ماج بالحضور الكاتب الإسلامي والأديب المعروف عبد الله بن فرّاج الشريف في محاضرة بأدبي جدة التي عنونها بالآتي ( الفتوى وسلطة الواقع )ابتدرها بقوله الفتوى هي شاغله الدنيا والناس في مجتمعنا حتى كاد الفرد أن يبحث عن من يفتيه عن حكم دخول الهواء إلى رئتيه ثم خروجه منهما ويلتفت الشريف جانباً من ورقته بقوله حتى إن من جالس فقيهاً أياماً قليلة وسمعه يدرس أو يلقي موعظة أصبح مفتياً! ويقرر أن الفتوى اجتهاد هو في حقيقته استفراغ للجهد في استنباط الحكم من دليلة الشرعي كتاباً كان أو سنة أو أخذ بإجماع إن وجد او استعمال للقياس فيما لا نص فيه ولا إجماع ثم يعرج إلى موضع آخر حيث يقول من شروط الاجتهاد أن يلم المجتهد بلسان العرب وهو ما يجعل دراسة علوم اللغة العربية كلها من أدواته مع الإحاطة التامة بمدارك الأحكام وهي الأدلة الشرعية وترتيبها كما يؤكد الشريف في ورقته القيمة أن المجتهد محتاج إلى علم النفس والاجتماع والسياسة والاجتهاد والإفتاء فقد ظل دوماً خارج سلطة الولاة في حين أصبح بعض القضاة يعينهم الولاة ويعزلونهم وأما ما يسمونها مطلقوها فتاوى وهي في حقيقة الأمر آراء مجردة حتى أن كثيرا منها لا يعتمد على دليل وهذه التصنيفات كثيرة لا يحصرها الحصر تبدأ بتهمة الليبرالية ولا تنتهي بالابتداع بل تبلغ حد الوصف بالفسق بالنفاق والردة وأتى بدليل للمفتين الأول ومنه ما روي عن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما ( من أفتى في كل ما يسأل عنه فهو مجنون ) في حين يقرر الشريف أن التعددية في المذاهب مصلحة دينية عن طريقه تتسع دائرة الاجتهاد ويكمل في توأمة عنوان محاضرته بالنسبة لسلطة الواقع حيث يقول إن للواقع قوة مهيمنة تدفع الفتوى والاجتهاد إلى اتجاه معين لا تعدوه إلى غيره وصب جام غضبه على هذه المدرسة من المذاهب التي ركد مذهبها ويغيب عنها الجديد من الدراسات التي تعالج أهم قضايا العصر فالمظالم التي تتعرض لها المرأة أصبح الخوض فيها من المحرمات ونعت دوما بأنه إرادة تغريب للمرأة المسلمة وقضية الخوف من التغريب قديمة وربما بعضهم يغالي بفتواه واستدعى تحريم الاختلاط دعوة الفصل بين الجنسين في شتى المجالات في العبادة حتى كاد الحرم المكي أن يهدم بفتوى ليقام في مكانه صرحا متعدد الأدوار هنا قرر الشريف بأن هذا ما يشبه الهوس حتى وصل الأمر إلى إشكالية توظيف الكاشيرات !ثم ذكر ختاما كاتبنا المبدع عبد الله الشريف العنف ضد الأطفال لم يقنن بعد بل إن قضايا التحرش الجنسي لم تجد لها في نظام عقوبات تباشره المحاكم أحكاما واضحة وقضية تزويج الصغار وقضايا حقوق الإنسان منحاز بعض المفتين إلى حكم تغطية وجه المرأة أو البحث عن حكم حلق اللحية أو تقصير الثوب وتربية شعر الرأس .بعد ذلك داخل عدد من الحضور منهم الدكتور عاصم حمدان والدكتور زيد واحد المداخلين مستغرب عدم ذكر للجهمية في معرض حديث الشريف فرد الكاتب والأديب عبد الله فراج الشريف أن الفتوى لا تأتي إلا من المجتهد المطلق فقال إن ليس للجهمية أصل وإنما ذكرت فهي تطلق على المعتزلة والأشاعرة.