لم تفلح الدعوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية لنشر تقرير للأمم المتحدة يتضمن تفاصيل عن انتهاكات ايران المزعومة للعقوبات المفروضة عليها في تغيير موقف روسيا والصين اللتين شددتا على الحاجة إلى "معلومات موثوق بها." ويقول دبلوماسيون غربيون إن موسكو تمنع بدعم من بكين نشر تقرير قدم إلى لجنة العقوبات المفروضة على إيران بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأعد التقرير لجنة خبراء مستقلة وجاء فيه ان طهران انتهكت حظرا على الأسلحة تفرضه الأممالمتحدة بإرسالها أسلحة إلى سوريا. ويقول مبعوثون إن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا تضغط على اللجنة التي تتخذ قراراتها بتوافق الآراء لنشر التقرير ولكن روسيا لا تسمح بذلك. وأصبح الخلاف علنيا أمس الخميس أثناء اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن نظام عقوبات الأممالمتحدة المفروضة على إيران. وقالت سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة أمام مجلس الأمن الذي يضم 15 دولة "يجب نشر التقرير النهائي للجنة بسرعة على بقية الدول الأعضاء في الأممالمتحدة وهو إجراء متبع بالنسبة للجان الخبراء بالأممالمتحدة." ومضت تقول "هذا التقرير الذي لم ينشره المجلس بعد على الملأ يسلط الضوء على معلومات وعلى أفضل الممارسات التي يمكن أن تساعد الدول على الوفاء بالتزاماتها" فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على إيران. وأضافت "هناك حاجة لتداول" التقرير. وقال التقرير السري الذي حصلت رويترز على نسخة منه إن معظم انتهاكات إيران لحظر السلاح الذي تفرضه الأممالمتحدة كان في صورة شحنات أسلحة لسوريا ويقول دبلوماسيون غربيون إنها ترسل بعد ذلك إلى مقاتلين لبنانيين وفلسطينيين. وأعدت التقرير لجنة خبراء في مجلس الأمن وهي مجموعة تعد تقارير عن امتثال إيران لأربع مجموعات من العقوبات فرضتها الأممالمتحدة على طهران بسبب رفضها وقف برنامج للتخصيب النووي. ويضيف التقرير أن طهران تستخف كذلك بالعقوبات باستمرارها في تطوير برنامجها الذري. كذلك حث السفير البريطاني مارك ليال جرانت على نشر التقرير. وقال "بعض الأعضاء في هذا المجلس برفضهم نشر هذا التقرير إنما يحرمون العضوية الأوسع بالأممالمتحدة من الإطلاع على هذا التقييم القيم الذي من شأنه أن يساعد على التطبيق الكامل للعقوبات." ومضى يقول "يجب على اللجنة أن توافق على نشر التقرير كمسألة ملحة." كذلك طالب مارتان بريان نائب السفير الفرنسي في الأممالمتحدة بنشر التقرير بسرعة قائلا "الشفافية مهمة هنا." ولكن روسيا لم تعط أي مؤشر على أنها ستسمح بنشر الوثيقة. وقال ألكسندر بانكين نائب السفير الروسي "المعلومات التي لم يتم التحقق من صحتها أو يجري تسييسها لا تساعد على تشجيع أي مبادرات في مجلس الأمن أو اللجنة." وعبرت الصين التي منعت نشر تقارير مماثلة بشأن انتهاكات العقوبات المفروضة على السودان أو كوريا الشمالية عن موقف مماثل لموقف بانكين. وقال يانغ تاو المندوب الصيني إن الصين تريد من اللجنة أن "تعمل استنادا إلى مبادئ الحياد والموضوعية والاستقلال وعلى أساس المعلومات الموثوق بها." ولكنه أضاف أن بكين "تأمل أن تتخذ إيران خطوات إيجابية لتحسين ثقة المجتمع الدولي في الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني." وترفض إيران اتهامات القوى الغربية وحلفائهم بأنها تباشر برنامجا لإنتاج أسلحة نووية ولكنها ترفض وقف برنامج لتخصيب اليورانيوم. ويشكو مفتشو الأممالمتحدة في فيينا من أن طهران لا تتعاون بشكل كامل مع تحقيق يجرونه في الأنشطة النووية الإيرانية. وقال المندوب الصيني إنه يأمل أن يتمكن الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن وألمانيا من إحياء المفاوضات مع إيران لإنهاء الجمود بشأن برنامجها النووي. لكن ليال جرانت لم يكن متفائلا بشأن فرص المفاوضات الجديدة مع إيران. وقال "إيران مستمرة في برنامجها لانتشار الأسلحة النووية والسعي إليها... لم تقدم إيران لنا سببا جيدا يدعونا إلى الاعتقاد بأنها مستعدة للتواصل من خلال مفاوضات ذات معنى بشأن برنامجها النووي."