صدرت المجموعة القصصية الأولى (رقصة الحب) للكاتب والقاص السوداني مدى الفاتح عن مؤسسة سندباد للنشر بالقاهرة 2011، وتضم بين دفتيها ثلاث عشرة قصة قصيرة، وهم: رقصة الحب، بين حلقتين، موت الوردة، حالة فساد، بنت الشرق، آه ونص، سنتر الخرطوم، لحظات السقوط، لأجل عيون مروة، لا يستحق، نور، جرة الفخار، الرجل القصيدة. وتقع في 154 صفحة من القطع المتوسط، فيما جاءت لوحة الغلاف للتشكيلية السعودية: عواطف المالكي.وقدَّم النَّاشر المجموعة بكلمة على غلاف المجموعة الأخير جاء فيها: (هذه المجموعة القصصية تهتم بالغوص في أعماق الشخصية؛ لتكشف بواطنها المأزومة، المتمردة والكسيرة، نتيجة الشرخ الكبير الذي أصاب الحياة من حولنا في بناء قصصي محكم، وبلغة مكثفة عميقة، أجاد القاص تصوير عدة لقطات إنسانية، ووفق في اختيارها بعناية شديدة، وبعين فنان يمتلك أدواته الفنية المختلفة. ونجح في رسم صورة الشخصية القصصية ذات الأبعاد المختلفة. هذه اللقطات جسدت نماذج حية للإنسان البسيط المهمش الكادح الذي يواجه صور الكذب والنفاق، وشخصية الشيخ المُتصابي الذي يجسد الاستغلال في قصة رقصة الحب التي حملت اسم المجموعة خير مثال على ذلك. وهكذا نجد هذا العالم القصصي الغنى ببراءته وإنسانيته وسعيه الدءوب في الاحتفاظ بنقائه وعفويته، يرسم صور مشاهده القصصية بلغة مكثفة تغلب عليها روح السخرية والتحدي في مواجهة هذا الواقع المرير ضد القهر الإنساني بصوره المتعددة؛ لأن انتصار الكاتب للمهمشين والبسطاء هو انتصار للإنسانية والفن الجميل). جديرٌ بالذكر بأنّ القاص مدى الفاتح كاتب وناقد ومترجم، عمل أستاذاً للغة الفرنسية في جامعة كردفان السودانية والمركز الثقافي الفرنسي بالخرطوم، ويعمل حالياً دبلوماسياً بسفارة السودان في بروكسل- بلجيكا، وحصل في العام 2002م على جائزة الفرانكفونية للأدب المكتوب بالفرنسية.