الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود إن للخط العربي قيماً تستدعي التوقف والتأمل ، أهمها وأجلها تشرّفه بحمل آيات الذكر الحكيم التي تُتلى آناء الليل وأطراف النهار وتسكن إليها النفوس وتطمئن بها القلوب ، ثمّ قيمته التاريخية وأصالة نشأته . فقد ذكر المؤرخون أنّ إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام هو أول من كتب بالعربية ووضعها ، كذلك قيمته الجمالية التي أبرزها الخطاطون رسماً وتكويناً ، وقد شجع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على تحسين الخط ، فجاء في الأثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله: (عليكم بحسن الخط فإنه من مفاتيح الرزق ) . كل ذلك ( وغيره الكثير ) مما رفع منزلة الخطاطين المهرة لاسيما الذين يقضون أوقاتاً طويلة في نسخ المصاحف فجعلهم رواد الفن الإسلامي ومعلمي الأجيال لمهاراته وفنونه . إن وزارة التربية والتعليم لم تغفل قيم الخط العربي الكبيرة ودوره المشهود في تربية الذوق السليم وتنمية الإحساس بالجمال ، لذا جعلته جزءاً أساسياً من مناهجها الدراسية ، وقدمت للطلاب والطالبات الخبرات المناسبة التي تعينهم على تحسين خطوطهم وصقل مواهبهم ، كما رعت معارض الخطوط ومهرجاناته التي تقيمها المدارس في مختلف مناطق المملكة بين الحين والآخر . إنني إذ أشيد بدور مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي أدرك أهمية المحافظة على فن الخط العربي ، بالإضافة إلى فن الزخرفة والرسم العثماني لأبارك له تبنّي هذا الملتقى الذي يجمع أشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم تحت مظلة واحدة . إننا جميعاً سنظل نذكر بالخير هذا المجمّع كصرح رائد عُني بكتاب الله خطاً وتدقيقاً وإخراجاً وطباعةً وتوزيعاً ، في ظل قيادة حكيمة بذلت الغالي والنفيس لتحظى بشرف خدمة كتاب الله العظيم . وزير التربية والتعليم