تنعم هذه البلاد المباركة بظلال وارفة من الإيمان والوحدة والتلاحم بين الراعي والرعية، وبين أفراد هذا البلد المعطاء الذي وحد أرجاءه، وأسس بناءه الملك المؤسس الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه، وسار على نهجه ابناؤه البررة - رحمهم الله - في الحفاظ على مقدرات البلاد، وكرامة العباد، حتى أظلنا هذا العهد المبارك الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين ملك الانسانية عبد الله بن عبد العزيز أمد الله في عمره، ومن حوله عزيمة ولي عهده الأمين، ونائبه الثاني حصن الداخلية الحصين، فازدانت بلادنا وازدادت شموخاً وإباءً ، وأثبتت ممملكة الإنسانية حضورها في ميادين يتنافس فيها المتنافسون، وبفضل الله ثم بإخلاصهم ايدهم الله نقشت المملكة اسمها بالذهب الخالص في صفحات المجد والمنعة. لقد واءم ملك الانسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله - بين الحفاظ على الاسس والثوابت، وبين الإفادة من الجديد المفيد، وفي ذات اللحظة التي ضرب فيها أروع الأمثل في الذود عن حق الوطن والأمة والإنسانية دوّن أجمل النماذج السياسية الصادقة نحو عالم يسوده الرخاء والنماء. إن المملكة العربية السعودية كبيرها وصغيرها، ذكرها وأنثاها، تدين لهذه القامة التي سطرت في صفحات التاريخ تاريخها بعدلها وقوتها، ولينها وحزمها، ووقوفها مع مصالح الوطن والمواطن، وانتصارها لقضايا الأمة العربية والإسلامية، وحرصها على سلامة الإنسانية. إن مليكاً هذه سماته وصفاته وذاته لأخلق أن نشاركه الفرحة، وأن نقاسمه البسمة، فهو الذي أقسم بالله فأوفى، وعاهد فصدق، حتى اضحى حديث الوطن والمواطن، تلهج القلوب لله بشفائه، وتتلهف النفوس للقائه، فهنيئاً لمملكة الإنسانية بإنسانها ومليكها وربان سفينها، وهنيئاً للوطن والمواطنين بمحبهم ومحبيه في انسجام روحي يحكي انسجام هذا البناء الذي يشد بعضه بعضاً، هذا البناء الذي اصله ثابت ورفعه في السماء ، اصله كتاب الله العظيم، وسنة نبيه الكريم صلى اله عليه وسلم، هذا البناء الذي يُظل الخائفين ، ويطعم الجائعين، ويحمي حمى الدين. إن هذه الكينونة الابية قد قام عليها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، سهروا الليالي ، واخلصوا في الايام الخوالي، وما إن أثر اخلاصهم في أجسادهم حتى تداعى لهم سائر هذا الجسد ، ولما منّ الله علينا وعلى مليكنا بزهىّ العافية، وحلل الصحة، بابتهجت نفوس كنّ حيرى، وابتسمت أفواه كنّ حسرى، فوقف الوطن مبتهجاً ومهللا، قد ارتسمت البسمة في الوجوه، والفرحة في العيون، والشكر لله في الالسنة والقلوب. إن تعداد مظاهر الرقي التي تشهدها البلاد على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - يستحيل على المنصفين ، وخير شاهد على ذلك هذه التنمية الشاملة التي شملت جميع مناحي الحياة، وحق لمليك أعطى بلاده كل إخلاصه ومصداقيته أن يقف له الوطن وقفة فرحة شاملة جميع فئات المجتمع، ولن تستطيع الحروف والكلمات والجمل والمؤلفات أن تعبر عما تكنه الجوانح من حبب وولاء وفاء لهذا الملك الصادق الصالح، ومن فرحة وابتهاج بما من الله تعالى اليه من صحة وعافية. كلنا نلهج بكلمة واحدة تدل على وحدة هذا الكيان، وهي : "الحمد لله" الذي اعاد ملك الإنسانية الى وطن يبادله الحب والوفاء ، ليكمل المسيرة، ويواصل التنمية ، ويزيد الرقي لهذا البلد المعطاء، الذي عانق صيته عنان السماء.