يرى مايك رودين من "بي بي سي" أن نظريات المؤامرة تكاثرت بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة، كما أنها أخذت أشكالا ومنعطفات مختلفة خلال العقد الماضي.وبعد مرور عشر سنوات على الهجمات التي أدت إلى مقتل نحو 3 آلاف شخص، لا تزال نظريات المؤامرة تتطور بشكل تدريجي إذ تشكك في كل جانب من جوانب الرواية الرسمية رغم أن كل سنة تمر نحصل على المزيد من الشهود والأدلة لتعزيز التفسير الرسمي لما جرى.وقد نفذت مؤسسة Gfk NOP وهي مؤسسة مختصة في أبحاث السوق واتجاهات المستهلكين نيابة عن بي بي سي استطلاعا للرأي خلص إلى أن 14 في المئة في بريطانيا و15 في المئة في الولاياتالمتحدة من المستجوبين لا يؤمنون بالرواية الرسمية التي قالت إن تنظيم القاعدة هو الجهة المسؤولة عن الهجمات.وفي المقابل، يعتقد هؤلاء أن الإدارة الأمريكية كانت ضالعة على نطاق واسع في المؤامرة. وظهرت بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، تقارير رسمية مطولة ومضنية من قبيل تقرير لجنة 11/ 9 والتحقيقات التي أجراها الكونجرس والعديد من التحقيقات التي أجراها المعهد القومي للمعايير والتكنولوجيا. ولم يخلص أي من هذه التحقيقات إلى وجود مؤامرة على نطاق واسع. وتتسم نظريات المؤامرة على اختلافها بأنها نادرا ما تطرح بشكل مفصل كما أنها سرعان ما تفند ويكشف زيفها. وتتمثل بداية نظريات المؤامرة في صعوبة تصديق أن 19 شابا مسلحين بالسكاكين وأجهزة تقطيع تمكنوا من اجتياز إجراءات أمن المطار واختطاف أربع طائرات تجارية ثم في غضون 77 دقيقة نجحوا في تدمير ثلاثة من رموز القوة الأمريكية علما بأنها القوة العظمى عسكريا وتكنولوجيا.إنها فكرة تثير الصدمة. ومثلما هو الشأن بالنسبة إلى الكثير من نظريات المؤامرة، فإن الرواية الرسمية عادة ما تواجه بالشك وعدم التصديق إذ لا يعقل أن الحكومة والأجهزة الأمنية التابعة لها والتي ينظر إليها على أنها لا تقهر يمكن أن تضرب من قبل مجموعة صغيرة من الشباب قليلي التسليح.والحجة ذاتها تنطبق على مقتل الرئيس الأمريكي السابق، جون كنيدي إذ تتساءل نظرية المؤامرة كيف أن شخصا بمفرده استطاع قتل أقوى رئيس في العالم كان يتمتع بحماية منقطعة النظير.كما يتساءل أصحاب نظرية المؤامرة كيف أن شخصا متميزا مثل الأميرة ديانا قتلت في حادثة سيارة.يتساءل بعض أصحاب نظرية المؤامرة كيف أن هذين البرجين الشاهقين وهما معلمان معماريان بارزان في مانهاتن ولمدة طويلة، أمكن هدمهما في غضون ساعات جراء اشتعال النيران فيهما. كان أصحاب نظرية المؤامرة يشيرون إلى إمكانية التحكم في هدم البرجين.لكن الرواية الرسمية وضعت تفسيرا منطقيا لما حدث قائلة إن هدم بناية بشكل متحكم فيه يبدأ من الأسفل وليس من الأعلى كما حدث في حالة البرجين.وإذن أين تكمن جاذبية نظريات المؤامرة؟ ولماذا تستمر رغم كشف زيفها؟ يقدم أحد الكتاب الأمريكيين وهو فرانك سبوتنيز تفسيرا يقوم على أننا نعيش في عصر يتسم بالقلق ومن ثم لا نعرف من نثق به وما الذي نؤمن به.