يستطيع مستخدم عادي للإنترنت جميع الكثير من التفاصيل عن أي شخص يريد، عبر البحث عنه على الشبكة، فإذا أردت أن تعرف الكثير عن زيد أو عَمر، فما عليك سوى الذهاب إلى "غوغل،" أو غيره من محركات البحث. وقد تتفاجأ بالمعلومات التي ستحصل عليها دون مساعدة من محقق خاص أو جواسيس أو قراصنة، وهو أمر يقلق الخبراء الاجتماعيين الذين يقولون إنه بوجود الإنترنت فإن "على الخصوصية السلام." فمع انتشار المدونات والمواقع الاجتماعية التي يكتب فيها الناس عن مشاعرهم وتفضيلاتهم، وحياتهم الشخصية، فإن الخاص اختلط بالعام وأصبح مكشوفا، ويمكن استخدامه ضد صاحبه عندما يحين الوقت لذلك.ويقول بعض المدافعين عن الخصوصية إن مشاركة تقاسم المعلومات قد تعرض الشخص للخطر، ففي وقت سابق من هذا العام، دعت مواقع إى مراقبة البيانات التي يكتبها الناس على المواقع الاجتماعية عن حالتهم الشخصية. وقال إن تحديثات حالة الشخص على موقع "تويتر،" مثلا أو فيسبوك، والتي تدل على أن الشخص كان بعيدا عن المنزل، تعمل بمثابة معلومات، يمكن أن تساعد اللصوص على معرفة أفضل وقت لاقتحام منزل الشخص أو شقته. ويمكن استخدام المعلومات الأساسية على الشبكات الاجتماعية على الإنترنت لتنفيذ ما تصفه حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية بال"هجمات الهندسة الاجتماعية." ويقول فريق طوارئ الكمبيوتر الأمريكي على موقعه على الانترنت إن "استخدام المعلومات التي تقدمها عن نفسك، والهوايات، والاهتمامات، والأصدقاء، قد تمكن أحدا ما من انتحال صفة صديق تثق به لإقناع الآخرين بأنه مخول للوصول إلى بياناتك الشخصية أو المالية." وإلى جانب المخاطر الأمنية، فإن هناك خطر من نوع آخر، وهو انتشار الشائعات والفضائح على الشبكة، والتي يمكن أن تطير من جهاز إلى آخر ومن مستخدم إلى آخر مثل النار في الهشيم. فإنشاء صفحات الويب والفيديو على الانترنت الآن أسهل من أي وقت مضى، مع وجود عدد متزايد من الهواتف المحمولة المزودة بكاميرات، ما يعني أن طريق الفضائح بكل أنواعها أصبحت ميسرة جدا. ويقول فريدريك لين مؤلف كتاب "الخصوصية الأمريكية، القضية الحقيقية هي أن هذه المعلومات الآن جزء من مكتبة عالمية هي الإنترنت." أما ريبيكا جيسكه المتحدثة باسم مؤسسة الحدود الإلكترونية، فتقول إن "الشائعات يمكن أن تكون قوية حقا، سواء كانت مكتوبة على جدار الحمام أو يتم الحديث عنها في المدرسة.. لكن الفرق هو أنه على الإنترنت الشائعات تصل إلى الجميع، بكل التفاصيل الفضائحية." "فيسبوك" يعزز الحماية وعلى ضوء الانتقادات والمخاوف المتزايدة أعلن موقع "فيسبوك" الاجتماعي خطة جديدة لتعزيز حماية الخصوصية لمستخدميه الذين يبلغ عددهم أكثر من 400 مليون، وسط تزايد الجدل حول مدى جدية الموقع في حماية البيانات الشخصية. وقال مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي للموقع إن شركته ستمكن المستخدمين من تغيير أوضاع الخصوصية بصورة أكثر سهولة لتمنحهم المزيد من الأدوات لمنع اطلاع الآخرين على بياناتهم الشخصية. وأضاف زوكربيرغ "المستخدمون يستعملون الخدمة لأنهم يستمتعون بتبادل المعلومات.. البعض قد يعتقد بأننا لا نهتم بمسألة الخصوصية، لكن هذا الأمر ليس صحيحا نهائيا.. هناك توازن." وفي رسالة وجهها إلى مدونة تكنولوجية، كتب زوكربيرغ يقول "أعرف أننا ارتكبنا مجموعة من الأخطاء، ولكن آمل في نهاية الأمر أن نقدم خدمة أفضل.. وأن يفهم الناس أن لدينا نوايا حسنة، وأننا نستجيب لردود فعل الناس واقتراحاتهم."وقال حول مسألة البيانات الخصوصية، "هناك حاجة لأن يكون هناك طريقة أسهل للسيطرة على المعلومات الخاصة.. وفي الأسابيع المقبلة، سوف نقوم بإضافة ضوابط الخصوصية التي هي أبسط بكثير للاستخدام.. وسنقدم أيضا وسيلة سهلة لإيقاف كافة الخدمات من طرف ثالث." والأسبوع الماضي، كشف تقرير جديد، أن مواقع إنترنت شهيرة مثل "فيسبوك،" و"ماي سبيس،" و"ديغ،" وغيرها من مواقع الشبكات الاجتماعية، تسرب بيانات شخصية إلى المعلنين دون معرفة المستخدمين أو موافقتهم. وقال تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" إن البيانات المسربة تتضمن أسماء وهويات المستخدمين، وغيرها من المعلومات لتمكين الشركات الإعلانية مثل "دبل كليك،" التابعة لغوغل، من تحديد السمات المميزة للمستخدم.ويبدو أن "فيسبوك،" ذهب أبعد من غيره من المواقع، بشأن تبادل البيانات، فعندما ينقر مستخدم على الإعلانات التي تظهر على صفحة ملف التعريف، فإن الموقع في بعض الأحيان يوفر بيانات اسم المستخدم الذي نقر على الإعلان، واسم المستخدم صاحب ملف التعريف.