تابع مئات الفلسطينيين في رام الله الشاعر الفلسطيني محمود درويش وهو يلقي قصيدته «جندي يحلم بالزنابق البيضاء» وقصيدة للكاتب النروجي هنريك ابسن في فيلم اكد مخرجه انه يروي «الالفة والتسامح». وعرض فيلم «هوية الروح» للمخرج النروجي توماس هوك بمناسبة مرور اربعين يوما على وفاة الشاعر الفلسطيني في ملعب لكرة القدم وسط رام الله (الضفة الغربية) نصبت فيه خمس شاشات عملاقة واضيئت الشموع على جنبات الطريق المؤدي اليه. وقال هوك ان الفيلم انجز قبل وفاة الشاعر الفلسطيني بفترة صغيرة وكان يفترض ان يحضر درويش عرضه الاول في هذا المكان. لذلك افتتح عريف الحفل العرض بالقول ان «عرض الفيلم وفي هذا المكان ليس رثاء او تأبينا لدرويش بل لان هذا المكان كان مقررا ان يتم عرض الفيلم فيه وكان مقررا ان يحضره درويش بنفسه». ويبدأ الفيلم بصور جميلة منفصلة يتم عرضها على الشاشات الخمس وصور قارب يقترب من بيت صغير على الشاطىء. ويبدأ الشاعر الفلسطيني بالصوت والصورة بسرد قصة «تيري فيغن» المواطن النروجي الذي تحمل قصيدة ابسن اسمه والذي ذهب الى بقاع الارض عندما حاصرت بريطانيا شواطىء النروج في 1809، سعيا للقمة العيش لزوجته وابنته بعد ان باع كا ما لديه من الشعير. وعندما عاد فيغن الى النروج لاحقه الجيش البريطاني عند سواحل بلده واعتقله ضابط في القوات البريطانية ووجد ان ابنته وزوجته قد قتلتا في الحرب. وعلى مدى اربعين دقيقة، يروي درويش شعرا قصة فيغن الذي اطلق سراحه بعد خمس سنوات من السجون البريطانية بعد ان توقفت الحرب وعاد للعمل مرشدا على السواحل النروجية ليسهم في انقاذ الضابط البريطاني نفسه واسرته ومسامحته بدلا من قتله. اما «جندي يحلم بالزنابق البيضاء» فتتحدث عن جندي ذاهب الى ساحة الحرب ويحلم بان يعيش حياة سلمية. وتتحول الزنابق البيضاء التي حلم بها الى زنابق حمراء بفعل الدم الغزير الذي يسيل في المعارك. وقال مخرج الفيلم توماس هوك وفقا لفرانس برس ان هذا الفيلم «ثمرة تعاون وترابط حميم بين البشر ويهدف الى حثهم على التفكير»، مؤكدا انه عمل «سينمائي يروي الالفة والتسامح». واوضح هوك انه بحث لسنوات عن قصيدة مشابهة لقصيدة ابسن الى ان طرحت عليه زوجته عنوان قصيدة محمود درويش «جندي يحلم بالزنابق البيضاء». وقال «عملت لسنوات طويلة على قصيدة ابسن التي تحدثت عن ذلك الرجل الذي كافح طويلا من اجل قضية واحدة هي ابنته وزوجته ووجدت قصيدة درويش عن ذلك الجندي الذي يحلم بالزنابق البيضاء لتفتح القصيدتان مجموعة من الفلسفيات الاوسع». واضاف ان الفيلم سيتم عرضه «خلال الايام والاسابيع والاشهر القادمة امام العديد من الجماهير العربية». وكان درويش توفي في التاسع من اغسطس في احد مستشفيات هيوستن في الولاياتالمتحدة عن 67 عاماً اثر اصابته بمضاعفات اعقبت عملية جراحية دقيقة في القلب. اما ابسن «ابو المسرح الحديث» فقد ولد في 1828 وتوفي في 1906. وتبنت شركة ارت الاينس البريطانية المتخصصة في الانتاج السينمائي والفني انتاج هذا المشروع الثقافي السينمائي. وكان الفيلم عرض في 2006 بصوت الشاعر الياباني ماساتو ابيو لكنه تناول قصيدة ابسن ومقاطع من قصائد للشاعر الياباني عن الحروب التي خاضتها اليابان. وفي اواخر 2006 رغب القائمون على الفيلم في توسيعه ليشمل قصيدة محمود درويش الذي رحب بالفكرة، واصبح فيلم «هوية الروح» يتناول قصيدتي درويش وابسن.