• لم أشاهد الاتحاد منكسراً حزيناً كئيباً.. يمشي مطأطئ الرأس ينظر إلى الأرض كما شاهدته في الأيام الماضية.. دموعه الغالية تتساقط على مقلتيه بعد أن تكالبت عليه الأحزان وابتعد عنه الأحباب وقسى عليه الزمن.. وتغير الحال من حال إلى حال!! • كان الاتحاد خلال الفترة (1997 – 2008) مصدر فخر ليس للاتحاديين فحسب بل لكل السعوديين والخليجين والعرب والآسيويين.. وكان الحديث عنه يجعلنا نستمتع وننتشي بما حققه من إنجازات وأمجاد جلبت لنا الفرح وصنعت البسمة في وجه كل مشجع من كافة أطياف المجتمع في وقت أصبحت فيه الفرحة عزيزة علينا بعد تكالب الأحزان والكوارث. • كنا نستمتع بما يكتبه غير الاتحاديين عن الاتحاد وبما يقوله المحللون والمعلقون العرب حتى أصبح الاتحاد مثالاً حياً (للعمل الإبداعي الخلاق) على مستوى آسيا والعالم.. فإن تكتسح العالم المتقدم مثل (اليابانيين والكوريين بالخمسة والستة) فذلك يدعو للفخر والاعتزاز والفرحة كما تمثل ذلك جلياً في منظر الأمير سلطان بن فهد وهو يرفع يديه إلى الأعلى منتشياً باكتساح الفريق الياباني في جدة. • وما أن اختلف الاتحاديون وانشغلوا بالصراعات حتى تدهور الفريق وأصبح ضعيفاً فاقداً العزم يائساً مستسلماً بسبب الحروب الداخلية التي أدت إلى الفشل تلو الفشل حتى استقال المرزوقي ثم خالد بن فهد ثم استقال الصنيع والباز وقبلهم استقال المدرب كالديرون ثم استقال مانويل وربما يستقيل توني اوليفيرا ولن تتوقف الاستقالات فالبيئة الاتحادية أصبحت مرتعاً للخلافات والصراعات. • لكن ما ورد مؤخراً في الصحف عن (اجتماع بين البلوي والداعم أو ممثلة) كان أجمل خبر قرأته واستبشرت به ووقفت عنده كثيراً.. فمنذ فترة طويلة لم يحصل اجتماع رفيع المستوى من هذا النوع.. وقد دعوت سابقاً إلى الصلح بين البلوي والباز فتحقق ما هو أكبر من ذلك.. ويبدو أن ما حدث هو تقريب لوجهات النظر بين الداعم والمؤثر الأمر الذي سينعكس على حاضر الاتحاد ومستقبله فربما يعود الاتحاد إلى سابق عهده في بقية منافسات هذا العام وربما يعود المؤثر إلى صناعة القرار الاتحادي في الموسم المقبل. • لقد استقال الباز لأنه لم ينجح في تحقيق المأمول.. ولم تنجح السياسة التي طبقها مع (اللاعبين والجماهير والإعلام) فهذا المثلث الاتحادي لا يمكن فصل أحد أضلاعه عن الآخر.. فالاتحاد هو الجمهور والإعلام واللاعبين.. ورجال الاتحاد جزء من الجماهير. • عندما كان الاتحاديون على قلب رجل واحد حققوا المعجزات وعندما تفرقوا فشلوا فذهبت ريحهم وتدهورت أوضاعهم. • الاتحاديون قلوبهم طيبة ونقية ولذلك أدعو الداعم والمؤثر إلى الاتحاد من أجل الاتحاد وأدعوهم إلى الالتفاف حول ناديهم ونسيان كل الأخطاء السابقة وأدعوهم أن يكفكفوا دموع الاتحاد الحزين الذي عانى سنوات طويلة فكان يتيماً فقيراً حتى قام باحتضانه ورعايته فصار أجمل فريق عربي وآسيوي يمكن أن تنظر إليه (وتتمنى ألا ترفع عينيك منه).