبي، نحو أتون ملفات الحرب الأهلية الداخلية، المصحوبة بتدخل بعض الأطراف العربية، والأطراف الإقليمية، والأطراف الدولية، وتصعيدات هذا الصراع الداخلي، سوف يقود ويتيح، إلى تعزيز نفوذ زعماء القبائل، والعشائر الليبية، لجهة السيطرة على مناطقهم القبلية، وهذا يقود بالضرورة، إلى تحويل هذه المناطق، إلى دول قبلية صغيرة متناحرة، تتحالف مع بعضها البعض، ضد بعضها الآخر، وهذا يعني ببساطة، أنّنا الآن في مواجهة خيار، انهيار وتفكك الدولة الليبية، لتوفر مكونات نجاح هذا الخيار – الكارثي، من توفر عامل الخلافات العدائية الداخلية، وتوفر عامل المؤامرة الخارجية الإقليمية والدولية، مع عدم وجود العامل الداخلي الليبي، القادر على فرض سيطرته، وهذا يقودنا بلا أدنى شك، إلى بيئة عرقنة، وصوملة، وبلقنة، ملفات الصراع الليبي – الليبي، بالمعنى الرأسي والعرضي، وعمليات التعبئة السلبية، الشاحنة لطرفي الصراع. ليبيا باعتقادي، وظني، وتقديري، لن تكون على مسار، بناء الدولة المدنية الحديثة الديمقراطية، لأنّه عامل إجماع الشعب الليبي غير متوفر، ولا عامل وحدة قيادة المعارضة الليبية متوفر أيضاً، وكذلك الحال بالنسبة لعدم توفر عامل، دعم الأطراف الإقليمية والدولية. وحتّى بالنسبة، لمسار بناء دولة شمولية - استبدادية ليبية، وأحسب أنّه لن يتحقق، لسبب بسيط، عدم توفر عامل، وجود طرف ليبي واحد، يتميز بالقوة والقدرة، على إخضاع الشعب الليبي، ويدعم ذلك عدم توافر، عامل دعم وإسناد الطرف الدولي والإقليمي. وصحيح أنّ الصراع الليبي، بدأ على المستوى الداخلي، ثم بدأت عمليات تدويل هذا الصراع لارتهان، الإرادات السياسية العربية في جلّها، وحلّها، وترحالها، للأطراف الدولية والإقليمية غير العربية، فصار الصراع الليبي، ذو سمة مزدوجة، من بيئة داخلية ليبية، وبيئة خارجية معقدة جداً، لدرجة يصعب معها أحيانا الفهم، لجهة تفكيك المركب فيها، وتركيب المفكك، فسيطرت قوّات المعارضة الليبية – الثورية، ليست كاملة على المسرح الليبي، رغم نجاحات هذه المعارضة، في الإمساك بالمناطق الساحلية، في حين على مستوى بيئة الصراع الخارجية، نجد أنّ المعارضة الليبية المسلّحة، وجدت الدعم والإسناد، وعبر العاصمة الأمريكية، واشنطون دي سي، وجميع دول الإتحاد الأوروبي، ومساندات مختلفة ودعم مجلس الأمن الدولي،، وحتّى الإتحاد الأفريقي، كمنظمة إقليمية هامة، عمل على ربط اعترافه العملي والصريح، بإنشاء حكومة ليبية، تحظى بمساندة ودعم، جل مكونات الشعب الليبي.