يُعَرِف الأوربيون العاصمة التشيكية " براغ " بأنها متحف أوروبا وخازنة تراثها القديم الذي يحتضن هذه الأيام الفعاليات التراثية والثقافية السعودية عبر جناح المملكة المشارك في معرض التشيك الدولي للكتاب 2011م كضيف شرف . وأطلق الأوربيون هذا الإسم على العاصمة براغ لكثرة متاحفها وآثارها من مباني قديمة وقصور وقلاع مازالت قائمة منذ مئات السنين، إلى جانب إزدهار الآداب ,والفنون المسرحية, والتعبيرية والسينمائية ,والموسيقية ،ويؤمها آلاف المثقفين والأدباء والسواح كل عام من كل أنحاء العالم. وتأتي مشاركة المملكة في معرض براغ الدولي للكتاب بعد تلقي وزارة التعليم العالي الدعوة من جمهورية التشيك للمشاركة ، والإعلان عن اختيار المملكة ضيف شرف للمعرض في دروته السابعة عشر . في هذا الصدد يقول سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية التشيك عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ في تصريح لوكالة الأنباء السعودية "إن المعرض يعد فرصة مواتية لكشف جانب أكبر من الثقافة والتراث السعودي حيث أن جناح المملكة يعد الأكبر ضمن أكثر من خمسة وأربعين دولة مشاركة". وأفاد بأن هناك ما يقارب ست وعشرين كتاباً مترجماً إلى اللغة التشيكية خصيصاً لهذا المعرض ، وشملت عدة مناحٍ أدبية وثقافية واجتماعية، وكذلك كتب باللغة الانجليزية والألمانية، إلى جانب قسم للأطفال وقسم للوحات الفنية والفنون التشكيلية ، وما يتخلل المعرض من فعاليات ثقافية تشتمل على العديد من الندوات والمحاضرات المشتركة بين أساتذة جامعات ومسئولين ومثقفين من المملكة وجمهورية التشيك. وأبان أن المعرض في دوراته السابقة يحضى بزيارة العديد من الأدباء والفنانين ، منهم الكثير ممن أشتهر عالميا، وترجم العديد من أعمال الأدباء والشعراء التشيك إلى لغات عالمية مختلفة ، منوها أن التشيك بلد ثقافي عريق وقد اختيرت عاصمتها براغ عاصمة للثقافة الأوروبية لعام 2000م. ولفت إلى أن معرض براغ الدولي للكتاب يعد من أهم الفعاليات الثقافية في التشيك باعتباره معرضاً لأعمال ومنشورات دور النشر المحلية والأجنبية وتقام على هامشه عدة فعاليات ثقافية وإجتماعية ، وتقوم بزيارته فئات إجتماعية وثقافية مختلفة ,حيث يوحدهم الإهتمام بالآداب والكتب. وأشار آل الشيخ إلى أن المعرض أصبح فعالية مشهورة لدى التشيكيين ويفتخر معرض الكتب الدولي في براغ بأنه تم إدراجه إلى مشروع القراءة الدولي (Read International Project) الذي أعده الإتحاد الأوروبي. وأبان أن جناح المملكة في المعرض للسنتين الماضيتين(2009 و2010) لاقى إقبالاً كبيرا من الزوار ، اللذين توافدوا عليه للإطلاع على معروضات الجناح السعودي، وقد زار جناح المملكة خلال مشاركتها السابقة عدداً من الشخصيات التشيكية الهامة. وزاد بالقول : على سبيل المثال زار الجناح السعودي عام 2009م فخامة رئيس الجمهورية التشيكي السيد فاتسلاف كلاوس ، كما زار جناح المملكة عام 2010م وزير الخارجية التشيكية رئيس حزب "توب 09" السيد "كارل شفارتسنبرغ". وبحسب سفير المملكة لدى جمهورية التشيك فقد نال معرض المملكة المشارك في الأعوام السابقة تغطيات إعلامية من وسائل الإعلام المحلية على اختلافها ، وذلك إبتداء من "صحيفة بقة المعرض" ، التي تتابع يوميات المعرض وباللغتين التشيكية والإنكليزية مرورا بالصحف اليومية وإنتهاء بمحطات التلفزيون والإذاعة, وأتت جميع وسائل الإعلام على ذكر اسم المملكة ، باعتبارها واحد من البلدان