قال مسؤولون إسرائيليون يوم الجمعة إن إسرائيل ستواصل حصار قطاع غزة في مواجهة تحد بحري تركي لم يسبق له مثيل وإنها مستعدة للتصعيد رغم أنها تسعى للتهدئة مع حليفتها السابقة.وتعميقا للازمة بشأن قتل اسرائيل العام الماضي تسعة مواطنين اتراك على متن سفينة مساعدة حاولت الوصول الى الجيب الفلسطيني تعهدت تركيا بتكليف سفن حربية بمرافقة مثل هذه القوافل في المستقبل.واثار احتمال حدوث مواجهة في البحر مع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة قلق الاسرائيليين الذين يهيمن عليهم التوتر بالفعل بسبب الاضطرابات السياسية في العالم العربي والبرنامج النووي الايراني. وبعد نحو 24 ساعة من الصمت بشأن الإعلان التركي قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن سياسة إسرائيل "كانت وستظل منع تدهور علاقاتنا مع تركيا وتخفيف التوتر بين البلدين".واضاف "ناقش رئيس الوزراء ومجلس الوزراء الاحتمالات النظرية مختلفة إذا حدث تصعيد. لكن لن يتخذ قرار بشأن ذلك إلا إذا كان ومتى كان لازما."ولم يبد ان هناك مواجهة وشيكة بعدما قالت منظمة آي.إتش.إتش - وهي منظمة خيرية إسلامية تركية كانت تملك السفينة مرمرة التي اقتحمتها قوات خاصة إسرائيلية في 31 مايو ايار 2010 - في اسطنبول إنها لا تخطط "في الوقت الحالي" لتوجيه مهمة اخرى إلى غزة. لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تعهد ايضا بتعزيز الدوريات البحرية قرب حقول الغاز في شرق البحر المتوسط التي تطورها إسرائيل في ضربة محتملة لمسعى حكومة نتنياهو لتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة. ودعت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى ضبط النفس .وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند للصحفيين في واشنطن "نحن قلقون جدا... نحن نحث الطرفين على الامتناع عن الكلام او الاجراءات التي يمكن ان تكون استفزازية والتي يمكن ان تضيف الى التوترات."وبشكل واضح نحن نريد ان نرى الجانبين هادئين وان يعودا الى موضع يمكن ان يكون لهما علاقة مثمرة." وكان البلدان حاولا حل خلافاتهما قبل صدور تقرير للأمم المتحدة الاسبوع الماضي اعتبر الحصار وسيلة قانونية لمنع تدفق الاسلحة إلى حركة حماس التي تدير قطاع غزة وغيرها من جماعات النشطاء الفلسطينيين. وكانت إسرائيل أعلنت الحصار رسميا خلال حرب مع حماس في 2008-2009 . وتقول تركيا إن الحصار يرقى إلى حد العقاب الجماعي غير القانوني لسكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة واشترطت رفع الحصار للمصالحة. وقال ايجال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية "ليست هناك اي نية لمراجعة الحصار ما دامت حماس تحشد الصواريخ. هذا اجراء يتماشى مع القانون الدولي." ووصف تقرير الأممالمتحدة استخدام القوات الخاصة الاسرائيلية للقوة في الاشتباكات على متن مافي مرمرة بأنه "مفرط وغير مبرر" ووصف سقوط قتلى بأنه "غير مقبول". واعربت اسرائيل عن اسفها لسقوط قتلى لكنها رفضت مطلب أنقرة بتقديم اعتذار رسمي ودفع تعويضات. وفي حين أن البحرية التركية تتفوق على نظيرتها الإسرائيلية إلا أن إسرائيل يمكنها استخدام قوتها الجوية المتطورة في أي مواجهة بحرية. غير أن المحللين يستبعدون تفجر قتال بينهما.وقال دان مريدور نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي لراديو الجيش الاسرائيلي "ما قاله رئيس الوزراء التركي اردوغان قاس وخطير لكنني لا اعتقد ان من الصواب الدخول معه في قعقعة سيوف كلامية."صمتنا هو ابلغ رد. آمل ان تمر هذه الظاهرة."واثارت تعليقات اردوغان القوية بشأن شرق البحر المتوسط تحذيرا من الاتحاد الأوروبي من عدم تهديد قبرص العضو بالاتحاد التي تسعى لمشروع مشترك للتنقيب عن الغاز قبالة الساحل مع اسرائيل.وتركيا البلد الوحيد الذي يعترف بدولة منفصلة للقبارصة الاتراك في شمال جزيرة قبرص والتي غزتها تركيا في 1974 ردا على انقلاب بدعم يوناني في قبرص. وقال اردوغان في تصريحات لقناة الجزيرة يوم الخميس ترجمت الى العربية "تعرفون ان اسرائيل بدأت تعلن انها صاحبة حق التصرف في المناطق الاقتصادية الحصرية في البحر المتوسط."واضاف "سترون انها لن تكون ابدا صاحبة لهذا الحق لأن تركيا قامت بخطوات في المنطقة بصفتها طرف ضامن لجمهورية شمال قبرص التركية.. اتخذت خطوات في المنطقة وستكون حازمة ومتمسكة بأحقية مراقبة المياه الدولية في شرق المتوسط."وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي مايا كوسيانسيتش "يحث الاتحاد الاوروبي تركيا على الامتناع عن أي نوع من التهديدات ومصادر التوتر التي يمكن أن تؤثر سلبيا على علاقات الجوار الطيبة وعلى التسوية السلمية للنزاعات الحدودية."وقال مسؤول في حلف شمال الاطلسي في بروكسل إن من المستبعد ان يتدخل الحلف في أي نزاع بين تركيا وإسرائيل لأنه يعمل بموجب قرارات جماعية.واضاف "من المستحيل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى أن يقوم حلف الأطلسي بأي تحرك لا يتفق عليه جميع الحلفاء الثمانية والعشرين."