خيمت أجواء الصيف مبكرا على محافظة النماص لتعطي مؤشراً سياحيا قويا لهذا العام ، وانخفضت درجات الحرارة ، لتهب نسمات الهواء الباردة وتهطل الأمطار من حين لأخر لتكتسي الأرض ثوباً أخضراً ملفوفاً بطوق من الضباب الأبيض لتكون مصدر جذب سياحي للزوار من داخل وخارج المملكة. وقد أكملت المحافظة استعداداتها لمهرجان وفعاليات صيف النماص الذي سيقام هذا العام تحت شعار " للنماص طابع خاص " . وعلمت وكالة الأنباء السعودية أن البرنامج يشتمل على مهرجان الزواج الجماعي والملتقيات الصيفية ومهرجان الطفل وبرنامج القرى التراثية وفعاليات منتدى النماص وملتقى شباب النماص وفعاليات قصر التراث ومهرجان التسوق وعروض شعبية . وسارعت بلدية النماص بتهيئة المتنزهات والأسواق الشعبية والمحلات التجارية والشوارع العامة والحزام السياحي الذي يربط عددا من المتنزهات غرب المحافظة وأرصفة عدد من الشوارع والمتنزهات وتوفير المظلات وملاهي الأطفال وتهيئة الحدائق العامة استعداداً لصيف هذا العام. وتقع المحافظة في الجنوب الغربي من المملكة ضمن منطقة عسير الإدارية في موقع يتوسط جبال السروات وتبعد مسافة 140 كيلاً عن مدينة أبها شمالاً و 420كيلاً جنوبالطائف ويحدها من الجهة الشمالية محافظة بلقرن ومن الجهة الجنوبية مركز تنومة ومن الشرق تحدها محافظة بيشة ومن الجهة الغربية السفوح المطلة على تهامة والتي تنحدر بشدة تجاه الغرب حيث محافظة المجاردة . وتتناثر المنتزهات في المحافظة بعد أن تم توفير المياه لها وتزويدها بالكهرباء وصيانة ملاعب الأطفال وتهيئة الجلسات العائلية ذات الطبيعة الخلابة بالإضافة إلى العديد من الخدمات التي تدخل المتعة لكل زائر. ومن أبرزها منتزهات آل وليد وجبل ناصر و شحر وسنان لما تتمتع به من غطاء نباتي واسع وغابات طبيعة كما في منتزهات الغمس وجبل العرفج وشعف وادي زيد وشعف وادي آل زيدان ووادي ترج ووادي بدوة ووادي مدار وغيرها من المنتزهات والأودية التي تتمتع بها المحافظة. وتشتهر المحافظة بتنوع المتاحف التراثية التي تسهم في الجذب السياحي والاقتصادي لتعطي السياح من مختلف مناطق المملكة وخارجها فرصة التعرف على تراث المحافظة والعادات والتقاليد .وتصافح القرية الأندلسية بقامتها المهيبة عيون الزوار أينما اتجهوا في النماص ويتربع متحف " بن سلام الأثري " على قمة جبل يطل على مدينة تنومة في قرية الميفاء التاريخية والأثرية ويتكون من منزل قديم مبني من الحجارة والطين يعود عمره الزمني إلى أكثر من 700عام ويضم داخله أكثر من 2000 قطعة أثرية قديمة عبارة عن أواني منزلية وأدوات زراعية وحلي وملابس للنساء و العملات المعدنية والورقية وصور فوتوغرافية وبعض الأدوات التي تستخدم في الحفلات الشعبية ومنها البندقية العربية والسيوف والخناجر وغيرها كما يظم المتحف عدد ا من الصخور المعدنية والمجسمات . ويطل متحف أخر " فرعة النماص " ويحتوي على أكثر من 700 قطعة أثرية تتكون من عملات قديمة وآواني منزلية وحلي وأدوات زراعية وأسلحة متنوعة وغير ذلك من الحجارة المنقوشة والأزياء التقليدية. ولا زالت الاسواق الشعبية تعد رافدا مهما في العملية السياحية والاقتصادية في النماص ولا زالت تحافظ على طابعها التقليدي المميز ومن ذلك سوق " الرس " في مدينة الجهوة الأثرية وسوق " بني هلال " و" الثلاثاء " و" الخميس " و" الأحد " يقع بقرية الغرة وسوق " الاثنين " يقع بقرية آل جميل وسوق " الجمعة " يقع على الشارع العام بمركز السرح وسوق " الأربعاء " يقع بقرية السر. ويحرص المصطافون والزوار عند وجودهم في المحافظة تذوق اكلاتها الشعبية المشهورة مثل ة " المشغوثة" وتتكون من الذرة والبر والسمن والعسل حيث توضع في إناء كبير يسمى الصحفة مصنوعة من شجر الغرب ويشارك في تناولها 15 شخصاً في آن واحد . أما " المعصوبة " فهي من الأكلات المشهورة أيضاً وتصنع من طحين البر فقط ويوضع عليها السمن في موقع خاص وبجانبها العسل والمرق في آن واحد . في حين أن أكلة " العصيدة " تعد من الأكلات الرائجة وتصنع من طحين الذرة والبر فقط وتوجد بعض الأكلات الشعبية في المحافظة ومنها " خبز الملة " و" الفطير " و " العريكة " و" القرص " .ومن أهم الألوان الشعبية التي تشتهر بها محافظة النماص ( المدقال والعرضة واللعب والربخة والخطوة والمسيرة ).