ذات "الطراز المميز" (Exotic) من المشاركين بهذه الفعالية العالمية . وتوقع آل الشيخ أن تكون لمشاركة المملكة كضيف شرف في معرض براغ الدولي للكتاب هذا العام 2011م بالغ الأثر لدى الجانب التشيكي كونها الدولة العربية الأولى التي تكون ضيف شرف، مشيرا أن المشاركة فرصة حقيقية للتعريف بما تعيشه من تطور وازدهار في كافة المجلات، تحت قيادتها الرشيدة. وفي جانب آخر وتحديدا حول العلاقات الثنائية التي تجميع المملكة العربية السعودية بالجمهورية التشيكية قال السفير عبد الله ال الشيخ : تتميز العلاقات التي تجمع المملكة بالتشيك بأنها علاقات متميزة وفعّالة حيث وقعت المملكة إتفاقية عامة مع الجمهورية بغية تطوير العلاقات في مجالات عدة، وأصبحت نافذة المفعول اعتباراً من 20 /1 /2003م. وتتضمن أحدى فقرات هذه الإتفاقية إنشاء لجنة حكومية مشتركة سعودية تشيكية على مستوى نواب الوزراء. وعلى الصعيد الإقتصادي أوضح السفير السعودي في التشيك أنه بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة وجمهورية التشيك خلال عام 2008 إلى ما قيمته 246,1 مليون دولار مقارنة ب 157,1 مليون دولار تقريباً عما كان عليه في العام 2007م. وتابع : وارتفع حجم الواردات التشيكية قليلا من المملكة في العام 2008م إلى ما قيمته 14,8 مليون دولار تقريبا مقارنة ب 14,5 مليون دولار في عام 2007م في حين ارتفعت، بشكل ملحوظ صادرات الجمهورية التشيكية إلى المملكة الى 231,4 مليون دولار لصالح الجمهورية التشيكية. وعن حجم التبادل التجاري بين المملكة والتشيك قال السفير آل الشيخ أنه في عام 2008م تضاعف ثلاث مرات تقريبا بالمقارنة بما كان عليه قبل خمسة اعوام، أي في عام 2004م، حيث بلغ آنذاك 82,450 مليون دولار. واستدرك القول أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بقي دون التطلعات، في الوقت الذي يشهد فيه الطرفين امكانيات متقدمة حيث أن الجمهورية التشيكية دولة متقدمة صناعياً يمكنها دخول السعودية بمنتجاتها ذات النوعية الجيدة والتنافس للحصول على موقع أفضل ، كما أن لدى المملكة صناعات متطورة ومتميزة ومعروفة بجودتها العالية التي أتاحت لها اختراق العديد من الأسواق العالمية الهامة، أهمها الصناعات البتروكيميائية، وصناعات الألمنيوم والبلاستيك وغيرها من المنتجات القادرة على المنافسة في السوق التشيكية. وفي إطار تعزيز العلاقات الثنائية وآفاق التعاون في الجوانب السياسية والإقتصادية والثقافية بين البلدين وشرح وجهة نظر المملكة ومواقفها وسياستها تجاه القضايا المختلفة الإقليمية ,والدولية ,أشار السفير السعودي لدى التشيك الترحيب من حكومة التشيك والاستعداد للتعاون وتعزيز العلاقات على كافة الأصعدة. وتطرق السفير إلى الدعم الذي تقدمه المملكة على الصعيد الاسلامي والثقافي والجهود المبذولة من خلال الدعم المعنوي للمسلمين وزيارة المراكز الاسلامية وتقديم ما تحتاجه المراكز من مصاحف ومستلزمات عينية، مضيفا بأنه على الصعيد ثقافي فإن التركيز ينصب حاليا من خلال تواجد المملكة في معرض براغ الدولي للكتاب. وختم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية التشيك تصريحه بالقول بأن معرض براغ الدولي للكتاب، لن يكون المرحلة الأخيرة لنشاط المملكة والسفارة الثقافي في جمهورية التشيك بل هو البداية في تنفيذ العديد من المناسبات الوطنية التي في طليعتها الاحتفالات باليوم الوطني السعودي في التشيك وما يصاحبه من نشاطات ثقافية مختلفة.