قال أكبر مسؤول عسكري أمريكي إن الولاياتالمتحدة بحاجة لبذل جهود ضخمة وبعيدة المدى مع عناصر مدنية وعسكرية لمساعدة باكستان على محاربة المتشددين الذين يمثلون أكبر مشكلة للامن القومي الامريكي . وصرح الاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية لرويترز بأن الولاياتالمتحدة تريد مساعدة باكستان على محاربة حركات التشدد في المناطق القبلية بدلا من أن تشن عملياتها الخاصة لكنها ستعمل على حماية الامريكيين . وعلى الرغم من عدم الاعتراف بذلك رسميا زادت الولاياتالمتحدة من العمليات التي تشنها في هذه المناطق القبلية في الاسابيع الاخيرة باستخدام طائرات بدون طيار كما شنت عملية واحدة على الاقل شاركت فيها قوات كوماندوس على الارض نقلت جوا . وجعل مولين الذي تولى أرفع منصب في الجيش الامريكي في أكتوبر من باكستان محط تركيزه وزارها خمس مرات منذ توليه المنصب . وقال مولين من على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الامريكية مساء أمس الاول عائدا إلى واشنطن من كاليفورنيا " أعتقد أن هذه هي أكثر المشاكل التي تواجهنا صعوبة ." ويقول مسؤولون أمريكيون إن المناطق القبلية الباكستانية توفر ملاذا آمنا لمقاتلي حركة طالبان لشن هجمات عبر الحدود ضد القوات الامريكية في أفغانستان كما توفر ملاذا لمقاتلي القاعدة للتخطيط لهجمات ضد الولاياتالمتحدة . وذكر مولين أنه يجب على الولاياتالمتحدة تعزيز المساعدة المدنية والعسكرية التي تقدمها لباكستان والتنسيق بين هذه العناصر عن كثب كما سبق أن فعلت في العراق . وأضاف " في حالات كثيرة للغاية ركزنا على باكستان على أنها مجرد دولة أخرى . إنها ليست مجرد دولة أخرى بل دولة تتنامى فيها أعمال التمرد ولها حدود توفر ملاذا آمنا ." وأمر مولين بمراجعة الاستراتيجية العسكرية الامريكية في أفغانستانوباكستان . وتجري إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش أيضا مراجعة أوسع نطاقا للحرب في أفغانستان . وقال " نحن بحاجة إلى برنامج دعم يستمر خمس أو ست أو سبع سنوات ويمكن للشعب والحكومة والجيش في باكستان الاعتماد عليه ." ويقول مسؤولون أمريكيون إن الطريقة الامثل لمحاربة أعمال التمرد في المناطق القبلية هي خطة باكستانية شاملة لتحسين الامن والتنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي بمساعدة دولية . وأضاف مولين أنه يعمل على تأمين المزيد من المساعدات للجيش الباكستاني بما في ذلك صفقات صيانة بعيدة المدى لطائرات الهليكوبتر وأنظمة رؤية ليلية للطائرات ومعدات جديدة لقوة الحدود الباكستانية الامنية التي تجند أفرادا من المناطق القبلية . وقال " نحرز تقدما في هذه المجالات رغم صعوبتها ." واعترف مولين بأن العمليات الامريكية في باكستان لا تحظى بشعبية هناك وقال إنه لا يريد الاضرار بالجهود التي يبذلها القادة الباكستانيون لحشد الدعم الشعبي للعمل ضد المتشددين . وقال " من الواضح أن الامريكيين لا يحظون بشعبية كبيرة في باكستان . ويرى كثير من الباكستانيين أن هذه الحرب هي حرب أمريكا وليست حربهم . أتفهم هذا كله ولا أحاول تأجيج هذه النيران ." وتتمنى واشنطن أن تتنامى بين الباكستانيين القناعة بأن حركات التشدد تشكل تهديدا على بلدهم لان المتشددين يشنون هجمات عديدة على أهداف باكستانية وكان آخرها تفجير فندق ماريوت في العاصمة إسلام آباد مطلع الاسبوع . وأشار مولين إلى أنه تشجع بعد العمليات التي شنتها القوات الباكستانية في الاونة الاخيرة في معاقل المتشددين . لكنه قال إن الولاياتالمتحدة عليها التزام بالعمل في بعض الحالات . وأضاف " يتعلق الامر بهذا الخطر الذي يواجه أمريكا من القاعدة والحاجة للذهاب إلى هناك والتعامل معه وبمسؤوليتنا في حماية رجالنا ونسائنا الذين يحاربون في أفغانستان . " سنظل نفعل ذلك ."