نبيل شعث، مفوض العلاقات الخارجية في حركة فتح، يتحدث عن أفق عملية السلام وعن ما آل إليه الموقف الفلسطيني بعد موافقة إسرائيل على بناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالشرقية فضلا عن رؤيته للمواقف الدولية خاصة مواقف دول مجلس الأمن 15 حيال طلب عضوية فلسطين في الأممالمتحدة. كيف تنظر اليوم منظمة التحرير الفلسطينية إلى عملية السلام والى مبادرة اللجنة الرباعية مع قرار إسرائيل ببناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالشرقية ؟ واضح أن بنيامين نتاياهو يريد مرة أخرى أن ينسف أي إمكانية في الدخول لعملية سلام. بنيامين نتاياهو يقول إنه مستعد لقبول قرار الرباعية، ويمنع قرار الرباعية كل الأعمال الاستفزازية مثل بناء المستوطنات.يلتزم قرار الرباعية بعملية السلام العربية وبخارطة الطريق و بقرارات الأممالمتحدة و ما تقوم به إسرائيل من عمليات استيطان هو مخالف لهذه القرارات. بنيامين نتاياهو يدمر عملية السلام ولا يترك مجالا للعودة إلى المفاوضات. اللجنة الرباعية لم تقيد إسرائيل بوقف الاستيطان و ربما لمسنا ذلك من الترحيب الإسرائيلي غير الرسمي بهذه المبادرة. هل تعتبرون اليوم أن هناك أفقا للتوصل إلى استئناف مفاوضات السلام في ظل المبادرة الرباعية ؟ لا يوجد أفق، لأن الرباعية تجنبت استخدام كل الكلمات التي يمكن أن تغضب بعض الأطراف. فهي مثلا لم تقل شيئا عن يهودية الدولة و لا عن ديموغرافية المستوطنات و لا عن احتياجات إسرائيل الدفاعية. تستند المبادرة الرباعية إلى خارطة الطريق والبند الأول فيها يشير إلى الوقف الكامل للاستيطان. في هذه الحال فإما أن تنفذ خارطة الطريق وإما كل ما ورد من بنود فيها لا معنى له. تلتزم خارطة الطريق باحترام كامل للاتفاقيات السابقة. لم يحترم بنيامين نتاياهو خارطة الطريق و لا قرارات مجلس الأمن و لا مبادرة السلام. لذلك كان من حقنا أن نذهب إلى الأممالمتحدة وأن نطالب بالعضوية الأممية لندافع عن حقنا. هل يمكن القول إن مبادرة اللجنة الرباعية فشلت بعد موافقة إسرائيل على بناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالشرقية؟ لقد أطلق عليها بنيامين نتاياهو رصاصة القتل والرحمة. قرار بناء مستوطنات جديدة، هي عملية مدبرة خصيصاً لقتل هذه المبادرة. متابعة مجريات طلب عضوية فلسطين في الأممالمتحدة، هل تستبشرون خيرا بتطور إيجابي لجهة إعطاء فلسطين العضوية أو فقط جهة دولة مراقبة ؟ نحن نسعى أولا إلى عضوية كاملة. كان الطلب وقطعت خطوات في هذا الشأن. قمنا بتقديم الطلب إلى الأمين العام للأمم المتحدة و وافق عليه و حوّله إلى رئيس مجلس الأمن، مندوب لبنان، الذي حوله إلى مجلس الأمن الذي أحاله إلى لجنة تدقيق العضوية ولم تبق الآن إلا خطوة واحدة وهي أن تعطي لجنة تدقيق العضوية تقريرها للمجلس ثم يقع التصويت عليه من قبل المجلس. هل تعتقدون أنه سيكون هناك النصاب الكامل للتصويت على طلب عضوية فلسطين في الأممالمتحدة رغم التحرك الأمريكي؟ تعترف تسع دول بدولة فلسطين اعترافاً كاملاً و لنا فيها سفارات ولم تبلغنا دولة واحدة من هذه الدول بأنها ستتراجع عن التصويت لفائدتنا لأنه ليس أخلاقيا أن تتراجع. وبالنسبة للفرنسيين والأوروبيين. كيف تنظرون إلى الموقف الفرنسي والأوروبي عامة ؟ هو موقف متأرجح وغير واضح ولكنه في العموم إيجابي. هناك اختلاف في الرأي بين الأوروبيين. فهناك من يقول نعم للدولة الفلسطينية وهناك من يقول لا و هناك من يقول " ضربة على الحافر وضربة على المسمار". لم تصل الدول الأوروبية بعد إلى قرار موحد يمكنها من التصويت إلى جانبنا على الأقل في الجمعية العامة إن لم نقل في مجلس الأمن. لكن وبعد لقاءات أبو مازن (محمود عباس) مع نيكولا ساركوزي ومع رؤساء أوروبيين في نيويورك، فبشكل عام الموقف الأوروبي إيجابي ولكنه يحتاج إلى توضيح وتوحيد.