كتب بخيت طالع الزهراني وشاكر عبدالعزيز : أكد وكيل وزارة السياحة المصري الاستاذ سامي محمود على أن السياحة في جمهورية مصر العربية، قد بدأت الانتعاش التدريجي بعد أحداث ثورة 25 يناير، وقال رداً على سؤال ل(البلاد) في اللقاء الصحفي مع مندوبي بعض الصحف السعودية الذين التقوه في مدينة شرم الشيخ: إن نسبة الاشغال السياحي قد هبطت بعد أحداث مصر إلى أدنى درجاتها (4%) بعد أن كانت في حدود (75 80%)، لكنها الآن بدأت تتصاعد في مؤشر تدريجي ملموس بعد هدوء الأوضاع في مصر، واستقرار الشارع، مؤكداً في ذات الوقت على حقيقة أنه خلال أحداث ثورة 25 يناير لم يصب سائح واحد بأي ضرر، ولم يلحق أي من سياح مصر أي أضرار على الاطلاق. صعود السياحة وأضاف المسؤول السياحي المصري قائلاً: إننا نتوقع أن تصعد مؤشرات السياحة في مصر خلال اكتوبر القادم إلى معدلاتها السابقة (80%)، وبيَّن أن أسباب هذا التفاؤل تعود إلى أنه خلال الأسبوع الأخير من الثورة خرج من مصر (170) ألف سائح بصورة منظمة، ولا يوجد سائح واحد تعرض للأذى، وقد وصلتنا خطابات شكر من عدد من السفارات (الروسية والإنجليزية وغيرهما) يثنون على آليات خروج مواطنيهم السياح من مصر بسلام، وتلك نقطة مضيئة للشعب المصري بعد أحداث 25 يناير، لأن ما حدث في مصر لم يكن موجهاً للسائحين بقدر ما كان رغبة شعبية في التغيير والتحول الديمقراطي. السائح السعودي * وحول شكاوى بعض السائحين وخصوصاً السعوديين من المغالاة في الأسعار لدى زياراتهم السياحية إلى مصر، قال وكيل وزارة السياحة: ** نحن لا نوافق على أي تمييز بين سائح وسائح، بل إننا نتطلع إلى زيادة أفواج السياح من المملكة العربية السعودية ، وتعليماتنا أن نقدم لهم أقصى التسهيلات والضيافة والتقدير، ولا شك أن الجميع يعلم مدى العلاقات الثنائية الأخوية العميقة والمتجذرة بين الشعبين السعودي والمصري. وقال: أود أن أشير إلى نقطة مهمة لها علاقة بهذا الموضوع، وهي دعوتنا إلى سياحة منظمة تكون على هيئة رحلات سياحية جماعية، تنظمها مكاتب مرّخصة معروفة، فهذا أفضل للسائح في كل الأحوال، لأنني كمسؤول في وزارة السياحة أستطيع أن أعاقب الشركة السياحية إذا ثبت خطؤها على السائح، بينما قد يكون من الصعب علينا ملاحقة فرد في عرض الشارع عليه ملاحظة ضد سائح جاء في رحلة منفرداً بدون أن يكون ضمن مجموعة تتبع مكتباً سياحياً معروفاً. ولذلك فإنه كما قلت يمكن التحكم في الخدمات السياحية والسيطرة على القضايا وحل الاشكاليات بسهولة وبشكل مباشر، كلما كانت الرحلة منضوية تحت رحلة جماعية، بعكس السياحة الفردية التي لا تتعامل مع شركات سياحية، وفي الجملة فنحن نسعى بكل طاقتنا إلى توفير كل الراحة للسائح، وحل قضاياه أولاً بأول، لكي نمكنه في نهاية المطاف من الاستمتاع بجولة سياحية ممتازة في ربوع مصر، إلى أي مكان منها يختاره بمفرده أو مع أسرته. أهم الوجهات وأكد الأستاذ سامي محمود أن مدينة شرم الشيخ واحدة من أهم الوجهات السياحية في مصر، وأن السياحة فيها متعة أخرى، حيث تبرز سياحة الغوص في هذه المدينة البحرية، التي تحظى بشواطئ جميلة للغاية، وبالأمن والأمان والإمكانات والبنية التحتية، والفنادق والأسواق والمقاهي، وبها مطار دولي ومحال تجارية كبرى وصغيرة، وفروع للبنوك ومطاعم وملاعب للأطفال، وقد أعطتها الحكومة