احتفت جدة بتأهيل 223 سيدة في مهارات التربية الناجحة وذلك خلال أمسية أقيمت ضمن سلسلة إحياء مكارم أخلاق الأسرة نظمها مركز المودة الاجتماعي للإصلاح والتوجيه الأسري بالتعاون مع إدارة المسؤولية الاجتماعية بمجموعة دله البركة.واستعرضت الأمسية التي قدمتها الأستاذة سوزان مروان عبدالقادر العديد من المحاور بدأت باستعراض مفهوم التربية وهي عملية تكيف الفرد وبيئته للمحافظة على بقائه وهى الوسيلة التي يلجا إليها في تحقيق ذلك لتعديل سلوكه وتنمية قدراته وتكوين عاداته وهي عملية نمو الفرد نمواً تدريجياً في جسمه وعقله وأخلاقه ومهارات تفيده في حياته. وأشارت عبدالقادر إلى أن الهدف من التربية هو تحقيق النمو والتكامل والازدهار في شخصية الإنسان، موضحةً بأن التربية الناجحة هي إعداد شخصية الأبناء من كافة الجوانب الإيمانية والنفسية والعقلية حتى يستطيعوا النجاح في حياتهم.ونبهت عبدالقادر إلى أن الأسرة هي مهد الطفولة المبكرة فعلى الرغم من كثرة الوسائط التعليمية وتنوعها فإنه يبقى للأسرة دورها الأساس في تربية أطفالها و تعليمهم فهي البيئة الأولى التي تحتضن الطفل، وتقوم على رعايته وتؤثر في توجيهه، فضلاً عن أنها هي المسئولة عن بناء النسيج لشخصية أطفالها خلال سنوات طفولتهم المبكرة. وكشفت بأن الدراسات أشارت إلى أهمية السنوات الأولى من عمر ومما لاشك فيه أن الطفل يتشكل وجدانياً وعقلياً وجسدياً في إطار الأسرة بالدرجة الأولى،، فهي التي ترسم ملامح شخصيته المستقبلية. وأكدت في المحاضرة إلى أهمية المشاركة التكاملية بين الأسرة والمدرسة حيث أن تعد الأسرة شقيقة المدرسة، فهي تشكل معها شراكة تكامليّة إذا قامت على الوجه الأكمل أنتجت تربية وعليماً أكثر فاعلية، وأضافت بأن مشاركة الأسرة للمدرسة تعتبر أمرً لازماً لتدعيم وظيفتها ويحقق أهدافها وينبغي أن تقوم العلاقة بين الأسرة والمدرسة على أساس من التفاهم والتعاون بهدف الارتقاء بمستوى الأبناء التعليمي والتربوي ولا يتم هذا إلا بوعي الأسرة بمسؤولياتها تجاه العملية التعليمية التربوية. واستعرضت محور أسباب اختلاف الأبوين في تربية الأبناء حيث نبهت إلى أن من أخطر أسباب اختلاف الأبوين في تربية الأولاد عدم وضوح المنهج التربوي لدى أحدهما، فيختلف توجيهه عن الآخر، أو لا يكترث بتوجيه الآخر ولا يكون له عوناً في تربيته وتقويمه. مشيرةً إلى أهمية وضوح الآداب والعادات التي ينبغي على الوالدين غرسها في نفس الناشئ لتكون محل اتفاق بينهما، ولا يكون عليها أي اختلاف أو نزاع. وقدمت عبدالقادر العديد من النصائح من أبرزها أن الطريق الصحيح ليكوّن المربي خبرته ومهاراته التربوية وهو إن يعيد فهم ذاته جيدا قبل أن يفكر بالآخرين، إلى جانب أهمية التعرف على مجالات التأثير التي من شأن المربي العمل من خلالها، وأهمية فهم العلاقة بين النمو الجسمي والنضج السلوكي والدور المناط بالمربي أثناء هذه المرحلة من التطور، فضلاً عن ضرورة التعرف على طبيعة الانفعالات المصاحبة للتغيرات النفسية عند الشباب وكيفية تهذيبها. جدير بالذكر أن مركز المودة الاجتماعي للإصلاح والتوجيه الأسري فرع للجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج بمحافظة جدة يسعى للمحافظة على كيان الأسرة والتقليل من نسب الطلاق بالتعاون مع المحاكم الشرعية والدوائر الأمنية من خلال التوجيه والتوعية في أمور الأسرة وبناء علاقاتها من خلال أنشطة وأقسام متعددة تقدم العديد من الدورات والمحاضرات والاستشارات الأسرية (6716655)، واضعاً نصب عينيه رسالة سامية وهي "تحقيق سعادة الأسرة واستقرارها بالتوعية والإصلاح"، ولمزيد من المعلومات زيارة موقع المركز "بوابة المودة": (www.almawaddah.net).