خرج الآلاف من أتباع رجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر إلى الشوارع امس السبت للاحتجاج على اتفاق يسمح للقوات الامريكية بالبقاء في العراق لمدة ثلاث سنوات أخرى . ولوح المتظاهرون بالاعلام العراقية وهتفوا قائلين " نعم نعم للعراق . . لا لا للاحتلال . " وقال أحمد المسعودي وهو نائب عن الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي لرويترز إنها مظاهرة سلمية تطالب بأن يرحل المحتل وبألا توقع الحكومة الاتفاق . وأحرق المتظاهرون العلم الامريكي لكن أجواء المظاهرة بدت سلمية بشكل عام . وقالت السلطات العراقية إن المظاهرة مصرح بها وأن اجراءات الامن عززت لحماية المتظاهرين الذين ساروا من معقل الصدر في حي مدينة الصدر في شرق بغداد إلى ميدان عام قريب عند جامعة بالعاصمة . وقال قاسم موسوي المتحدث باسم أمن بغداد في الحكومة العراقية إن المتظاهرين حصلوا على تصريح من رئيس الوزراء ووزير الداخلية بتنظيم مظاهرة سلمية . وأضاف أن من الديمقراطية أن يستطيع الناس التظاهر بحرية لكنه أعرب عن أمله في أن يتفهم المتظاهرون الاجراءات الامنية التي اتخذت لحمايتهم . وانتشر حرس أمن من الرجال والنساء لتفتيش الحقائب في الشوارع . ووصف أتباع الصدر المظاهرة بأنها مسيرة المليون شخص التي تمت الدعوة لخروجها في بادئ الامر في ابريل عندما كان الصدريون يحاربون القوات الامريكية في بغداد وجنوب العراق . لكن بدت أعداد المشاركين في المظاهرة أقل بكثير الان بعد انحسار القتال بين الجانبين . لكن استعراض القوة من جانب أتباع الصدر لا يزال يذكر الحكومة العراقية بالعداء الذي يكنه كثير من العراقيين للاتفاق مع الولاياتالمتحدة . وستحل الاتفاقية الثنائية محل قرار لمجلس الأمن الدولي صرح بالوجود الامريكي في العراق وستمنح الحكومة العراقية المنتخبة سلطة على وجود قوات الولاياتالمتحدة للمرة الأولى . ويجب أن يحصل الاتفاق على موافقة البرلمان العراقي ولا يزال دعمه غير مؤكد على الرغم من التنازلات المهمة التي قدمتها واشنطن للعراق على مدى شهور من المفاوضات . ولم يشرح المسؤولون الامريكيون الاتفاق بعد علنا لكن قادة عراقيين كشفوا عن محتواه . ويلزم الاتفاق الولاياتالمتحدة بإنهاء دوريات قواتها في شوارع العراق بحلول منتصف العام المقبل والانسحاب الكامل من العراق قبل نهاية عام 2011 ما لم يطلب منها العراق البقاء مما يمثل تراجعا عن إصرار الادارة الامريكية لفترة طويلة على رفض تحديد ميعاد نهائي لسحب قواتها من العراق . ويضع الاتفاق أيضا شروطا محددة تعطي العراق الحق في محاكمة أفراد في الجيش الامريكي أمام المحاكم العراقية عند اتهامهم بارتكاب جرائم خطيرة في غير أوقات عملهم . وفي واشنطن أطلع مسؤولون في إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش أعضاء في الكونجرس على الاتفاق أمس وسعوا للتأكيد لهم أنه يحمي القوات الامريكية . وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس للصحفيين " لا أعتقد أن هناك ما يبعث على القلق " مضيفا أن كبار القادة العسكريين الامريكيين سعداء بإجراءات الحماية التي يتضمنها الاتفاق . "