المصرية أهمية كبرى، حتى صارت أهم منتجع سياحي في مصر، ولها شهرتها العالمية، وكانت كما هو معروف ملتقى مؤتمرات ولقاءات للعديد من زعماء العالم، حيث زارها 80% من رؤساء الدول. مشتى ومصيف وقال: إن من مزايا شرم الشيخ أنها مشتى ومصيف في ذات الوقت، ففي الشتاء لا يكون انخفاض الحرارة بها كبير وفي الصيف ليس فيها مناخ حار جداً، بل إنه من أفضل المناخات التي تناسب العديد من السياح. وفي الشرم حالياً (49) ألف غرفة ونتوقع في نهاية هذا العام مع انتهاء بعض المشروعات السياحية فيها أن يرتفع عدد الغرف السياحية السكنية إلى (55) ألف غرفة. وأضاف إن في شرم الشيخ مشاريع استثمارية سهلت الدولة الحصول عليها لعدد من رجال الأعمال من عدة دول من السعودية والإمارات والكويت والبحرين وغيرها.. وبالنسبة لجنسيات السياح فيها ففي الشتاء يكثر الروس والايطاليون تحديداً، وهي مدينة سياحية على مدار العام كما قلت آنفاً. مكتب جنوبسيناء وتحدث معي الأستاذ سالم صالح مدير مكتب هيئة تنشيط السياحة في جنوبسيناء فقال: إن مساحة سيناء هي (61) ألف كم مربع، وتنقسم إلى شمال سيناء وهي زراعية تقدم محصول الخوخ والزيتون وأرضها قابلة للزراعة، وجنوبسيناء وهو اقليم سياحي وتعد السياحة هي الصناعة الأولى فيه، وأول شيء محرك للتنمية في ربوعه. وعن تاريخ شرم الشيخ أخبرني الأستاذ سالم قائلاً: إنه كان مرفأ صغيراً وتاريخه متوسط القدم، وكان استراحة للصيادين قديماً، وعرف منذ حوالى 80 عاماً، وقد استعادت مصر شرم الشيخ منذ عام 1982م، وكان حينها بلدة صغيرة ليس فيها سوى فندق واحد، ومنذ عودة السيادة المصرية على شرم الشيخ بدأت الحكومة المصرية تولي المكان اهتماماً كبيراً، لكي يتحول إلى منتجع سياحي كبير. وبدأت الدولة تشجع القطاع الخاص للاستثمار في شرم الشيخ، من خلال الأراضي بأسعار مناسبة، والاعفاءات الضريبية التي تصل إلى عشر سنوات، وبناء البنية التحتية لمدينة واعدة، وتم توسيع وتحديث مطار شرم الشيخ من مطار صغير محدود إلى مطار دولي يستقبل أكبر الطائرات من كل دول العالم، وتحولت شرم الشيخ ولمرات عديدة إلى مكان شهد مؤتمرات دولية، ومن بينها مؤتمر دول عدم الانحياز عام 2009م، والذي حضره ممثلو (118) دولة، ممثلين بزعامات مهمة وحضور كبير لشخصيات دولية.وقال: صار السياح يتدفقون على شرم الشيخ من كثير من دول العالم بعد أن وجدوا بغيتهم في شواطئ جميلة نظيفة، ورياضات بحرية ممتعة، وحالة جيدة من الأمن والراحة والعناية، وفنادق قادرة على الاستجابة لمتطلبات السائح، وأسواق ومحلات تجارية توفر ما يحتاجه الزائر والسائح، وتم تخطيط المدينة بشكل عصري حديث، وتواصلت المشاريع السياحية الفخمة والحديثة، وبدأ المستثمر المحلي والأجنبي يجد تسهيلات من الدولة مكنته من إقامة مشروعات ناجحة. تفاصيل جولتنا السياحية وخلال جولة بعض الصحفيين والكُتَّاب السعوديين على شرم الشيخ والتي بدأت منذ 12 15 ابريل 2011م، بدأنا جولتنا من فندق جولي فيل الرابض على خليج نعمة بحجراته الفارهة ومطاعمه الجميلة التي تقدم كل المأكولات الشرقية والغربية، وعلى الشاطئ بدأت أمامنا رياضة السباحة والغوص وركوب المراكب البحرية، وكان لنا جولة في ثاني أيام زيارتنا على الشعب المرجانية في خليج نعمة، أحد أهم خلجان شرم الشيخ، حيث المياه النقية