صدر للشاعرة والإعلامية سعدية مفرح ديوانها الجديد بعنوان " ليل مشغول بالفتنة " . وتضمن قصيدة طويلة جاءت بسياق السيرة وحملت مضامين تبدو للقراءة الأولى أنها ذات بعد ذاتي ، لكن ما يلبث المتلقي أن يكتشف في القراءة المتعمقة أن القصيدة تكسو الذهن برؤية مغاير إذ يتبدى الطرح عن عمومية المقصد ، وبأن السيرة الشخصية هي نفسها سير مئات النساء اللواتي لهن خصوصية العمق الشعري والوعي المكنون في النفس الصامتة . الديوان الجديد وهو السادس بين الدواوين التي أصدرتها منذ أوائل التسعينات، وصدر عن دار مسعى في الكويت بالاشتراك مع الدار العربية للعلوم " ناشرون " في لبنان . ترتكز القصيدة التي تضمنها الديوان على وحدة عضوية ينسجها خيط متصل من الأحداث تكاد تقترب من الحدث السردي لولا أن يعاود الشعر ليمارس سطوته بقوة على الشكل الفني ، ليظهر المعنى بتسلسل منطقي منذ لحظة الولادة الأولى مروراً بولادة الذات المبدعة ومعاناتها الاجتماعية مع المحيط . وبين كل الزخم الشعري الموشى بوشاح شعري شفيف، يبرز البوح الخاص عن حالة خاصة غافية بين السطور لعاطفة كامنة بتوهج خفي . تجيئين مثل بلورةٍ اصطفاها النورُ في منبعه الأول لتكونَ سرّه وكينونته مثل حصاةٍ معتمةٍ أهْملتْ في طريق الرمل وهو ينبثق من تَعَب الجبال . الهرمة مثل خيمةٍ في أقصى حدود . الريح تغنّي من أجل أن يعودَ الغائبون في غياهب الأسئلة . السافرة . مثل غيمةٍ مثقلةٍ بدموعٍ لا تسقط إلا في حضن جبلٍ شاهقٍ يتدثّر بصُفرة أعشاب أواخرَ آذار أو لعلها مبتدأ الريح ومنتهاه في رحلته المثخنة بجراحات النسيان الدامية . ويبدو واضحا تأثير المكان في مسار القصيدة التي جاءت بانسيابية رائقة ما إن تمسك العين أطرافها حتى تسترسل في الانتقال إلى الأسطر التالية في رحلة استكشاف ذهنية عالية الإتقان . وعلى الرغم من الملاذ الرمزي الذي تحاوله الشاعرة سعدية مفرح في ديوانها الجديد، إلا أن ثمة واقعية صريحة تعلن عن نفسها بما يشبه التحدي . وتعلين باسمه الخفي غناء بمرآة روحه تعرفين روحك في ويشفّوتنداحين فيض عرفانه فتشفين وأنت تطلين أظافرك بالأبيض اللامع وتقرئين جريدتك المفضلة وتحتسين قهوتك فنجانا بعد فنجان قبل ان تزرعي ارض البشر بحبات البن المحمصة وتطلي السماء المنسية بلون أظافرك الجديد . يذكر أن الشاعرة سعدية مفرح سبق وأصدرت خمسة دواوين شعرية هي " آخر الحالمين كان " 1990 و " تغيب فأسرج خيل ظنوني " 1994 و " كتاب الآثام " 1997 و " مجرد مرآة مستلقية " 1999 و " تواضعت أحلامي كثيرا " . 2006 بالإضافة لكتابها " حداة الغيم والوحشة " " شعريات كويتية " ، الجزائر . 2007 عنوان الديوان " ليل مشغول بالفتنة " عمن دار مسعى الكويت بالاشتراكمع الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت . تاريخ الاصدار2008م .