عادت السعادة الى ربوع هذه البلاد الطيبة العزيزة واخضرت ارضها ورفرف الطير فرحاً في سمائها بعودة حبيب الناس وملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه.. فمنذ ان غادر أرض الوطن وقلوبنا تخفق بالرجاء وألسنتنا تلهج بالدعاء وبعد أن عاد صافحته ايدينا بالوفاء.. فلك يا مليكنا كل المحبة والإخلاص والولاء.. نعم.. فأنت لست مجرد ملك بل أنت (أب) يفيض حنانك على من عرفت وعلى من لم تعرف.. وأنت (طبيب) تسعى الى مداواة القلوب قبل ان تسيل دمائها.. وأنت (معلم) فقد اعطيت العالم دروساً حية في الأخلاق الحميدة والمروءة والصدق والإخلاص والعطف والمسارعة الى اغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج واحترام الكبير وتوقير الصغير وحب المساكين وتقدير النساء واحترامهم والرفق بهن.. لقد اعطيت ملوك الأرض ورؤساءهم دروساً في التواضع وجسدتها على أرض الواقع (وما تواضع احد الا رفعه الله) فنسأل الله ان يرفع قدرك في الدنيا والآخرة.. لقد أعطيت شعوب العالم دروساً في المبادرة بفعل الخيرات والتواصل والعفو والتسامح وهذه الصفة لا يقدر عليها إلا رجال عظام امثالك يا سيدي.. قال الإمام الشافعي: لما عفوت ولم أحقد على أحد.. أرحت نفسي من هم العداوات الناس داء ودواءُ الناس قربهم.. وفي اعتزالهم قطع المودات .. لقد تعلم منك الناس الطيبة في هذا الزمان الذي عز فيه الإحسان.. لقد أحبك الصغير والكبير.. والمواطن والمقيم.. والبعيد والقريب.. فغدوت في قلوبهم حبيباً. لقد اشتقنا الى رؤية خادم الحرمين كثيراً واحسسنا ان غيابه طال.. ولم نصدق انه غاب تسعين يوماً فقط.. لقد مرت علينا التسعون يوماً وكأنها شهور بل سنوات.. واليوم ليس هناك اجمل من الشعور العميق بالفرحة بمجيء ملك الإنسانية.. وليس هناك احلى من التقاء الوالد بابنائه.. وليس هناك اصدق من كلمات الاعتذار التي بادر بها المليك مستقبليه في المطار.. فقد قال سامحوني لاني لم اسلم عليكم جميعاً.. ان قلبه الكبير يحتوي على حب كبير للشعب وللعالم اجمع.. يحمل هموم الناس حتى وهو في فترة النقاهة من الألم الذي ألم به.. فرغم الألم كان يشعر بالأمل ويسعى لتحقيق الراحة والرخاء والاستقرار بين المواطنين.. ان عودتك يا والدنا الغالي لا تقدر بثمن.. ولا تصوغها كلمات.. ولا يعبرها وصف ولا تستطيع ان تفيها اشعار ولا تنسجها افكار.. يكفينا ان نرى إطلالتك بيننا.. ويكفينا ان نسعد بسماع صوتك.. ويكفينا ان نبتسم مع ابتسامتك.. ويكفينا ان نكون بخير وسلامة وصحة.. لم نكن ننتظر المكرمات.. ولكنك كعادتك ابيت إلا ان تأتي كالغيم الذي يحمل بين حناياه الغيث.. (فكان اكرمهم عهداً واوثقهم مجداً يعرف من غير انكاري * كالغيث ما استمطروه جاد وابله وفي الشدائد كالمتأسد الضاري).. حمداً على سلامة خادم الحرمين الشريفين.. ونسأل الله ان يجعله ذخراً لهذا الوطن هو واخوانه الطيبين.. آمين يا رب العالمين.. وقفة شعرية: يا مُبري العِلل الجِسام بطبه * تأبى المروءة أن تكون عليلا أنا في صميم الضارعين لربهم * ألا يُريك كريهة، وجفيلا حنان محمد الغامدي - جدة