والشواطئ النظيفة التي رأينا سياحاً من كل العالم يمارسون المشي بدون أحذية على الشواطئ منذ الصباح الباكر، وقد تراصت أمامهم مطاعم كانت منشورة على الشاطئ تحت أسقف من القش وفي ديكورات جميلة. أسواق ومقاهٍ وبجانبها أسواق تضم محلات تجارية تعرض كل السلع التي يحتاجها السائح بدءاً بالتحف، إلى المواد التموينية إلى ملابس البحر، إلى فروع البنوك والمقاهي التي تعمل ليلاً ونهاراً، إلى المولات وأولئك الباعة الذين يقدمون للسائح صحف ومجلات العالم منذ الصباح الباكر، إلى ذلك الهدوء الجميل المغلف بحالة ظاهرة من الأمن تجتاح المكان وسط سياح يحرثون الأماكن جيئة وذهاباً. وخلال وصولنا ومغادرتنا لفت انتباهنا التصميم الهندسي الفني الذي كان عليه مطار شرم الشيخ الدولي، والذي أقيم على هيئة خيمة ضخمة جداً، مكيف الهواء، ومزود بكل الإمكانات، وقادر على إدارة الملاحة الجوية بكل اتقان وكفاءة، وبما فيه من المحلات التجارية ومنها مكان هو السوق الحرة، وآخر للعطورات والهدايا وبقية الملاحق المهمة التي يحتاجها أي مسافر وسائح. نهار حافل وخلال النهار يبدأ السائح نهاره مبكراً بالذهاب إلى البحر القريب من المنتجعات والفنادق بعد أن يكون قد تناول افطاره، حيث توفر المطاعم خدمة الافطار منذ 6:30 10:30 صباحاً.. ويظل السياح يتنقلون وسط خيارات كثيرة بين المسابح التي توفرت في الفنادق، وبين السباحة في المياه الضحلة بجانب الشاطئ، أو الغوص في أماكن عميقة، والاستمتاع برحلات بحرية ينظمها مختصون في مراكب مسقوفة ومفتوحة من الداخل ليرى السائح منها مياه البحر وهو جالس على مقعده. ويقوم مختصون بشرح أجزاء ومراحل الرحلة عن تاريخ الشعب المرجانية وأنواعها وما يعيش في بيئتها من أسماك متنوعة وذات أسماء كثيرة متعددة، وثمة أسرة على شاطئ البحر متاحة لاستراحة السياح بعد خروجهم من البحر مباشرة وحمامات مزودة بمياه للاستحمام، ومحال تجارية بحرية لبيع ملابس البحر. منتجعات حديثة وفي الليلة الأخيرة لزيارتنا قمنا بجولة مسائية إلى منتجع سوهو وإلى سافوي حيث أقيم واحد من أحدث المنتجعات ذات الصفة المتكاملة من حيث الفندق الفخم، والمطاعم والأسواق ومسرح مفتوح للعوائل تقدم فيه البرامج المفتوحة التي تبهر الكبار والصغار، ورافقنا خلالها وكيل وزارة السياحة المصري الأستاذ سامي محمود، والأستاذ محمد ثروت والأستاذ سالم صالح مدير مكتب هيئة تنشيط السياحة في جنوبسيناء، واستقبلنا الأستاذ عماد عزيز رجل الأعمال المعروف الذي شرح لنا أهمية وأثر المشروعات السياحية الجيدة على تقدم وازدهار السياحة في شرم الشيخ خصوصاً ومصر عموماً. المكاتب السياحية وقال الأستاذ محمد ثروت إن من المهم بالنسبة للسائح أن يعمد إلى الانتظام في رحلة سياحية عبر المكاتب السياحية المعروفة، ليكون قادراً على الافادة من رحلته السياحية بشكل جيد، وبالتالي الابتعاد عن كل الاشكاليات التي قد تحدث للسياحة المفردة. وفي صباح يوم الجمعة (يوم مغادرتنا لمدينة شرم الشيخ) كان المكان الذي أقمنا فيه وهو خليج نعمة كغيره من أرجاء شرم الشيخ يواصل استقبال ووداع أعداد لا بأس بها من السياح العرب والأجانب وسط أجواء حميمية من الإنسان المصري الذي عرف عنه الطيبة والضيافة وحسن العشرة كفطرة متجذرة فيه، بساطة ظاهرة واحترافية واضحة في أداء عمله بكل اقتدار.